ومن يكتب عن مريسيلا..؟

Quote: كانت فريدة في طيبتها وإقبالها على الحياة في ضحكتها وحبها للناس كانت جارتنا، بيننا شارع صغير وباب كثيرا ما غيرت امي موضعه لتكون أكثر قربا من جارتها القريبة أصلا. تزوجت صغيرة قالت لي عمتي زهرا إنها أخذت على حين غرة ندهوا عليها من ملعبها مع الصغار لتزف إلى قريبها العسكري في سلاح الهجانة المصري. أيام ورحلت بمعية زوجها إلى مصر( بضم الصاد) حسب ما ينطقها أهلي وهناك بدأت حياة جديدة ومختلفة تعلمت منها وفيها الكثير انجبت وربت عيالها هناك وعلى عكس كل من عاش في مصر من أهل الشمال إلا أنها ظلت متمسكة بلسانها الشايقي لم تقل آه وبقآ وما الى ذلك . تعلمت كيف تصنع الكشري وكيف تأكله وكيف تعد الشيشة لزوجها لكنها كانت تفضل القراصة والويكة. على بساطتها كانت قادرة على فهم معنى الانتماء والشعور به والتعبير عنه انجبت اربع بنات وولدين مات الولدان باكرا ودفنا في مصر عادت بزوجها وبناتها الأربع أسرة بسيطة لكن كان لها ما يميزها، أب تعلم القراءة بمجهود فردي في مصري فأخذ يكثر من القراءة استهوته الحواديت والملاحم الشعبية المصرية (أبو زيد الهلال وأدهم الشرقاوي وسيف بن ذي يزن ) فكان لا يمل من سردها لنا نحن الأطفال وللكبار أيضا حين لا يكون هناك ما يروى من كثرة الجلوس واستهلاك المواضيع. الأب تعلم هناك الكثير من الحرف فكان يدهشنا بقدرته على صنع أحذية جيدة من بقايا الجلود أو استغلال سواقط الخشب في صنع مقاعد وبنابر وككاكر ( ثلاث كافات بالله دي حصلت وين) وأذكر اقتناءه أدوات نوعية لم تكن متوفرة للآخرين. شوكة للنظافة وكان رديفها عند الآخرين الكارديق وإلى هذه الشوكة يعود الكثير من الفضل فكم صالت وجالت في شوارعنا قبيل العيد وفي الأعراس. وكان يمتلك صندوقا خشبيا يضع فيه معدات النجارة وأهم ما كان يهتم به شاكوش ذي رأسين واحد للطرق والآخر لخلع المسامير. وكان لا يعير أشياؤه إلا بشروط معينة ولمن يثق به من الأصفياء كانت هي بالتوازي لا تهتم إلا بالعطاء متجاهلة في نفس الوقت تحذيرات زوجها لها من التصرف في معداته المصرية الأصيلة. عادت الأسرة من مصر لتستقر في بيتها المجاور لبيتنا بالتزامن مع ميلادي أسرة فقدت ولديها الوحيدين ورأت في شخصي الضعيف عزاءً يعوض بعض فقدها العظيم ولكثرة مشاغل أمي ( ولأن الولادة زمان كانت زي البلنتات على قول أحدهم) بدأت علاقتي بهذه الأسرة وبربتها المرحومة مريسيلة بت عبدون وللحديث بقية