|
Re: علم البديع ... صناعة سودانية (Re: ابو جهينة)
|
نحن السودانيين ، بلا فخر ، أجدع ناس في علم المبالغة. فلو أردنا أن نعمل ( زوووم ) لأي موضوع ، لا يمكن أن يتم تعديل هذه المبالغة إلا بزوم معاكس من نفس المصدر أو ( بنيران صديقة ) فنقول ( الضحك شرطو) ، هذه المبالغة بالذات تخيفني ، فمعنى هذا أن نهاية الشفتين عند إلتقاءهما بالجضوم معرضة للشرط في أي لحظة بسبب ضحكة مجلجلة. و ما أكثر المضْحِكات المبكيات أيامنا هذه ...
و نقول عندما نريد أن ندعو على أحد : ( الحمى ال يَجِسُّوها بالمقص). يعني الحمى بتاعتك دي ، و من شدتها لا يمكن لأحد ملامسة بشرتك و سطح جلدك إلا بمقص و الذي ستسري الحرارة من خلاله إلى الذي يجس حرارتك البركانية هذه دون قراءة أي أرقام ترموميترية ، يكفي أن نعرف أنك محروق و ريحتك شايطة.
عندنا مثل جميل في السودان ( ما بريدك ، و ما بحمل بلاك ). فهذا يعني علاقة المصلحة فقط ، أو يصلح كدعوة للتعايش السلمي بين قبائل التماس.
نقول أيضا ( ريحتو ترمي الصقر الطاير في السما ) ، معنى هذا أن لدينا ريحة ( غير متعوب في صناعتها ) يمكن أن نستعملها بدل صواريخ إستنغر أو توماهوك ، سلاح سري لا يحتاج إلى منصات إطلاق .
أنظروا لقوة المعنى و قوة الفخر الموغلة في المبالغة في هذه الجملة : ( سيوفهم تلحس الفقرة ) ، فهذه السيوف من حدتها ، ما عندها وقت تقطع أو تجز أو تنحر ، إنما هي لحسة واحدة كلحسة اللسان للآيس كريم و تكون فقرات العمود الفقري قد إنقسمت إلى دوائر كحبات الخيار في طبق السلطة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|