مرقة في مرقةحاجة سكينة واقفة في الحيطة ( يا مريم يا اختي ما عندكم حبيبة مرقة كدة الايق بيها الملاح دا ) اسي الرشيد بيجي من الشغل ،،،،
مريم : اجي ياحاجة عاوزة تعملي ملاح ويكة بدون لحمة كيفن ؟؟
سكينة : اللحمة ما قالوا قاطعوها يا دي ..
مريم : هو نحن علاقتنا بيها من زمان ما ياها المقاطعة زاتها اكان ما ربع الكيلوا البيجيبو الحاج معاه مره مره .طيب ما تاكلو عدس وفاصوليا ..
سكينة : والعدس والفاصوليا هو نحن متين خليناهم .. وحتى التلفزيون من بلادته كمان بقى يجيب لينا دعايات للعدس مرة عدس الوادي ومرة عدس الرشيد ..
مريم : يعني هو نحن العدس عندنا ليه خيار لامن ينادونا ليه بالدعايات ولا ضياع وقت منهم وعدم موضوع .
سكينة : ما اطول عليك الحق بصلتي ديك ما تحرق اها ما جاوبتيني عندك مرقه ولا ما عندك ؟؟
مريم ايا عندي لكن الرسول حلفتك كان ما ضوقتينا ويكة المرقة دي كمان طعمها كيفنهو .
وفي طرف الراكوبة يرقد ولد شاب يحتضن جهاز تسجيل ويستمع الى مصطفى سيد احمد .
وكتين يضيع
عرق الجباه الشُّم
شمار فى مرقة ..
آه .. يا نورة آه
من دربك التوّر
نفس خيل الصبر
فتـّر خطاوى الشوق
وراه .. يانورة .. آه
ساعة الشموس الغُر تهضلم
تلحق الصِّح .. فى المغارب
يدفر الضو الكهارب
تستر المدن السرابية ..
الضبابية .. الكآبة
حائط التيه .. والطشاشات ..
فوق قفيِّك يا أمْ عوارض...
يا أمْ عوارض .. مو دُعاشة
ماها شبـُّورة وتقيف ..
جايى ليك يا نورة غيمة
تملا ماعونِك خريف
يملا عينيكى ويفضـِّل
يروى جوّاك العطاشة
جاة ليك يا نورة غيمة
تملا ماعونك خريف .
**************
يا نفس فجر القصايد يا بلادى
دا القطع قلب الروادى ..
بى اللّواج الجاى .. وغادى
ماهو صوتك .. لاها صورتك
هى البترقش نادى
فوق صدر الجرايد
إنتى يا حُضن الصحارى
شُفّع العرب الفتارى
البفنـّوا الشايلا إيدمْ
ويجروا كايسين القطارى
لا سراب الصحرا .. موية
ولا حُجار سلّوم .. موائد
حالكم البصرخ وينادى
ياوطن عز الشدائد
*************
يا هُدى الناس الحيارى
يا ندى الفجر الببلِّل
نور عِوينات الفقارى
جايى ليك .. آه جايى ليك
جاى ليك يا نورة افة
آفة .. للسوس البنقـِّر
عود عِشيماً داخرو فيك
أصلى لمـّن أدور أجيك ..
بجيك ....
لا بتعجّزنى المسافة
ولا بقيف بيناتنا عارض
لا الظروف تمسك فى إيدى
ولا من الأيام .. مخافة
يا نفس فجر القصايد يا بلادى
ما ضِهِبْ فى بعدى عنـِّك
أصلى متغرِّب عشانك
راضى بى الجايينى .. منـِّك
ما شكيت شُح اليالى ..
وما بكيت نُحْ .. شِلتوا حالى
رغم إنو الحال بيفضح
إلاّ كٌتْ فى الحارة بصرُخ :
يا وطن عِز الشدايد
يا وطن عِز الشدايد
يا وطن عِز الشدايد
.. تنهره امه :
قوم يا ولد عادل ياعاطل كسر لي الحطب دا ارمي لي حرف قراصة قبل ابوك ما يجي اليوم كله تترقد في السراير تسمع في الغنا بركة ليكم قالوا الوالي جايي يطردكم من العاصمة ..
عادل : يطردنا نمش وين كمان ..
الام : قال تمشوا الاقليم بدل تقعدوا عطالة كدا من ضل لضل .ز
عادل : يعني يامة هو وفر لينا وظائف ونحن قلنا ما دايرين شغل .. ما شايلين شهاداتنا ليننا سنتين نفلف في المكاتب ما في زول قالنا بغم ولا عينكم في راسكم ..
الام : خلاص ما تتفاصح لي الكلام دا تقولوا للوالي انا تقوم تكسر لي الحطب وتقفل المسجل دا ..
بعد يقوم عادل يكسر الحطب تبدا الام تردد في كلمات الاغنية وهي تهز في راسها يسارا ويمينا اشارة للتحسر وتترنم
وكتين يضيع
عرق الجباه الشُّم
شمار فى مرقة ..
بعد ساعتين يسمع خبط في الباب والحاجة منادية ولدها : عادل قوم افتح الباب لاخوانك وابوك ديل وحضروا التربيزة والكراسي تحت ضل النيمة عشان تفطروا ..
يدخل الحاج راشد بعد ما يتكل عجلته في حيطة الحوش يسلم : سلام ياحاجة فطورك جاهز ؟؟
الحاجة : ايا جاهز حتى القراصة عستها وختيتها في الحافظة .. بس اقطع لي بصلات وطماطمايات مع العجور ..
الحاج : والطماطم لقيتوها وين كمان ؟؟
الحاجة : الله دا ما كريم حاجة ستنا ولدها المغترب نزل السوق وجا شايلها ليها قفة قدر الضربة قاليها اتفشي وفشي جيرانك ..
راشد بدون تركيز : يعني جابها من السعودية ؟؟
الحاجة : طماطم شنو البيجيبها من السعودية يارجل انت شبكتك شغالة برج واحد ولا شنو ؟؟
تجتمع الاسرة تحت ظل الشجرة بعد ما اعدت الحاجة وجبة الافطار المكونة من قدح ضخم ملئ بطبقات القراصة المعد من غير اي تدخل حيواني مباشر اي لحم كسابقة فريدة من سوابق الويكة السودانية .. والحاجة ارادت ان تمهد للحاج لمعرفتها التامة وقرمه الدائم للحوم
وقالت له: الليلة يا حاج الملاح مرقة ساااااااااي .
الحاج يبدو انه لم ينتبه للجملة انما واصل في الاكل بنهم فجاه لاحظت الحاجة انه الحاج ادخل يده تحت طبقة القراصة السخنة وكانه يبحث عن شئ مفقود ..
الحاجة كايس شنو يا حاج نعلوا خاتمك ما اتملص ؟؟
الحاج : كايس لي عضم اكدو ..
الحاجة : يا راجل يقولوا تور تقول احلبو ؟؟؟ قلنالك الملاح دا عاملنو بالمرقة بس لانه الحكومة قالت قاطعوا اللحمة ونحن قاطعناها ..
يا حاج : يامره بطلي الاستهبال معقولة الملاح الطاعم دا بدون لحمة .. تلاقيك خزنتيها عشان تمزمزي بيها انتي وولدك العاطل دا ..
الحاجة ويبدو علبيها الغضب : يا راجل يا زايع متين من عرستني حصل دسيت منك أكل ..
الحاج مستدركا : حاشاك ياحاجة والله انتي تقطعي من جسمك وتأكلينا ..
الولد عادل لم يعجبه تدخل اسمه وبدأ يطنطن : هسع انا ذنبي شنو عاطل ولا ما عاطل قراية وقريناها لامن كملناها حتى الماجستير قلتوا لي اعملوا عملتوا اها اجيب شغل من وين ؟؟؟
وقطة تتملق تدخل وتخرج بين ساقي حاج راشد وتتمسح بشعرها الناعم ومنعمة صوتها بصورة تحنن الكافر ..
حاج راشد في الاول لم ينتبه لها وهو لازال يشك ان بالصحن عظم ..
وفجاه انتفض بعد ما مارست القطة قليلا من العنف محاولة اخذ حقها بالقوة ..: بس الله يبسك ... اها دي يعملوا ليها شنو ... الكدايس نظامها كيف مع مقاطعة اللحوم دي مرقه برضو ؟؟
حاجة سكينة : اجدع ليها قراصة بالويكة يمكن تآكلها ..
وفعلا يشرع حاج راشد برمي اللقمة بعيدا وتجري نحوها القطة مستبشرة بهذا الكرم وتبدأ تشم في اللقمة محتارة من هذا( الشذا زهر بلا زهر) الرائحة رائحة لحم ولحم طير كمان لكن لايوجد عضم ولا لحم .. بعد ان يئست القطة من وجود اللحم بدأت تلعق ما تعلق بالقراصة من طبقة ويكة وتركت القراصة بيضاء خالية من الطبيخ وعادت مرة اخرى مترجية حاج راشد بأن يرمي لها عظما حقيقيا في هذه المرة ويبطل غش الزبائن ..
ولا تدري بأن الحال مرقة في مرقة ................