|
Re: قرأت لك (Re: عوض سيد أحمد)
|
قرأت لك
متفرقات : * كلام فى التصوف ورجاله : يقول الامام أبو الحسن الندوى فى كتابه : " رجال الفكر والدعوة فى الاسلام " مشيدا بالامام الكبير سيّدنا ومولانا الشيخ / عبد القادر الجيلانى شيخ الطريقة القادرية يقول عنه : " كان يحضر مجلسه نحو سبعين ألفا , وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى , وتاب على يديه من العيارين والمسالحة أكثر من مائة ألف , وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه فدخل فيه خلق لا يحصيهم الاّ الله , وصلحت أحوالهم , وحسن اسلامهم , وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم ويشرف عليهم وعلى تقدمهم , وأصبح هولاء التلاميذ الروحانيون يشعرون بالمسئولية بعد البيعة والتوبة وتجديد الايمان , ثم يجيز الشيخ كثيرا منهم ممن يرى فيهم النبوغ والاستقامة والمقدرة على التربية , فينتشرون فى الآفاق يدعون الخلق الى الله ويربون النفوس ويحاربون الشرك والبدع والجاهلية والنفاق فتنتشر الدعوة الدينية وتقوم ثكنات الايمان , ومدارس الاحسان , ومرابط الجهاد ومجامع الأخوة فى أنحاء العالم الاسلامى , وقد كان لخلفائه وتلاميذه ولمن سار سيرتهم فى الدعوة وتهذيب النفوس من أعلام الدعوة وأئّمة التربية فى القرون التى تلته , فضل فى المحافظة على روح الاسلام وشعلة الايمان وحماسة الدعوة والجهاد وقوّة التمرد على الشهوات , والسلطات , ....... ولولاهم لابتلعت المادية التى كانت تسير فى رحاب الحكومات المدنيات هذه الأمّة وانطفأة شرارة الحياة والحب فى صدور أفرادها , وقد كان لهولاء فضل كبيرلنشر الاسلام فى الأمصار البعيدة التى لم تغزها جيوش المسلمين , أو لم تستطع اخضاعها للحكم الاسلامى . ....... وانتشر بهم الاسلام فى أفريقيا السوداء , وفى اندونيسيا وجزر المحيط الهندى , وفى الصين , وفى الهند . " * ملاحظة : عندما يأتى ذكر الطريقة القادرية يتبادر الى أذهاننا الحرف الثانى من كلمة : " نقشجم " المكونة لطريقتنا الختمية . * لا زلنا مع الامام الندوى يقول فى كتابه : " روائع اقبال " بعد كلامه عن زيارته لهذا الشاعر الصوفى العظيم واصل كلامه عن رجال التصوف والتجديد الاسلامى فى بلده الهند وبعد ان اثنى على الشيخ أحمد السرهندى والشيخ و لىّ الله الدهلوى والسلطان محيى الدين أورتك رحمهم الله قال : " انّى أقول دايما لولا وجودهم وجهادهم لابتلعت الهند وحضارتها وفلسفتها الاسلام ." * التصوف : ويقول أيضا تحت هذا العنوان فى كتابه : " مبادىء الاسلام " : " ان علاقة الفقه انّما هى بظاهر عمل الانسان فقط , ولا ينظر الاّ : هل قمت بما أمرت به على الوجه المطلوب أم لا ؟؟؟.......فان قمت فلا تهمة حال قلبك وكيفيته, ....... أما الشىء الذى يتعلق بالقلب ويبحث عن كيفيته فهو : ( التصوف ) ان الفقه لا ينظر فى صلاتك مثلا : الاّ هل أتممت وضوءك على الوجه الصحيح أم لا ؟؟؟..... وهل صليت موليا وجهك شطر المسجد الحرام أم لا ؟؟؟... وهل أديت أركان الصلاة كلّها أم لا ؟؟؟....... فان قمت بكل ذلك فقد صحّت صلاتك بحكم الفقه ,....... الاّ أن الذى يهم التصوف بالأضافة الى ذلك : هو ما يكون عليه قلبك حين أدائك هذه الصلاة من الحالة : " هل أنبت فيها الى ربّك أم لا ؟؟؟..... وهل تجرد قلبك فيها عن هموم الدنيا وشئونها أم لا ؟؟؟ ... وهل أنشأة فيك هذه الصلاة خشية الله واليقين بكونه خبيرا بصيرا , وعاطفة ابتغاء وجهه الأعلى وحده أم لا ؟؟؟..... والى أى حدّ أصلحت أخلاقك ؟؟؟ ..... والى أى حدّ جعلتك مؤمنا صادقا عاملا بمقتضيات ايمانه ؟؟؟ . فعلى قدر ما تحصل هذه الأمور وهى من غايات الصلاة وأغراضها الحقيقية فى صلاته , ... تكون صلاته كاملة فى نظر التصوف , ... وعلى قدر ما ينقصها الكمال من هذه الوجهة , تكون ناقصة فى نظر التصوف , ....... فهكذا لا يهم الفقه فى سائر الأحكام الشرعية الاّ هل أدى المرء الأعمال على الوجه الذى أمره به لأدائها أم لا ؟؟؟....... أمّا التصوف فيبحث عمّا كان فى قلبه من اخلاص وصفاء النية وصدق الطاعة عند قيامه بهذه الأعمال . لا زلنا مع الامام الندوى يقول : " ويمكنك ان تدرك هذا الفرق بين : ( الفقه والتصوف ) بمثل أضربه لك : أنك اذا أتاك رجل نظرت فيه من وجهتين : احداهما : هل هو صحيح البدن كامل الأعضاء ؟... أم فى بدنه شىء من العرج أو العمى ؟ .... وهل هو جميل الوجه أم دميمه ؟ ... وهل هو لابس زيا فاخرا أو ثيابا بالية ؟ ....... أما الوجة الأخرى : انك تريد أن تعرف أخلاقه وعاداته وخصاله ومبلغه من العلم والعقل والصلاح , ........ فالوجهة الألى " وجهة الفقه " والوجهة الثانية وجهة " التصوف " ....... كذلك اذا تأملت صديقك فى شخصه من كلا الوجهتين , فانّك تحب ان يكون جميل المنظر وجميل الباطن معا . * من أول من أسس الطريقة : يقول الامام الحافظ السيد محمد صديق الغمارى عندما سئل عن أول من أسس التصوف ؟ ... وهل هو بوحى سماوى ؟ ..... فاجاب : " أما أول من أسس الطريقة فالتعلم ان الطريقة أسسها الوحى السماوى فى جملة ما أسس من الدين المحمدى , اذ هى بلا شك : " مقام الاحسان " الذى هو أحد أركان الدين الثلاثة التى بيّنها النبى صلى الله عليه وسلم بقوله : " هذا جبريل عليه السلام اتاكم يعلمكم دينكم "...... وهو الاسلام , والايمان , والاحسان , فالاسلام : طاعة وعبادة , والايمان : نور وعقيدة , أما الاحسان : فمقام مراقبة ومشاهدة : أى " أن تعبد الله كأنّك تراه فان لم تكن تراه فانّه يراك "...... وكما فى الحديث فانّ ( الدين ) عبارة عن هذه الأركان الثلاثة, ... فمن أخل بهذا المقام " الاحسان " الذى هو الطريقة , فدينه ناقص بلا شك لتركه ركنا من أركانه , ..... فغاية ما تدعو اليه الطريقة , وتشير اليه : " هو مقام الاحسان بعد تصحيح مقامى : الاسلام والايمان . " * وفى هذا المقام يحدثنا فضيلة الشيخ أحمد الشرباصى فى كتابه : " يسألونك عن الدين والحياة " قائلا : " التصوف الاسلامى القويم هو أن يبلغ المؤمن درجة الاحسان التى هى أعلى الدرجات فى التوجه الى الله عزّ وجلّ , والتى يشير اليها القرآن فى كتابه الكريم فى قوله تعالى : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وان الله لمع المحسنين . )) ......... ويواصل فضيلة الشيخ قائلا : " .... والاسلام يتمثل فى النطق بالشهادتين والعمل الظاهر , والايمان يتمثل فى اعتقاد القلب واطمئنان الفؤاد , والاحسان يتمثل فى اليقين والاخلاص , وهذا الاخلاص هو لبّ التصوف وعماد أمره . " * ويواصل فضيلة الشيخ الشرباصى كلامه عن التصوف أيضا فى مقدمته لكتاب : " نور التحقيق " يقول : " ...... هذا هو التصوف الجليل النبيل , أضاعه أهله , وحاف عليه اعداؤه الصرحاء , وشوّه جماله أدعياؤه الخبثاء , وتطاول عليه الزمن , وهو مجهول منكور , أو مذموم محذور , على الرغم من جماله , وعظيم رجاله الماضين وأبطاله , واتّساع اختصاصه ومجاله , وخطورة أقواله وأعماله , فغدا كالدرة الثمينة حجبتها اللفائف السود , فظنّها الجاهلون سوداء بسواد لفائفها, ....... وهم لو وصلوا اليها , وجلوا عنها ما حاق بها أو حاطها من أستار , لانبهرت أعينهم من ساطع الضياء وفريد البهاء . "
( بتصرف من مجلة : " التصوف الاسلامى .)
............... يتبع :
(38)
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|