بابكرعوض الله،العاق الخسيس استبحا الوطن (محمد احمد محجوب,عبد الناصر وراء الانقلاب)

Quote: الاهرام اليوم اقتراح بتسمية ثلاثة شوارع حجم الخط: 2012/05/16 - 13:33 في حوار تلفزيوني أجري معه قبل فترة قال رئيس الوزراء الأسبق بابكر عوض الله إن الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود قال له مرة إنه ينتوي إنشاء تنظيم سياسي وطلب منه أن يرشح له أمينا عاما لهذا التنظيم فرشح له الدكتور أحمد السيد حمد. وكان الاثنان القاضي بابكر عوض الله والدكتور أحمد السيد حمد يؤمنان بالقومية العربية ويكنان تقديرا كبيرا لمصر وبينما كان بابكر عوض الله مستقلا عن الأحزاب رغم ميوله الوحدوية التقدمية كان أحمد السيد حمد حزبيا حتى النخاع فهو اتحادي منذ شبابه وربما منذ صباه وعندما انشق الحزب الوطني الاتحادي عام 1956م إلى حزبين أصبح الدكتور حمد أمينا عاما للحزب المنشق الذي حمل اسم حزب الشعب الديمقراطي وكانت نواته أو محوره طائفة الختمية. ولما اندمج الحزبان عام 1967م في حزب واحد هو الحزب الاتحادي الديمقراطي أصبح الأمين العام لهذا الحزب هو الدكتور أحمد السيد حمد وكان وزيرا في حكومتي أكتوبر ووزيرا في حكومة محمد أحمد محجوب ووزيرا في حكومة جعفر نميري. لقد كان الاثنان عوض الله وأحمد السيد يحبان مصر وكانت معرفة الدكتور بها أشمل وأعمق ناجمة عن سنوات التكوين التي أمضاها بمصر تلميذا في مدرسة حلوان الثانوية وطالبا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وكان قد هرب إلى مصر صبيا مع صديق عمره أحمد الطيب عبدون. أما عوض الله فقد تلقى كل تعليمه بالسودان ثم عمل قاضيا ورأس مجلس النواب الأول ثم القضاء ثم الحكومة المايوية الأولى وربما أنه لم يزر مصر إلا في الإجازات لكنه أقام بها عدة سنوات بعد اختلافه مع النظام المايوي أول سبعينيات القرن الماضي. والاثنان عوض الله وأحمد السيد من النيل الأبيض الأول من القطينة والثاني من الكوة وجذورهما من الشمالية. أما أسباب اختيار بابكر عوض الله للدكتور أحمد السيد حمد ليكون أمينا عاما للحزب الذي كان الفريق عبود يعتزم تأسيسه فكثيرة فهو خطيب ومناضل صلب وسياسي متمرس ووطني من الدرجة الأولى رشيق الحركة جم الحيوية... الخ لكن الاختيار لم يتم لأن الحزب أصلا لم ير النور ربما لأن الفريق عبود صرف عنه النظر وربما لأن ثورة أكتوبر 64 عصفت بالفريق ونظامه ومشاريعه وكان من المحتمل أن يرفض الدكتور التعاون مع ذلك النظام. وكانت الفترة التي عمل فيها أحمد السيد حمد أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية فرصة أخرى كثفت معرفته بمصر عن قرب وعلى الطبيعة وهو أصلا كان كثير التردد عليها وله بها صداقات وعلاقات وذكريات ولقد عاش بابكر عوض الله كما قلنا فترة من عمره في مصر بعد اختلافه مع النظام المايوي لكنه لم يكن كثير الانتشار في الحياة المصرية مثل أحمد السيد حمد. ولقد يختلف البعض معهما وفي تقييمهم للأدوار التي لعباها في حياتنا السياسية والوطنية لكنهما كانا اسمين في حياتنا ولقد استضاف عمر الجزلي في برنامجه التلفزيوني الشهير الأستاذ بابكر عوض الله ولا أتذكر أنه استضاف الدكتور أحمد السيد حمد رحمه الله ونذكره بضرورة استضافة البروفيسور محمد إبراهيم خليل الذي هو أيضا اسم في حياتنا بل اسم كبير جدا شأنه في ذلك شأن القاضي والدكتور والثلاثة قانونيون. أما الاقتراح فإننا نرفعه إلى لجنة تسمية شوارع العاصمة وهو إطلاق أسماء هؤلاء الثلاثة على ثلاثة شوارع وهذا هو أقل ما يمكن أن يقدم لمثل هؤلاء الأفذاذ ليشهد القاضي عوض الله والمحامي خليل تكريمهما بعد أن حال الموت بين أحمد السيد وحضور هذا التكريم