|
Re: إتفاقية ( نيفة شاة ) وموقف الحركة الشعبية (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
الحركة الشعبية لم تنظر الى الاتفاقية كآلية لحل مشاكل السودان كلها ولا مدخلاً لجعل (الوحدة اكثر جاذبية) واصبح كل همها ان تصل الى موعد تقرير المصير بأكبر قدر من المكاسب يثبت اركان دولتها المرتقبة فالواضح ان عيون قيادتها متركزة حول الانفصال وقيام دولة الجنوب المستقلة ولا تبحث من خلال الاتفاقية الا عن المكاسب التي تمكنها من توفيق اوضاعها استعداداً لمرحلة الدولة الكاملة ولذلك هي عازفة عن المشاركة الفاعلة ومرض وجودها في الساحة الاتحادية والنائب الاول بكل سلطاته في المركز يقضي معظم وقته في الجنوب للاشراف على بناء اجهزته وتظل القضايا التي تؤرقه في المركز هي القضايا التي تسهم في بناء الكيان الجنوبي ولذلك لم نسمع من الحركة اهتمامات او مبادرات قوية لحل مشاكل في الشمال وما زال حديثا عن دارفور في مستوى الشعارات لا الافعال. ولم تطلق اي حملة للاسراع بالتحول الديمقراطي ولا لتعديل القوانين المناقضة للدستور ولا لمناهضة مصادرة الحريات ولم نشهد لها عملاً كشريك اصيل في السلطة لتحقيق هذه الاهداف – ولو تمعنا في القضايا الخلافية المعلنة لوجدناها كلها تصب في المنحى الاول- منحى بناء الكيان الجنوبي استعداداً لمرحلة الاستقلال. ولا بأس في ذلك فهو حقها المشروع ولكن بالمقابل فان جعل الوحدة اكثر جاذبية التزام لابد ان تتحمل الحركة نصيبها فيه، وحل باقي النزاعات في السودان مسئولية لابد من ان تؤديها، والتحول الديمقراطي السليم مكون أساسي للاتفاقية، ولكنها تتجاهل كل هذه الاهداف الاخيرة وتركز على الهدف الاول وحده. ( محجوب محمد صالح )
|
|
|
|
|
|
|
|
|