نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: (كيدمان) وصل... من تداعيات يحي فضل الله (Re: Asaad Alabbasi)
|
(2) إن ضحكة كيدمان الصاخبة المفرقعة لا تتآلف مع حجرات الدرس تلك التي عادة ما يجافيها، إلا أن لحصة التاريخ وقعاً خاصاً لدى (كيدمان)، ويبدو أن للأستاذ (الزاكي جمعة) أثر واضح في كسب مزاج (كيدمان) الذي نادراً ما يخضع لأي قيد من القيود .. كان ذلك فيما بعد العام الدراسي 1979م ، وكان مشرف الداخلية في مدرسة كادقلي الثانوية العليا قد وضع علامة الغياب المتكررة والمعتادة أمام إسم (كيدمان). (كيدمان) نادراً ما يراه الطلاب على سريره في الداخلية، فهو متحرك دائماً إلى فضاءات أرحب خارج المدرسة وداخليتها، المشوار الطويل بين مدينة كادقلي والمدرسة التي تبعد كثيراً حيث تحتضنها الفيافي شرق المدينة، المشوار من المدرسة إن قلب المدينة يمر بأحياء (حجر المك، حلة الفقراء، السوق البره، وحي السوق) للوصول إلى عمق المدينة حيث المقاهي والمطاعم ودكاكين ومحلات تجارية، وكان (كيدمان) يلوذ بالمقاهي في المساءات المبكرة، يتنقل من مقهى الى مقهى، وقد يصل حتى مركز شباب كادقلي جنوب ميادين الحرية، وقد يتنقل في الأحياء الغربية من كادقلي (الرديف، الملكية، البانجديد، حجر النار) حيث تقوده حفلات (الجالوه) بنغماتها الحنينة وإيقاعاتها الصاخبة التي تنتمي الى اصداء إفريقية الطعم والمزاج، وقد تسرب الينا اغلب هذا التجلي الموسيقي من زائير، اذ اجتاحت حفلات (الجالوه) كادقلي في السبعينيات من القرن المنصرم، وكانت نوعا جديدا في نسيج العلاقات بين الجنسين من خلال الرقص الدافئ الحار الصاخب الفالت عبر لغة الجسد الحر المنفلت المنحاز حد البداهة لهذه الإيقاعات الأفريقية والحنين والشجن المنبعث من اصوات المغنين والمغنيات، ولا أزال كلما استمعت الى المغنية العظيمة مريم ماكبا (ماما آفريكا) يقفز الى ذاكرتي الأخ (عبد الله شا)، وقد كان يملك في ذلك الوقت جهاز (بيك أب) وكمية مهولة من الأسطوانات وبذلك اصبح مؤهلا للتنقل عبر كنزه الموسيقي هذا بين حفلات كل المناسبات ويعلن عن اسمه (في حفلة في كحليات، بيك أب عبد الله شا)، وكان لـ(عبد الله شا) ذائقة موسيقية حريفة مكنته من ان يدس عذوبة (مريم ماكبا) في نسيج هذه الحفلات.. (كيدمان) ادمن هذه الحفلات هاربا دائما من فكرة القطيع، متفردا ومنفردا لا تييده تجمعات الطلاب، لا يشارك في انتخابات الاتحاد، كرة القدم ومبارياتها لم تستطع ان تقيد خطوات (كيدمان) ذات التجوال القلق والباحث عن المتعة في تفاصيل الانفلات، ندوات المدرسة نادرا ما يتابعها، (كيدمان) كائن لا ينتمي إلا الى تلك الحرية المطلقة، ويبدو ان صفاته المتفردة جعلت منه شخصية عامة ومهمة في نسيج حكايات المدرسة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|