|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحلقة السادسة (1) عاد صابر إلى مكتبه فتوجه إليه نورالدين ــ إنهما ضابطان لا يستحقان شرف الجندية وما كان يجب أن ينتميا إلى هذه المؤسسة العظيمة التي تعنى بأمن المواطن وحمايته ــ مبتسماً وهو يقول له: هل إكتملت المهمة؟ فنظر إليه صابر نظرة تمتلئ بالحبور والإمتنان وقال له: لقد حققت لي يا صديقي أمنية غالية أشكرك على ذلك. فقال نور الدين: هل كانت الوجبة شهية؟ إنها كذلك أكلت وملأت بطني ولكني لم أشبع!! أكلت بنهم ولم أتوقف عن الأكل إلا عندما أحتجت إلى لعق أصابعي !! وضحكا. مرت الأيام وسميرة في محبسها مستسلمةً لقدرها يأتيها صابر في كل يوم ويحكي لها حججاً مختلفة ويكذب عليها مثل ما يتنفس ثم يواقعها و يغادر، والحارس ومصدق يمارسان دور قوادين محترفين. وعندما أتت السماء بغيومها والأرض بأعاصيرها والخوجلابي يثير فوقها الأتربة بعسير القول المنتظم والبيلي يدفع لها مزيداً من الرياح توقف صابر عن زيارة الموقع (ب). (2) بدت سميرة في محبسها تخطط للهروب وتنفيذاً لهذه الخطة لم تعد تصف مُصدق بما كانت تصفه به من القبح وبدأت تبتسم في وجهه كلما أتى لها بطعام أو شراب بل كانت تدعوه أحياناً لأن يتناول الطعام معها وتقول له: أنا لا أحمل عليك فالذنب ليس ذنبك ولا ذنب الحارس المسكين ولكنه ذنب صابر الذي أعلم تماماً أنه يأمركم وربما يخدعكم أليس كذلك؟ ولأول مرة تعود لمُصدق مشاعره الإنسانية ورد قائلاً: نعم كان يخدعنا ويأمرنا ولكننا يا سميرة لن نستطيع أن نعصى له أمراً وأسأل الله أن يفرج عنك هذه الكربة وما درى مصدق أنه في ذات يوم سيصير قاتلها في مكان موحش. (3) أضحى مصدق يعطف على الفتاة وفي ذات يوم أتى لها بإفطار فاخر فوجدها نائمة حاول إيقاظها ولكنها تصنعت الغرق في النوم وأسقطت عمداً الملاءة التي كانت تتدثر بها فكشفت عن مفاتن لا تقاوم فسافرت مقلتاه هناك لتحط وتتنقل في هذا الموضع البديع ونسي الأمر الصادر إليه وامتدت يده المرتجفة ولامست جسد الفتاة الذي لا يكاد أن يستره ما عليه من غطاء فمدت يدها ووضعت أناملها على ظهر يده ومررتها برفق فأضاءت الدنيا في وجه مصدق وبلغت به الإثارة مداها تظاهرت سميرة بالإفاقة والإرتباك ورفعت الملاءة وأعادتها دِثاراً لجسدها وهي تقول له: ماذا تفعل يامصدق لقد أفزعتني وقطعت حلمي الجميل. لا فقط كنت أوقظك فقد أتيت لك بإفطار فاخر. نظرت إليه سميرة وقالت: ياله من طعام شهي أشكرك يا مصدق وتعمدت أن تطبع قبلة على خده بعد ما نجحت في إخفاء إشمئزازها قبلة جعلته كالصريع وعندما أدركت سميرة أن مصدق أصبح نمر من ورق قالت له: ستأكل معي لابد أن تأكل معي ولكن قبل ذلك أريد دواءً للصداع. إستجاب مصدق للطلب بسرعة تفوق سرعة تلبيته لأي أمر يصدر إليه من رؤسائه، أراد أن يغلق الباب من خلفه فقالت له سميرة وهي تكشف متعمدة عن فخذها: لا يامصدق أرجوك أتركه مفتوحاً أود أن أذهب للحمام الخارجي فالحمام الداخلي لا ماء فيه فترك لها دون مقاومة الباب مفتوحاً وذهب ليأتي بالدواء وعاد مسرعاً ولكنه وجد المنزل خلواً من سميرة فجن جنونه. (4) بحث عن أثرها وتبعه وهو يصرخ في وجه الحارس النائم: تنام يا غبي وتترك المتهمة تهرب. فرد عليه: (ما خلاس فكونا من حاجه إسمها متهمة إنتو قايلني عوير) قاد أثر سميرة مصدق إلى الطريق الذي سلكته فاعتلى دراجته النارية ليبحث عنها فوجدها غير بعيدة من المكان تجلس على الأرض والإرهاق بادياً عليها وهي تتقيأ فقال لها بعنف: (عاوزه تضيعيني يا سميرة بعد معاملتي ليك) فقالت له: دعك من كل هذا فأنا حامل!! فاستحال عنفه إلى لين وهو يرى الصدق والمأساة على وجهها. عد بي يا مصدق إلى المحبس واغلقه عليَّ واذهب لسيدك صابر وقل له إن سميرة تطلبك فوراً لتدرأ عنها هذه المصيبة وأنها لا تستطيع أن تذهب لمنزلها حتى لو سمحت لها بذلك لن أذهب للمنزل يا مصدق وقد تأكد لي أنني أحمل حراماً في أحشائي. قل له أن يأتي فوراً وإلا قتلت نفسي. (5) إرتدف مصدق سميرة خلفه في دراجته النارية وعاد بها إلى محبسها ثم انطلق صوب الوزارة للضابط صابر وأخطره بما حدث وبحديث سميرة. ومثل رد صابر وأسئلة صابر مفاجأة لم يكن مصدق يتوقعها أبداً وشعر معها أن هنالك ورطة تشده نحوها شداً. حامل كيف؟ إنتو عملتو ليها شنو؟ على أي حال سنعالج الموضوع ولكن بمساعدتك يا مصدق لأنك المتهم الأول في تسبيب الحمل لسميرة. أراد مُصدق أن يدافع عن نفسه ولكن صابر قال له: لا أريد أن أسمع منك شيئاً فقد قلت لك سنعالج الأمر، عد الآن إلى الموقع(ب) ولا تغادره إلى حين صدور أوامر أخرى، مفهوم؟ مفهوم سعادتك. غادر مصدق وترك صابر لهواجسه وقلقه خاصة وأن الحملة الإعلامية تشتد في أمر غياب سميرة والخوجلابي الثائر والبيلي الغاضب يشعلان إوارها في صدر صحيفتيهما في كل يوم، ثم رنَّ هاتفه فإذا به الوزير يتحدث معه ويأمره بالحضور إليه فوراً وفي معيته الضابط نور الدين.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|