|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحلقة الخامسة (1) بعنفٍ زائد أخذ مصدق يأخذ بذراع سميرة بينما الحارس الذي معه أمسك بالذراع الأخرى ورميا بها في السرير الذي يتوسط الغرفة وبحركة مسرحية أخذا ينزعا ملا بسهما ويقولان لها بصوت واحد: أنزعي ملابسك ولكنها أخذت الملاءة وتدثرت بها وهي تصرخ أنجدني يا حضرة الضابط ولكن لا حياة لمن تنادي إقترب منها مصدق وهو شبه عارٍ وهو يقول لها: هل بلغت بك الجرأة أيتها المجرمة الصغيرة أن ترفعي العصا في وجه رئيسنا وتتحدثين إليه بمثل تلك اللغة؟ وسميرة تلعن حظها اللعين الذي أوقعها في هذا الموقف وتمنت لو أنها لم توهب هذاالجمال فقد بدا لها كل شيئ واضح وضوح الشمس وقررت أن تتعامل مع ورطتها بإستراتيجية مختلفة عندما أضاف مصدق قائلاً: سنضربك ونغتصبك إذا أسأت الأدب مع رئيسنا. فقالت بإنكسار ما أحبته: حاضر لن أسيئ الأدب معه بل سأعترف له بكل شيئ سأعترف له بالشخص الذي يمدنا بالحبوب المخدرة ولكن أين هو؟ منحها مصدق شيئاً من إبتسامته البلهاء وهو يقول لنفسه: أي حبوب تلك لقد أفهمني جنابو صابر بكل شيئ وغادر الغرفة يسحب زميله الحارس، وتنفست سميرة الصعداء ولكن إلى حين. (2) خارج الغرفة كان صابر ينتظر على أحر من الجمر وما أن رأى مصدق حتى قال له: ما ذا فعلتم وهل نفذتم ما أمرتكما به؟ نعم سيدي والفتاة لن تسيئ الأدب معك مرة أخرى تفضل بالدخول إليها يا سيدي. تلمظ صابر شفتيه ودفع باب الغرفة برفق وكم كانت دهشة سميرة عظيمة عندما رأته يجلس على الأرض قبالتها ويقول لها: سنتركك تعودين إلى منزلك وسأأمر بإطلاق سراح صديقتك سلمى وأستاذك عوض وأستاذك حسن وأشقائك ووالدك فهم جميعاً الآن في الحبس وللأسف يتعرضون لإستجواب عنيف ولكن عليك أن تكوني فتاة طائعة وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه. بلغت دموع سميرة بالضابط السادي صابر قمة الإثارة فقال: يا سميرة إني أحبك. فقالت له: إذن تزوجني. فقال لها: لا أستطيع فأنا متزوج وزواجي مرة أخرى سيضيف لي مشاكل لا قبل لي بها. إذن ماذا تريد مني. أنت تعلمين أرجوك تعالي إلى جانبي في الأرض. ثم ماذا بعد؟ سأدعك تذهبين وأطلق سراح أهلك وأساتذتك. هذا وعد؟ وهنا إنتفض قلب صابر حتى كاد أن يخرج من صدره وقال لها: والله وعد لن أخلفه لك أبدأ. هذا لا يكفي أريد منك أن تعطيني وعداً آخر. ما هو. تعلم أنني عذراء هل تعدني أن تراعي هذا الأمر. قال لها بعد تردد: نعم.
بقلب مقبوض وأنفاس تعلو وتنخفض كالرياح المزمجرة والسموم الضاربة وضعت سميرة قدمها على أرض الغرفة لتسير مرغمة على دروب وعرة. كانت تظن أن ما تفعله هو تضحية من أجل نفسها وصديقتها سلمى وأسرتها وأساتذتها ولم يخطر لها على بال أنها أمام كاذبٍ أشِر وكلب لعين، وما كانت تدري أيضاً أن إستجابتها هي إستجابة لقدرها الذي سيسلمها عما قريب للمأساة التي أبكت السودان ثم إلى الموت المقيت. أخذ صابر ينزع عنها ملابسها ويتمتع بالنور الذي ينبعث من تينك القمرين الموضوعين بعناية على صدرها وذلك اللون الأبيض البهي الذي يزين بشرتها الناعمة، أمرها أن تستلقي على ظهرها، فأذعنت كمن تقودها قوة ساحر عظيم، فبدت بين ساقيه كنهر عذب يجري تحت جسر ضخم، وضعت يديها على ساقيه العاريتين ورنت إليه مستسلمة ومستعطفة وهي تطلق رجاءها الأخير: لا تنسى وعدك، أرجوك لا تنسى وعدك. كان صابر يقف ولا يقوى على الكلام، ولكنه أدرك أن اللحظة التي كان يخطط لها منذ أمد قد أزفت. فبدأ الجسر يتداعى على النهر وتغوص قوائمه في أمواجه العذبة وإلى داخل أطمائه الخصبة والأمواج تزمجر وتنثال جياشة وتصرخ أين وعدك يا وغد لقد حطمتني . وصابر يخور كما يخور الثور. (4) على عجل إرتدى صابر ملابسه وعندما أراد مغادرة الغرفة قالت له سميرة المغدورة: خذني معك لأعود للمنزل واطلق سراح الجميع وتأكد أن ما فعلته بي لن يغفره لك الله أبداً الآن أخرجني من هذا المكان الكئيب والمرعب. فقال لها: سأعود لك بعد قليل ريثما أطمئن على إطلاق سراح البقية. قال هذا ويده على مقبض الباب وفتحه وأغلقه خلفه بهدوء ووجد أمامه مصدق فقال له: يا مصدق شدد الحراسة واعتني بالفتاة وعاملها برفق وإياك أن تمس جسدها ولكن لا تدعها تغادر هذا المكان أبداً. (5) أثار غياب سميرة حفيظة عائلتها المحافظة والشريفة وبدأ البحث عنها في كل مكان المدرسة وبعض منازل الأهل ومنزل صديقتها سلمى وهي كل الأماكن التي كانت ترتادها ولم يعثر على أثر لها بل لم يجدوا أي معلومة تقود إلى مكانها أو تكشف عن أي شيئ، فقط أنها خرجت من المنزل منفردة بلباسها المدرسي لتتجه إلى مدرستها. تم فتح بلاغ عن غيابها، وشمت الصحافة الخبر وبدأ الصحفي المعارض(خوجلابي) والمستقل (البيلي) في نشر أمر غياب سميرة الجميلة بصورتها والتقطت صحف أخرى تنشر الخبر وبدأت الأجواء غائمة فوق روؤس صابر ونورالدين ومصدق وخميس وحارس المنزل وبدأت خطة أخرى للحماية عمقت المأساة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|