وكما ذكرنا سالفا ، فان قطيع الشمال احرص على الجلوس مع الحكومة واهلها ، ويمارس الإقصاء التام لأهل المناطق التي يستغلها كفضاءات خلفية هاملة لتجريب حروبه العبثية.
اهل المناطق المتأثرة بالحروب ، ترغب في جند واحد اساسي وهو وقف الحرب.وهذا الوقف يحتاج الى شجاعة وقوة ارادة. وبالرغم من أننا نعلم ان قطيع الشمال لا يملك ارادته (فهو تابع لقوى خارج المناطق مثل اجندة الحزب الشيوعي السوداني ، وقوى دولية لا ترغب في استقرار السودان) ولكن على اهله ان يتبينوا الأشياء والواقع ، وهو واقع تجاوزهم وتجاوز اجندتهم العبثية..!
وان كان اهل قطيع الشمال يخشون نقل الحرب الى الخرطوم خوفا من غضب المواطن هناك ، فان المواطن في مناطق الحرب عرف كثير من الحقائق ، واولها انه صبر كثيرا على التجريب العبثي ، وان قطيع الشمال يمارس عنصرية بينة في استراتيجية الحرب :فهو يريد تدمير وتخريب اقاليم بعينها ، وفي نفس الوقت حريص على حماية اقاليم اخرى لدرجة انه يخشى فقط غضبها ونعته بالجهوية والعرقية. الوقت تأخر كثيرا ، وكما قالها لكم دكتور الواثق كمير ، ان طول امد الحرب يؤدي الى تغيير في رؤية الناس ، واليوم الناس في تلك المناطق يرفضون الحرب تماما ، ناهيك عن اجندتها وشعاراتها الخاسرة.
عرف انسان مناطق الحرب ان منطقة ابيي ليست في حسابات قطيع الشمال وبقية فصائل دارفور المسلحة ، ورغم ذلك يطالب قطيع الشمال بالحل الشامل.!!
الحقيقة التي غابت أو يحاول قطيع الشمال تناسيها باستمرار ان بضاعة السودان الجديد لا يرغب احد في شراءها ولو بمليم. فانسان المناطق التي تعاني من الحرب حينما يسمع بالمنادة بالسودان الجديد ، سيفكر مليون مرة وينظر نحو دويلة الجنوب ، لأن التجربة تعني ببساطة الفوضى والردة والقتال على اساس اثني وعرقي بحت.
وان كان قطيع الشمال حريص على استمرار الحرب في المناطق المنكوبة ، فالأخرون ايضا لهم خياراتهم المتاحة..!
كبر