وكدأبه ، اصر قطيع الشمال على دفن الروؤس في الرمال ، واطلاق بعض من الأغنام الذهينة لتمارس نحيبها..
في خيط مجاور، بعنوان (مقال) ، كتب الزاكي دبة ، مشترطا يا اما حدوث سلام في المفاوضات ويا اما انهم (أي النوبة) سوف يطالبون بحق تقرير المصير لبناء دولة جبال النوبة..
ولا نحجر على احد ان يتمنى كيفما يشاء او يطالب كيفما يشاء ، فقط نتساءل من المنوط به تحقيق هذه المطالب؟..نعم كنا نؤمن بعدالة الجيش الشعبي قطاع جبال النوبة في وسائله وتبنيه الدفاع عن حقوق النوبة ، وكان ذلك ايام الحركة الشعبية الأم.ولكن حينما جاءت نيفاشا فلم تحفظ نضال الجيش الشعبي قطاع النوبة ، وانما ضربت بهم عرض الحائط في شكل نصوص غامضة مثل المناطق الثلاث والمشورة الشعبية..
الآن رجعنا لمربع الحرب للمرة الثانية..ولكن منذ البداية لم تكن الروؤى واضحة وانما كانت هناك اجندة غامضة تحكم الأمور.فالحرب يا الزاكي دبة في جبال النوبة لم تكن من ضمنها اجندة حق تقرير المصير لجبال النوبة ، وحينما تساءلنا وقتها واقترحنا اضافة البند فلم نسمع منكم غير التسفيه والتقتيل والقمع..فهل يريد سيد الغنم الذهنية ان يلعب بالبيضة والحجر؟
هنا تكمن نقطة اخرى من ضبابية الرؤية عند اهل قطيع الشمال ، فهم لهم خطابات عديدة ومتناقضة مع بعضها البعض ، فخطاب يوجه للقواعد المقاتلة في الميدان وهو خطاب اقصى تجلياته الوعد بانتزاع حق تقرير مصير لجبال النوبة ، وخطاب يوجه للجبهة الثورية وقواعدها مضمونه ان القتال من اجل حقوق ما يسمى بالشعوب المهمشة في السودان ، وخطاب موجه للمكونات السياسية المعارضة للحكومة ومضمونه اسقاط النظام واعادة هيكلة الدولة والحكومة الإنتقالية ، وخطاب اخر موجه للجهات الدولية ومضمونه ان قطيع الشمال مؤهل على الإشراف على توزيع الإغاثة وانه على استعداد لتنفيذ أي اجندة دولية في السودان والإقليم والمنطقة..
كبر