سوف أتناول ما قاله زاعمًا بأنَّها نظرية الملحدين الذين حاولوا الهروب من حقيقة الكون الدقيق والمُعد بعناية (Fine Tuning) إلى وضعوا نظريَّة الأكوان المتعددة للخروج من المأزق. كما جاء ذلك في كلامه:
Quote: المهم بعد ذلك ملاحظة الفيزيائيين النظريين التوافق الدقيق لقيم الثوابت الكونية والتي لو اختلفت بمقدار ضئيل جدا لما نشا الكون من الاساس ولاختلت الشروط الابتدائية لنشوء الكون وبالتالي لابد ان تكون بنفس القيم هذه النظرية تعرف ب(الضبط الدقيق ) للكون ولا غبار على صحته ويشير الضبط الدقيق (fine tuning) مباشرة لوجود خالق للكون . اصحاب الالحاد العلمي لم يستطيعو اثبات عدم صحة هذه النظرية واقرو ان صحتها تعني فعلا وجود خالق ولذلك استنبطو طريقة اخرى للخروج من هذا المأزق وهي نظرية الكون المتعدد
من المُهم جدًا أن نحاول التَّخلص من نظريَّة المُؤامرة التي تأخذ أبعادًا وأشكالًا مُدهشة حتَّى أنَّ ترمي بظلالها على العلم، مُتناسين المنهج العلمي الذي يسير عليه العلماء بصرامةٍ شديدة، وأنَّه ليس هنالك محاولات هروب أو تحييد قد تُجدي في العلوم، فالأمر لا يُمكن تصويره على أنَّ هنالك فريقان من العلماء، أحدهم يُحاول إثبات "الخالق" علميًا، والآخر يرفض أو يُحاول نفي "الخالق" علميًا. هذا تصوُّر خاطئ جدًا، العلم لا يسير بهذه الكيفيَّة، وقضيَّة "الخالق" ليست مطروحة للنقاش أبدًا في المجال العلمي البحت. والعالم مُضطر إلى تحييد قناعاته الشَّخصيَّة إزاء نتائج العلوم، وهذا ما حدث لأينشتاين وما حدث لداروين أيضًا، وما حدث لعدد كبير جدًا من العلماء الذين تنازلوا عن قناعاتهم الدينية وفقًا لنتائج بعض النَّظريات العلميَّة. وما يهمني قوله هنا، هو أنَّ العلماء "المُلحدين" على العكس مما ذهب إليه الأخ عوض الشيخ يسخرون من نظرية الأكوان المتعددة والأوتار الفائقة، وذلك لسبب بسيط جدًا، وهو أنَّ أي فكرة أو نظرية تفترض أنَّ كل شيء مُمكن ومُحتمل فهي ليست فرضية علمية على الإطلاق. وفيما يلي مقاطع للبروفيسور لورانس كرواس يشرح فيها هذه الفكرة ويُقدِّم اعتراضاته العلمية على حجة الكون المُعد، والواقع أنَّ فكرة الكون المُعد هذه تتجاهل دور الانتخاب الطبيعي الذي جعل وجودنا هو دليلًا على الكون وليس العكس، فنحن لم نُوجد لأنَّ الكون مُعد لنا، ولكن لأنَّنا نجحنا عبر عمليات الانتخاب الطبيعي من البقاء في حين لم تتمكن كائنات أو أشكال أخرى من الحياة البقاء في هذا العالم، والنظام البيولوجي الحالي للكائنات الموجودة حاليًا، لا يُمكن أخذها باعتبارها نموذجًا جيدًا على الFine Tuning لأنَّه مما لاشك أنَّ الكائنات الحيَّة الموجودة الآن هي حصيلة تطور استمر لملايين السنين ابتداءً من خليَّة أوليَّة بسيطة نشأت عن طريق القوانين الطَّبيعيَّة، ومرَّت بالانتخاب الطَّبيعي، فليس من الممكن أن تأخذ النظام البيولوجي لدى الإنسان لتبني عليه قاعدة الFine Tuning مُتجاهلًا هذا التَّاريخ التَّطوري الطَّويل.
البروفيسور لورانس كراوس يسخر من نظرية الأكوان المتعددة ونظرية الأوتار
البروفيسور لورانس كراوس يُفند حجة الكون المُعد Fine Tuning
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة