يا خريجي الزقازيق و يا خريجي مصر جميعهم..رحل صلاح الدين علي صالح.

Quote: بأى دمع ابكيك يا صديق رحل صلاح علي صالح كما ترحل النوارس فقدنا اليوم صديق من طراز فريد ... فقد كان لي اخ اكبر واب بكل ما تحمل الكلمة من معنى ... تزاملنا في الجبهة الديمقراطية بالزقازيق والسكن لسنوات .... كان يمارس ابوته علينا انا ومامون ومحسن ... وتقبلنا ذلك بكل سرور ... فكان قائد لنا ونبراس ... كان صديق لجميع الطيف الزقازيقي ... يحظى باحترام الناس كلها ... كان في وداعه بمطار القاهرة كل هذه الاشتات ... لم التقيه بعدها لسنوات ولم اسمع صوته ... في احد الايام وانا بمكتب الصديق بدرالدين حمزه... فاجأني بدر باتصاله بصلاح ... لم يستطع الحديث لفترة طويلة كنت اسمع صوت بكاءه عبر التلفون ... حينما حضرت السعودية ... استلمت عملي وبعد اسبوع ذهبت لمحسن في الرياض لنقضي يوم كامل في صحبته ... وبعدها اصبح مزاري في البكيرية كلما مررت بهناك لا بد ان ازوره ... لم ينقطع اتصاله بي قط حتى مساء الامس ... وجدت الصباح مكالمة فائته منه وخبر وفاته سويا ... زرته قبل شهر من الان ومكثنا طيلة الليلة في انس ويسأل عن احوال الناس وتفاصيلهم ... حينما وصلت منزله للبكيرية ومعي صديق لم نجده ... جاء بعدنا بساعة ... فقد كان في الرياض من اجل عمل الجالية ... قال لي يومها بانه لمن ينم ليوميين متتاليين ... يا صلاح ياخي اعمل حساب نفسك صحتك تعبانة ... يا زول انا شديد والسكري ده ما شغال بيهو الشغلة ... وانا في طريقي لشمال السعودية كنت كلما اصل لمدينة تصلني مكالمة منه ... وكان يسألني من مرافقي ويوصي عليه كأنه ابنه ... من اي طينة انت يا صلاح ... خرج صلاح من هذه الدنيا كما دخل لها ... لا يملك سوى ضحكة كبيرة وحب للناس ... خرج وحب الناس يحفه ... لم ار اجمل من صلاح قط ... ولم اشاهد من يخدم الناس ويتفانى في خدمتهم مثله ... صلاح انسان من طينة الانبياء ... باخلاقه ... وحسن تعامله مع كل الناس ... اليوم فقدت الانسانية ... انسان حقيقي بكل ما تحمل الكلمة ... حينما كنت اتحدث معه يقول لي اخوي فلان ... يرى الدهشة في عيوني فانا اعرف اخوانه ... يقول لي ياخ ده ما اخوي ود عمتي ... او اخوي ود عمي ... او يقول لي كنت بتكلم مع امي ... يا صلاح انت مش امك الله يرحمها اتوفت وانت عمرك ساعات ... يقول لي ياخ دي امي التانية ... هكذا كل الناس اصدقاءه واهله واحبابه ... صلاح شخص مهتم بقضايا بلده والناس ... كان نصيرا للفقراء والكادحين ... اسمع انت ما عملت بيت ... قلت ليهو خليني انا القاعد في السودان ... انت ما عملت بيت مالك ... قال لي شوية كده وبعمله ... قلت ليهو ياخ في شركة بتعمل بيوت جاهزة واسعارها رخيصة ... قال لي تامينها كيف ... قلت ليه ضمان 25 سنة من الشركة ... وبضحكته المجلجلة ... ياخي بتكلم عن الاجتماعات ... اندهش لصلاح اين يجد الوقت ليتواصل مع كل هذا الكم من الاصدقاء ما كن احد تلتقيه يقول ليك كنت بتكلم مع ص ع ص قبل كم يوم في مكالمة طويلة ... كيف يوفق بين عمله واسرته وهذا الكم المهول من الاصدقاء والعمل العام ... كان دائما ملاذنا في الملمات .. وحينما تحدث اي مشكلة يتصدى لعلاجها ... وببساطته ديك يقول ليك ياخ بتتعالج ومعها تلك الضحكة الداوية من الاعماق ... مهما كان الامر عصيا يمنحنا الامل بكلمة ياخ بتتعالج ... كان لا بد لقلبك ان يتوقف .. وهو يحمل هذا الحب الكثيف لكل الناس ... نشهد يا صلاح بانك انسان فريد ... كنت تسكن في قلوب كل من عرفك ... ستظل دائما بيننا ... نذكرك بالمحبة ... نم غرير العين فقد اديت رسالتك على الوجه الاكمل لم تبخل يوما بجهد او مال او وقت ... لا اعرف من اعزي اصدقاءك الكثر ... اهلك ... ابناءك ... رفاقك ... اهل القصيم ... يا لحزننا يا صلاح ... رغم انك اكبر من اي احزن ... رحل اليوم احب الناس الى قلبي ... متكاي وسندي ... وباي دمع ابكيك ... يا صديق