ومضات من الواقعية السحرية في بوستات عواطف إدريس الإسماعيلية

Quote: قبل أيام قليلة زارتني إحدى الصديقات العزيزات وهي على فكرة رغم صغر سنها وحداثة عهدها بالزواج لكنها تتميز بالحكمة والدهاء في حل مشاكلها الزوجية فالحق يقال أنها استفادت كثيرا من دراسة علم النفس والاجتماع ( ماجستير علم اجتماع ) قالت لي صديقتي أنها بدأت تشعر منذ فترة ليست بالقصيرة أن هناك برود انجليزي يعتري علاقتها بزوجها وأن هذا الأمر ليس بعاديا ونظرا لأنها تؤمن بالمثل الذي يقول ( فتش عن المرأة ) أصبحت على يقين أن هناك أمرأة أخرى تقاسمها شعور زوجها رغم أنها لاتدري كنه هذه العلاقة فقد تكون صداقة أو أي شيء آخر المهم أن هذه العلاقة ألقت بظلالها على حياتها الزوجية . بدأت صديقتي كما تقول بتتبع الأثر في هدوء تام حتى توصلت عبر هاتفه النقال إلى الغريمة وذلك من خلال تكرار رقم معين وفي أوقات محددة ,, سألت صديقتي زوجها بكل هدوء وبلا تشنج كما يحدث في أغلب الحالات المشابهة إن كان على علاقة بامرأة أخرى بيد أنه نفى وبكل ثقة وجود أي أنثى غيرها في حياته ,, غيرت صديقتي خطتها ولجأت إلى مدخل آخر وهو مواجهة الغريمة وجها لوجه ومعها كل الدلائل والمستندات ,, بالطبع إنهارت الغريمة ولكن في الوقت نفسه أكدت لها أنها علاقة بريئة أي مجرد صداقة خصوصا وأنها بحاجة لرجل في رجاحة عقله لتأخذ برأيه فيما يتعلق بمشاكلها الزوجية التي لا تنطفيء نارها صيفا ولا شتاء . لم تغضب صدقيتي بل قالت لها بكل هدوء أنها قد اختارت الشخص الغلط ذلك لأن زوجها لم يدرس القانون ولا علم النفس حتى يفيدها في شيء ثم أضافت لتقول لها " ربما قدم لك نصائح تكون لها نتائج عكسية لذلك من الأفضل أن تلجأ إلى المكاتب القانونية وهي على قفا من يشيل وفي نهاية اللقاء الهاديء نوعا ما حذرت صديقتي غريمتها ضمنيا من مغبة الاتصال بزوجها ونظرا لأنها تعلم علم القين أن الغريمة ستخبر الزوج بسر هذا اللقاء فقد بادرت هي وأخبرته بما فعلت لأنها تريد المحافظة على بيتها وعلى حبه لها ولم تنس صديقتي أن تؤكد لي أن زوجها رغم طيبة قلبه رهافة عواطفه التي تجعله صيدا سهلا تعتبره أفضل بكثير من غيره لذلك سوف تتمسك به مهما حدث لأنها تملك الآليات والوسائل التي تضمن لها الإنتصار في أشرس المعارك بلا خسائر في المعدات والأرواح .. قالت صديقتي بعد هذه القصة أنها بصدد وضع خطة دفاعية تحمي بها قلب زوجها من الوقوع في شباك النساء الهائمات على وجوههن وما أكثرهن في دول الخليج ,, وانها جاءت لتستشيرني هل تلعب في هذه الخطة الدفاعية باتنين واحد أربعة أم تلاتة خمسة واحد ,, قلت لها أنا أحب كرة القدم ولكن لست مدربا محترفا كالبرازيلي زاجالو كي أضع لها خطة محكمة تضمن لها اغراق شبكة الفريق المنافس بعشرات الأهداف ,, ضحكنا طويلا ثم بدأنا نتحدث عن أسباب تدهور الحالة الصحية للحب بعد الزواج مباشرة بالنسبة للسودانيين بصفة خاصة ,, وجدنا عدة أسباب قابلة للحل ومع ذلك أقترحت لها كتابة صيغة جديدة على بطاقات دعوات الزواج نصها كالتالي : بعد قصة حب عاصفة استمرت لأكثر من عشرة سنوات وبعد أن تأكد للطرفين أنهما مناسبين لبعضهما وأن حبهما سيسصمد أمام كل العقبات ( يا جبل ما يهزك ريح ) ندعوكم بكل ثقة و فخر لتناول طعام العشاء وحضور الحفل الساهر المقام بقاعة أمسيتي يوم الخميس المقبل الموافق 15 - 11- 2007 وذلك بمناسبة عقد قران المهندس فلان إبن فلان رجل الأعمال المعروف من ربة الحسن والجمال الدكتورة فلانة بنت فلان صاحب ورئيس مجلس إدارة جامعة يا ماخد الدروس الخصوصية يا مضمن النمر النهائية ( طبعا الألقاب مهمة) والعاقبة عندكم في الملمات .. قلت لصديقتي يجب أن يكتب أيضا على ذيل البطاقة مايلي : حتى لا تتهمونا بالكذب وترويج الإشاعات فقد ينتهي الحب بانتهاء مراسم الزواج مثلما ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن ... وفتكم بعافية ,,,