|
Re: شوق الدرويـش .. أو هكذا يُحكى التـأريـخ .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
إستقر هذا الإنطباع بذهني .. تواترت المرائي أمامي .. "حمور" كان حاضراً بمخيلتي .. في طاولة منعزلة بمقهى في "نص البلد" .. ربما بابراهيم باشا او قصر النيل .. فنجان القهوة التركية لا يلبث الا قليلا قبل إستبداله بآخر .. أغنية لام كلثوم يأتي صدى ذبذباتها بذات تلك الطريقة التي تأتي بها ذبذبات صوت أم كلثوم .. في مقهى قاهري .. ذات مساء قاهري .. في "نص البلد" ..
كان حضوراً قاهرياً كاملاً ل "لحمور" .. الا أن تقاسيم وجهه كانت معبأة تماما بذات ذلك الغباش الامدرماني الحميم .. وبالكثير من الحنين المخزون بين طيات تقطيبته تلك التي تعلو "النضارة", والى الأسفل تماما من تلك "الصلعة" الخفيفة .. بينما تنحفر تلك المعاناة الانسانية المحضة للابداع والسودانوية عميقاً بين خطوط الحزن في جغرافيا ذلك الوجه المسكون بالرهق العنيف .. ذات تلك المعاناة الانسانية المبثوثة في كل شبر من تأريخ وجغرافيا ذلك الوطن الحزين .. السودان !!
أعلاه ما طاف بخاطري وأنا أحاول لملمة الخاطر الأول ..
"وكأني أقرأ رواية لنجيب محفوظ .. بيد أن مزاجها كان سودانياً محضاً !!
|
|
|
|
|
|
|
|
|