|
سدود الشمال .... التنمية المدمرة
|
05:35 AM Nov, 05 2015 سودانيز اون لاين Medhat Osman-Washington DC.USA مكتبتى
المحتويات
مقدمة سدود الشمال من منظور محلي مدخل لجدوى السدود دراسات الجدوي و معايير صحتها دراسات سدود الشمال فوائد سدود الشمال في الميزان سلبيات سدود الشمال في الميزان سدود الشمال لماذا لأجل هذا مطلوب من المواطنين التضحية بأرضهم و عرضهم و لذوى الألباب في حلفا عبر .......فهل من معتبر؟
" الكاتب هو المهندس مصطفى عبد الجليل مختار شلبي, خريج قسم الهندسة المدنية جامعة الخرطوم, عمل بوزارة الري و تخصص في هندسة الموارد المائية من خلال دراساته في هولندا و تشيكوسلوفاكيا. عمل بادارات الخزانات و البحوث و التخطيط الى أن تم فصله للصالح العام مع بداية حكم الانقاذ, و لا يزال المهندس مصطفى يعمل في مجال هندسة الموارد المائية في كندا"
مقدمة دفعني لاعداد هذا الكتيب ما قرأته في كثير من المقالات و المقابلات الصحفية التي تدافع عن سدود كجبار , دال و الشريك, مقابل التغييب المتعمد للرأى الآخر. و قد أثار هذا الدفاع في نفسى أشجان كثيرة و عادت بي الذاكرة الى بواكير طفولتي و أنا أرى أهلي أبناء مدينة حلفا يثورون و يطوفون بمظاهراتهم كل مدن و أحياء السودان رفضا لجريمة اغراق مدينتهم العريقة, و الموقف الغريب و المؤلم حقا من الشارع السوداني الذي قابل هذه الكارثة بسلبية غريبة و استخفاف شديد عكسته مجموعة النكات التي أطلقت عن المظاهرات: " أملت الكبري يا أبود عشان نتزهلق يا أبود, يطلع د.... يا أبود". لم يكن اغراق حلفا الا تابعا لزلزال آخر هو اتفاقية مياه النيل مع مصر, تلك الاتفاقية المجحفة و الاستغلالية و التي قامت بتوقيعها منفردة الحكومة العسكرية الأولي في العام 1959, و هي اتفاقية ستعاني منها كل الأجيال الحالية و القادمة بدرجة كارثية, لكنها كذلك لم تحرك ساكنا. تواصل السلوك السلبي و شمل بناء مجموعة سدود شمال السودان, تلك السدود التي تجاوزت فيها الحكومة و طفلها الشرس المدلل (وحدة تنفيذ السدود) الخطة الشاملة لتنمية الموارد المائية, و داست على مواطنيها و استرخصت دماءهم. و لا زال مواطنو مناطق السدود يواصلون رفضهم و احتجاجهم بكل الوسائل, و قابلت الحكومة هذا الرفض بتكوين مليشيات للدفاع عن هذه السدود, فسقط الشهداء في كجبار و مروي و الشريك و فتحت أبواب السجون و بيوت الأشباح للتصدي للمواطنين. و لم تفلح كل الجهود المحلية و العالمية في اختراق جدار السرية المضروب على مخططات و دراسات و برامج تنفيذ هذه السدود, ناهيك عن اعتبار مواطني المنطقة شركاء في تنمية مناطقهم. المياه هي وقود الحرب العالمية القادمة, لكن السودان بدأ دخول هذه الحرب باكرا علي المستويين المحلي و الاقليمي من خلال معارك بناء سدود الشمال و التوتر المتصاعد مع دول حوض النيل. , و جد السودانيون بلادهم في قلب حرب المياه, يدفعها في ذلك وضعها المتميز و الحرج بين دول منبع النيل و مصبه, بالاضافة لسوء ادارة موارده المائية, و الذي تسببت فيه بشكل أساسى الهيمنة السياسية و طغيان الجموح السياسى و الطموح الشخصي على الحكمة الفنية و القدرة العلمية. يزيد من تعقيد الوضع غياب الاهتمام الشعبي, و سلبية المؤسسات الشعبية في مواجهة و تصحيح الأوضاع التي ألحقت و لا زالت تلحق بالمصلحة الوطنية ضربات موجعة. اذ لم يجد المواطنون المتضررون في معظم الأحيان أى تجاوب أو دعم من الشارع السوداني و الذي شهد تجاوبا عاليا مع أحداث البوسنة و غزة و تورا بورا, و غاب تماما عن التجاوب مع كثير من القضايا المحلية. وقد استفادت كل الحكومات الشمولية في السودان من عدم وجود رأى عام فاعل, فانفردت باتخاذ أخطر القرارات و تجاهلت المتضررين, كما يحدث حاليا في اصرار الحكومة على بناء سلسلة من السدود في شمال البلاد, متجاهلة كل الأصوات المعارضة.
|
|
|
|
|
|