***** من الأرشيف *****

Quote: مدرمان ا الثوره ح21 السبت : وقت شراب شاي الصباح 3 مايو 1993 ابو مصعب اصبحنا واصبح الملك لله .. اصبحنا واصبح معنا همنا وخوفنا .. وساعات يوم طويلة تفصل نهارنا عن ليل يرابط لنا عند حدود الوحدة .. حدود الفراغ والخيبات والوجع ، لا نعرف كيف نقضيها . كل ما انقضي يوم وانت بعيد عني . اسأل نفسي تري كيف انت هناك . في الطرف البعيد من العالم .. على الاقل نحن هنا تتساقط فوقنا حمم من قرارات سخيفه بلديه وكريهة مثل سحنة الذين سلطهم ليبقوا فوق رؤسنا . تتساقط فوقنا جمل من المنع والقهر . لكننا محاطين بسياج من الله والناس . لكن انت من يحميك . استغفر الله العظيم لم اعني الكلمة بكاملها . لكني تعاديت من امك . تعتبر ان بلد غير السودان بالتأكيد يغيب عنها الاسلام وهذا يعني عندها انكم بلا غطاء من غضب الله . وافهمها ان الله غاضب من هاهنا من هؤلاء بشر. لانهم هم من شرد ولدك وعندما اتذكر انك بعيد عن عيونا وعن حمايتنا . ينقبض قلبي . كلما سمعت طرقات على بابنا . كثيرا ما اساءل نفسي .. هل نحن فعلنا ذبنا نستحق عليه كل هذا العقاب .. هل ما فعلناه يساوي حجم هذه البلاوي التي تجري من تحنا ومن فوقنا وعن شمائلنا ؟؟ كل ماانقضي يوم وانت بعيد هناك في بلاد لا اعرف كيف تعاملك .. ولا كيف طبيعة وجودها فيها . يتمزق قلبي وابكيك في صمت . والوم نفسي على تفريطي فيك . والوم نفسي . ما كان يجب ان اتركك تخرج حتى ولو ابعدك العواليق في سجن شالا . يومي يبدأ عادة ومنذ ان فارقتنا قبل صياح الديك .. مصعب صار مثل شيخ ناسك يعافي النوم ليلا بكثره قيامه ويستبيح قلقي ويدخل ويصفق كل البوابات ورائه . واسهر معه .نوما خزازا .. اخاف ان دقست ان يتلحس هو .. واسارع للقول في نفسي منفضت عني هذا القول يبري يايمه يبري ويستبري .واضمه الي حتى تتطفق جضومه . واراك في عيونه .. تلوح لي وتلوح وتلوح حتى تنطفئ . واشعر بالامان . اشعر انك تحرسنا فيطمئن قلبي ويتبدد خوفي مع انفاس مصعب التي تعلو وتهبط في انتظام . علقت رسالتي وقدمت استقالتي من الجامعة .. في الحقيقة انا لم اقدمها هم الذين لاحقوني كانني الوحيدة الخطره على امن هذه الامه .. مابال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا . اي امن هذا الذي يتحدثون عنه . واي خطورة تلك التي تأتيتهم من امرأة لا تملك الا افكارها ورأس يفجره نباح كلاب تعوي ولا تميز بين اللون الاخضر والوردي . قبل ايام مضت استدعوني الى مكاتب امن الولايه . سألوني اسئلة لا علاقة لها بي ولا بك ولا حتى بالوطن الذي يفطسون سدته . وضحكت حتى دخلوا في اظافرهم من الغباء . لم يجروء حتى ليسألوني عما يضحكني ولم يوقفوني حينما فتح الباب وخرجت الى رحابة دينا . يعتقدون خطأ انهم يملكونها . ليه ضحكتي وانت بتقري في الجريده يوم 4/8 .. ليه ما بتنزلي جمب كشك سنين القصاد بيتكم اكيد بتعمدي توقفي الحافلة بعده . وعندما لاح لي كشك سنين ضحكت بدلا عن تبنيهي للكسماري :قرصه لو سمحت . وتبعتني نظرات جميع الركاب وانا انسحب منها الى شارع ابتلعني غباره . سارا بت خالتي علمت بمعاناتي معهم اشهرت شبشبها في وجه احدهم وهو يتلايق معنا .. بكيت لانني لم املك حينها ردا لازعا يفتت مرارة الاحساس الذي داخلني من هذه الاساءة التي وصفوني بها . لا لشئ . فقط لانني اختصرته . قلت له لدي محاضرة القيها طلابي يحتاجون الي . قال نحن نحتاجك . اجبته انتم تحتاجون لفصول محو الاميه . وانتهرني مشهرا بي وسط طلابي . ثم ختم كلامه . من تظني نفسك انت حتة معيدة لا راحت ولا جات . موش الماجستير دا . لو تميتي احلق دا . تعال ايها العالق في شقوق مكاتب البريد . كلمني ايها المبعثر في فضاء يحتجب عن سمعنا تعال الي ايها المختبئ عن اسلاك توصل كل الاصوات الا صوتك متى تكسر حالات الصمت خاصتك وتمرق نكاية فيهم ونكاية الشماته نفسها