السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأدب الحداثة- ـترجمة هشام عمر النور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 06:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2015, 00:37 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20745

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� (Re: بله محمد الفاضل)

    إليك-ياابن أمي - الحلقة الأخيرة:
    ____________________________________________________________________________________
    اختفاء المرأة من أدب الحداثة
    ____________________________________________________________________________________

    إن صعود وتطور السوسيولوجيا في القرن التاسع عشر كان ذو علاقة وطيدة بنمو وتزايد الفصل بين المجالين "العام" و"الخاص" في نشاطات المجتمعات الغربية الرأسمالية. وشرط هذا الفصل كان الفصل بين البيت والعمل، مع تطور المصانع والمكاتب. مما جعل الانتقال ممكناً إلى ضواحي المدن الكبيرة (مثلاً، المدن الصناعية في إنجلترا، مثل مانشستر وبيرمنجهام)[51] في منتصف القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من أن النساء لم يحدث أن عملن بشروط متساوية مع الرجل (مالية وقانونية وغيرها)، إلا أن هذا الفصل الفيزيائي قد وضع حداً لانخراطهن الهام والحميم فيما كان وإلى وقت قريب يعتبر شأناً عائلياً ــــــــــ إذا كان في التجارة أو الانتاج أو حتى العمل المتخصص. وحصر النساء تدريجياً في العالم المنزلي وفي ضواحي المدينة تم تدعيمه بقوة بأيديولوجيا المجالات المنفصلة.[52] وفي ذات الوقت، فإن عالماً عاماً جديداً كان في طور التكوين، عالم منظمات العمل، والمؤسسات المالية والسياسية والثقافية والاجتماعية.

    هذه المؤسسات كانت بدون تمييز مؤسسات ذكورية، رغم أن النساء كان يتمتعن في مرات قليلة بعضوية شرف أو يسمح لهن بمشاركة ضئيلة كضيفات في مناسبات بعينها. وفي النصف الثاني من القرن، أدى تزايد التخصصات إلى إقصاء النساء من مجالات متسعة من النشاط، بعضها تقليدياً كن منخرطات فيه (مثل الطب)، وبعضها كان أصلاً قد تم إقصائهن منه (مثل المهن القانونية والأكاديمية)، وبعضها كان جديداً (مثل تعليم الفنانين). والسوسيولوجيا كنظام جديد تضمنت شيئين، أولاً، أن الرجال كانوا يهيمنون عليها، وثانياً، أنها كانت تهتم بشكل رئيسي بالمجالات العامة للعمل، بمجالات السياسة والسوق.[53] وفي الحقيقة فإن النساء لا يظهرن في المراجع الكلاسيكية للسوسيولوجيا إلا بقدر ما هن مرتبطات بالرجال، في العائلة، أو في الأدوار الصغيرة في المجال العام. وكما قال ديفيد مورجان تعليقاً على كتاب فيبر "الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية":

    "أنه لا يفلت من انتباه العديد من الناس، على الأقل في السنوات الحديثة، أن النساء قد تم اخفائهن من هذا التاريخ المحدد؛ الأدوار الرئيسية ــــــــ فرانكلين، لوثر، كالفين، باكستر، ويسلن ــــــــــ كلها لعبها رجال وأن النساء لا يظهرن على المسرح إلا في زي عاملات في المصانع الألمانية مع إتجاهات في الغالب تقليدية في العمل."[54]

    ولأن الفصل بين المجالات كان عملية غير مكتملة، فإن العديد من النساء واصلن الذهاب إلى العمل ليكسبن عيشهن (على الرغم من أن نسبة عالية منهن قامت بذلك في الخدمة المنزلية)، وحتى أولئك النسوة، في مصانعهن، ومطاحنهن، ومدارسهن، ومكاتبهن، ظللن نساء غائبات عن كتب السوسيولوجيا التقليدية. والمؤسسات العامة التي شاركن فيها بالفعل نادراً ما كانت مؤسسات ينسب إليها محللي المجتمعات المعاصرة أية أهمية كبيرة.

    وهذا يعني أيضاً أن تجربة الحداثة بالتحديد كانت، في غالبها، مساوية للتجربة في المجال العام. إن النمو المتزايد للمدينة، وصدمة التجاور بين الغنى الفاحش والفقر المدقع الذي وثقه إنجلز ــــــــــ (وفي بعض المدن تم تحاشيه أو رفعه بإنشاء ضواحي المدن)، وحِدّة العلاقات الزائلة وغير الشخصية في الحياة العامة، كل ذلك وفر الموضوعات والإدهاش لكتاب "الحديث"، ولعلماء الاجتماع والمعلقين الاجتماعيين الآخرين الذين وثقوا لملاحظاتهم في المقالات الأكاديمية والنثر الأدبي وفي الشعر. وإلى حدٍ ما، طبعاً، فإن هذه التحولات للحياة الاجتماعية أثرت على كل شخص غض النظر عن نوعه أو طبقته، ولكنها فعلت ذلك بطريقة مختلفة للمجموعات المختلفة.

    ولكن أدب الحداثة تجاهل المجال الخاص إلى الحد الذي صمت فيه عن موضوع المجال الأساسي للنساء. هذا الصمت ليس محدداً فقط لأي فهم لحياة الجنس المؤنث؛ ولكنه يخفي جزءاً حاسماً من حياة الرجال، أيضاً، بتجريد أحد أجزاء تجربتهم والفشل في بحث العلاقة بين المجالين العام والخاص. والرجال يشغلون المجالين الأثنين معاً. والأكثر من ذلك، أن المجال العام يمكن أن يتكون فقط كمجموعة معينة من المؤسسات والممارسات على أساس نقل المجالات الأخرى من الحياة الاجتماعية إلى المجال الخفي لما هو خاص.[55] وأدب الحداثة، مثل معظم سوسيولوجيا عصره، يعاني مما سمي حديثاً "بالإفراط في تحويل المجال العام إلى أمر اجتماعي".[56] الرؤية المنحرفة لكتاب أدب الحداثة تفسر لماذا تظهر النساء فقط في هذا الأدب من خلال علاقتهن بالرجال في المجال العام، ومن خلال طرقهن غير المشروعة والمنحرفة إلى ميدان الذكر ـــــــــ أي من خلال دورها كعاهرة أو أرملة أو ضحية لقاتل.[57]

    الوضع الحقيقي لنساء النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان أكثر تعقيداً من الحصر الصريح والمباشر في المنزل. وهو يختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى، وحتى من منطقة جغرافية إلى أخرى، اعتماداً على الصناعة المحلية، ودرجة التصنيع، وعوامل أخرى عديدة. وعلى الرغم من أن الحياة المستقلة والوحيدة للمتجول لم تكن متاحة للنساء، إلا أن النساء كن نشيطات بوضوح ومتواجدات بطرق أخرى في الميدان العام. وقد أشار سينت، كما ذكرت من قبل، إلى أهمية الانتباه الحريص للزي الذي يجب أن تحافظ عليه المرأة، وهو ما قاله ثورستين فيبلن في وقت أبكر من ذلك:

    "وفي مجرى التطور الاقتصادي أصبحت مهمة المرأة أن تستهلك بالنيابة عن رأس المنزل؛ وأصبح مظهرها يتم التخطيط له في ضوء هذا الاعتبار. وأصبح العمل المنتج بوضوح محط بالمرأة المحترمة بدرجة معينة، ومن ثم فإن هناك جهداً يبذل في حياكة أزياء النساء، لخلق الانطباع (في كثير من الأحيان متوهم) بأن المرأة التي تلبس هذا الزي لا يمكن أن تنخرط في أي عمل مفيد".[58]
    والتواجد المحدد للنساء هنا هو أنهن مجرد علامات على أوضاع أزواجهن. وإن دورهن الهام في الاستهلاك يتم التأكيد عليه:

    "في المرحلة من التطور الاقتصادي التي تكون فيها النساء ما يزلن مملوكات للرجال بالمعنى الكامل للكلمة، فإن سلوك الترف الواضح والاستهلاك يصبح جزءاً من الخدمات المطلوبة منهن. ولأن النساء لسن سيدات أنفسهن، فإن الانفاق الواضح والترف من جانبهن سيضاف إلى شرف سيدهن أكثر من إضافته إلى شرفهن؛ ومن ثم فكلما كانت نساء المنزل أكثر إسرافاً وغير منتجات بطريقة أكثر وضوحاً، كلما كانت حياة سيدهن أكثر شرفاً، وكلما كن أكثر تأثيراً في سمعة سيدهن."[59]

    وتأسيس المحلات التجارية الكبيرة في أعوام الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر وفر ميداناً جديداً هاماً لمظهر نساء الطبقة الوسطى العام والمشروع.[60] وعلى أية حال، وبالرغم من أن الاستهلاكية جانب مركزي من الحداثة، وبالإضافة إلى ذلك تتوسط بين العام والخاص، فإن الخواص المحددة "للحديث" التي ذكرناها من قبل ــــــــــ الزوال، المواجهة المجهولة والتجول بدون هدف ـــــــــ لا تنطبق على التسوق، أو على نشاطات النساء كعلامات عامة على ثروات أزواجهن أو كمستهلكات.

    لقد بدأنا نكتشف أكثر عن حياة النساء المحصورة في الوجود المنزلي لضواحي المدينة؛[61] وعن النساء اللائي ذهبن إلى الخدمة المنزلية بأعداد كبيرة؛[62] وعن حياة نساء الطبقة العاملة.[63] وظهور العصر الحديث أثر على كل أولئك النساء، محولاً تجربتهن في المنزل والعمل. واستعادة تجربة النساء جزء من مشروع استعادة ما كان مخفياً، ومحاولة لملأ الفراغات في التفسيرات الكلاسيكية. إن المراجعة النسوية للسوسيولوجيا والتاريخ الاجتماعي تعني الانفتاح التدريجي لمجالات في الحياة والتجربة الاجتماعيين ما زالت غامضة إلى يومنا هذا بالرؤية الجزئية وبانحياز الاتجاه الرئيسي في السوسيولوجيا.

    وليس واضحاً تماماً ما ستكون عليه السوسيولوجيا النسوية للحداثة. طبعاً، ليس هنالك احتمال أن تخترع المتجولة: لأن النقطة الجوهرية هي أن هذه الشخصية نتيجة للإنقسام النوعي في القرن التاسع عشر. وليس من المناسب كذلك أن نرفض كلياً الأدب الموجود عن الحداثة، لأن التجارب التي يصفها تحدد بالتأكيد أعداد كبيرة من حيوات الرجال؛ وهو أيضاً (وإن كان على نحو أقل مركزية بكثير) جزءاً من تجربة النساء. ما نفتقده في هذا الأدب هو أي تفسير للحياة خارج المجال العام، وأي تفسير لتجربة "الحديث" في تجلياتها الخاصة، وأي تفسير أيضاً للطبيعة المختلفة لتجربة النساء اللائي يظهرن في الميدان العام؛ ربما، يكون ما نفتقده هو قصيدة تكتبها إمرأة عن مواجهة مع بودلير؟





    .
                  

العنوان الكاتب Date
السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأدب الحداثة- ـترجمة هشام عمر النور osama elkhawad09-25-15, 05:15 PM
  Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad09-26-15, 04:22 PM
    Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� بله محمد الفاضل09-30-15, 08:53 AM
      Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-02-15, 00:37 AM
        Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� Abureesh10-02-15, 02:12 AM
          Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� Kabar10-02-15, 09:56 AM
            Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-03-15, 02:53 AM
              Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-05-15, 05:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de