|
أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة.
|
05:52 AM Sep, 15 2015 سودانيز اون لاين عليش الريدة- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أوجاع القارورة أو البحث عن بداية جديدة
تري كم هي الساعة الآن ؟ هل تجاوزت الواحدة صباحا؟ أو ربما تكون قاربت الثالثة، لم يكن صبحي متـأكدا، لكن علي أي حال يبدو أن الزمن قد تأخر،نعم ..هو دون ريب قد تأخر..لقد ظل يتسكع رغم عرجه لأكثر من خمس،أوربما ست ساعات..هو أيضا غير متأكد.. غمغم :لم أكن متأكدا من شئ طيلة التسعة أشهر الفائتة..فماذا تفرق هذه السويعات القليلة..لكن الدقة مهمة بطبيعة الحال،بدون الدقة تصبح حياتنا عبارة عن متاهة من الاحتمالات الانسلاخية.. وفي هذا الصدد أعتقد أن طيلة الليل تعبيرٌ أدق..نعم لقد ظللت أتسكع لطيلة الليل..وهذا شئ أفعله لعاشرأوعشرين مرة في حياتي، وتحريا للدقة مرة أخري أضيف :علي الأقل منذ أن تزوجت ليلي. لكن مهما تسكع صبحي لابد أن يعود في النهاية إلي المنزل، فهناك ثمة مسئوليات يجب أن تباشر، وفروض يجب أن تؤدي،هناك زوجته التي هي دون ريب مازالت مستيقظة تنتظره والفزع يمضغ عينيها الجميلتين،وهناك أطفاله الأربعة الذين سيكون النوم قد غلبهم بينما هم يترقبون عودته. آآآه..التسعة أشهر الأخيرة،وما أدراك ما التسعة أشهر الأخيرة،عمري الآن خمسة وأربعون عاما،لكن التسعة أشهر الأخيرة كانت هي عمري الفعلي وماسبقها كان مجرد لهو وعبث.. لكن عجيبٌ جدا أن يحدث لك أمر دون تدبير منك أو رغبة أو حتى تقصيرما،ثم يقذف بك في متاهة من الاحتمالات الانسلاخية. لكن مهما تسكع صبحي لابد أن يعود في النهاية إلي المنزل،فهناك ثمة مسئوليات يجب أن تباشر، وفروض يجب أن تؤدي،هناك صاحب المنزل الذي يريد قيمة الايجار لهذا الشهر والشهر الذي قبله ،والذي قبله.. وهناك صاحب البقالة الذي يريد أن يسترد دين هذا الشهر والشهر الذي قبله،والذي قبله. ها أنا ذا أعود لنفس السؤال للمرة المليون، لماذا لم انتبه لحركة السيارات قبل أن أعبرذلك الشارع اللعين؟ لم انتبه لأني كما جاوبت للمرة الأكثر من المليون،كنت أفكر في أمور عويصة، وأنا الآن للطرافة لاأذكر ماهي تلك الأمور العويصة و التي هي من شدة عواصتها تسببت في دهسي بسيارة ما..ربما لأنه ظهرت فيما بعد أمور أعوص منها،والأعوص كما يقولون يغطي علي العويص.. قال المارة أنهم شاهدوا من دهسني وهرب..كان غلاما أمردا من النوع الذي يرتدي سلسلة ذهبية في عنقه،ويحلق رأسه مثل مساطب حقل الطماطم،ويقود سيارة فارهة..لقد خانني الحظ مرتين،الأولي عندما دهست،والثانية أنه لم يدهسني رجل،نعم.. لقد دهسني نصف أو ربما سبع رجل.. لكن لابد من تحري الدقة أيضا في هذا الصدد، فالاحتمالات التى ظلت تنسلخ بعد الحادث ليست مبنية قطعا علي هروب من دهسني ،لكنها مبنية قطعا علي طبيعة الحادث من حيث هو حادث مجرد فقط لاغير..لأن ذلك الغلام الأمرد لو لم يهرب، أولو حاول الهرب مثلا ثم قبض عليه،لكنت سأتعرض أنا لنفس التبعات التي عشتها بعد الحادث طيلة التسعة أشهر الفائتة، وسأصبح في النهاية كما أنا عليه الآن،رجلا أعرجا بسبب الأخطاء الطبية الجراحية الفادحة،فاقدا لوظيفته التي ظل يقتات منها لخمسة عشرة أعوام خلت،معدما تماما وعلي وشك الانهيار ..لا..لا..علي وشك الانهيار عبارة ليست دقيقة،وانما السديد هو:معدمٌ تماما ومنهار. لكن يبقي هناك أيضا احتمال قائم،هو احتمال ضئيل طبعا ،لكنه قائم،ماذا لو لم يهرب ذاك الغلام واتضح فيما بعد أنه مثلا ابنٌ لوزير أو لص أعمال شهيرــ فمن علي أي حال غير أبناء الوزراء ولصوص الأعمال يركب فاره السيارات ويرتدي السلاسل الذهبية في عنقه ويحلق رأسه كمساطب حقل الطماطم ــ نعم لابد أن الغلام ابنٌ لرجل ذي شأن من رجال الشأن في هذا الزمن الذي لايبسط إلاّ سيفا..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 05:52 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 06:39 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 07:17 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 08:04 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 08:28 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | أحمد محمد عمر | 09-15-15, 09:00 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 09:00 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 09:15 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 09:26 AM |
Re: أوجاع القارورة..أو البحث عن بداية جديدة. | عليش الريدة | 09-15-15, 09:28 AM |
|
|
|