دكتور لويس عبده كان يعالج المرضي بالمجان تعالوا.ن نحتفي به

Quote: دكتور لويس عبده , ظاهرة لن تتكرر أوقف حياته لخدمة الجميع , أعطى الطب قيمته الانسانية ,فأوقف عيادته ليلا ونهارا ليقابل المرضى بسعر زهيد لا يكفى لثمن تذكرة مواصلات داخلية ذهابا . انه الدكتور لويس عبده ,عكف في عيادته صباح مساء يقدم خدماته بسعر أقل من رمزي , بل هو أقرب للمجان . حينما ضعف بصره استعان بمجهر ذي شاشة تلفزيونيه للتأكد من صحة ما تكتبه يده من وصفات طبية. أستعمل كادرا طبيا كاملا من الممرضين و الفحيصين لتسيير العمل الانساني. صيدلية مصباح جنوب عيادته مباشرة , عملت لتغطية و توفير الادوية و المستلزمات التي تتطلبها عيادته. لا أنسى أول يوم قصدته. قبل أكثر من عقد من الزمان كان أحد ابنائي مريضا فذهبت به الى اكثر من اخصائي لكن دون فائدة و كانت حالته تسوء بشكل ملحوظ فأقترحت علي زوجتي ان نذهب به الى دكتور لويس عبده . لم أتقبل الفكرة , حيث كنت ارى أنه من الافضل تركه لمعالجة المحتاجيين طالما ان امكنياتي تسمح بالذهاب به الى أحسن الاخصائيين. لكن بعد عجز من قصدتهم و الحاح زوجتي , اضطررت الى الذهاب به الى دكتور لويس. كان (رقم الانتظار) الذي أعطانيه موظف الاستقبال رقما في التسعينات. انتظرت على مضض و بملل. ثم في وقت متأخر جاء دوري. رغم طول الانتظار , اعجبني نظام العيادة في المناداة و ادخال المرضى للدكتور. نظام دقيق ليس فيه تلاعب و لا تمييز . ذهبوا بنا الى غرفة و أعطوا ابنى جرعة مجانية . لا أعرف مكوناتها لكنى أحسست ان ابني شفي قي تلك اللحظة , لحظتها تذكرت الشفخانة في قريتنا حينما كانوا يعطوا لكل مريض جرعة طبية تسمى (مزيج). كانت جرعة و احدة بيضاء اللون و ثقيلة , كان هذا المزيج لكل الامراض . طعمه كان لا يختلف كثيرا عن طعم المرض. بعد تلك الزيارة بزمن وجيز , أحد أقربائي كان مريضا و سألني لو كنت أعرف عيادة أجرها منخفض لان ظروفه المادية متدنية و حالته لا تسمح بالتأخير. رويت له قصة مرض ابنى و كيف أنه و منذ الوهلة التى ذهبت به لدكتور لويس تحسن و كيف انني و منذ تلك اللحظة لا اقصد سواه. أقتنع بسهولة و قال أنه لا يخشى سوى ان يكون مبلغ الجنيه قيمة الكشف أكذوبة. و بما أن قريبي هذا كان يتميز بسهولة انشاء صداقات , بعد فترة بسيطة ,أكتشفت ان قريبي أصبح من أصدقاء دكتور لويس و ربما ساعده في ذلك تزامن نقل مكان عمله قرب عيادة دكتور لويس. وكان هو اول من أنبأني بوفاة دكتور لويس عبده. لم يمرض و لم يتوقف عن العمل , بعد انتهاء دوام المساء ذهب الى منزله و توفي ببساطة. كانت الاشاعات تطلق على ان هناك جهات كنسية تدعمه و نسال لماذا لا تخرج لنا المنظمات الاسلاميه مثل دكتور لويس عبده. مات و الكل لا يصدق و الكل يمني النفس الا يبخل رحم حواء السودانية بلويس جديد بعد عقم اصاب رحمها من ولادة رجل مثله. مات لويس و أكملت المنطقة الصناعية زحفها نحو صيدلية مصباح فأحالتها الى مبيع و ورشة للزجاج.و تبقت العيادة وحدها موحشة تثير دمع من وجدوا فيها الاحسان . مات لويس و أختفى الكادر الطبي المميز الذى كان يعمل معه , أْءبتلعتهم العيادات الفندقية أم ذهبوا الى متاهات بعد أن أصبحت تلك العيادت الفندقية تستجلب عمالة أجنبية و حررت بذلك شهادة وفاة للانسان السوداني , و حيث أنها لم تفلح الا في تحرير شهادات الوفاة