لم يكتب عبقرى الرواية قصهُ من فراغ بل أفرغ ما بجوف ذاكرته من ملامح الحياة فى كرمكول وملاحمها مضفياً عليها بعداً جمالياً ساحراَ بقدرته العبقريه على نزع القص من صخره العصى بإزميل فنان بارع ٍ حتى أدوّش عقل الكون وزهنه فى إخفاء الحقيقة بمهارةٍ عاليه ما بين حقيقة القص وما أبدعه من مثالٍ لافتٍ ووقافٍ لكل القلوب والعقول العصيه، فتلك هى كرمكول وذلك هو سيف الدين وسيف القص فى عرس الزين والذى وجد ملكةً فى الزين ومكَنَهُ بالفرار حتى أُسْعِف فى مروى وتلك هى نخيلات الجدول وأنفاس القص الرحمانى والتى إختزنها الطيب صالح فى خزينة ذاكرته وأحكم إغلاقها حتى قوى عود القص والإبداع فيه والكتابه فقدمها للناس على طبق من ذهب حرّك بها عجلة القص الكونى بمكنةٍ نزعها من مكنكة السواقى فصار نِعمّ الساقى ونِعمةً سقيته لتبقى كرمكول كما بقيت إهرامات مروى والبجراوية أثرا يستحق أكثر من ذلك اللقاء بل تستحق أن تكون قطعة أثرية نادره يعاد تصميمها والمحافظة عليها وإبقاء كل ما له علاقة بعبقرى القص والروايه فى متحف يزوره الناس ويبقى صدقة جاريةَ لروحه ذلكم العبقرى الذى أخذه الزمان عن كرمكول ولم يستطع أن يأخذ منه كرمكول بل أعجز الزمان ذات نفسه بأن أخرجها فى صورٍ ساحرةٍ تشرئب لها أعناق الكون وتمتد كما أعناق الزراف لتراها ثراءَ لا ندريه ولا نعرفه، ووزارة الثقافة يتحنط فيها ذوى الحظوة والسند ولا يسندون مروق ورصاص الثقافة المائل، أو لم يكن ذلك عين الخزلان والعجز بلدٌ لا يعطى الطيب صالح إلا قبراَ فى جبانة جده البكرى ولو أراد أن يقبر فى بلاد أبنائه لبنت له بلاده التى هاجر إليها وبلاد أبنائه صرحاً يباهى التاج محل ذلكم الأثر الكونى العجيب. نعم مات بطل الرواية كما قال أحد أبطال قصه سيف الدين الذى مكر عن القول وأخفى عن الكامرة الحقيقه لأنه يدرك أن ما يحويه وعاء ذاكرته عن قص الطيب صالح عالى القيمه فلماذا يتبرع بمنحه للناس مجاناَ دون أن يقبض ولماذا لم يُعطى سيف الدين قيمة ما يعرف لأن القيمة الحقيقة فيه لا ثمن لها أبداً بل هى أغلى من كل الأثمان ومن كل رهان ومضاربه وماقول خالة الطيب صالح العفوى عن مخلفات الطيب صالح إلا رصاصة فى صدر هذا الوطن الذى يكلف فطور بعض عرسانه زواج كل الشباب فى مدينة ما ولكنها خلعة النعم الزائله والإبتلاء بها الذى يفشل أغلب المتحصلين عليها فى فعل الواجب بها إلا من رحم الله ونحن لا نعيب الأفراد ولكن نعيب المجتمع بسائره وقادته الذين يتكبسلون فى ضيق ما يبتدعه لهم هاماناتهم ويمشون فى ما يفصلون لهم ونحن لا نرى إلا العورة والخزلان فيا لها من عورةٍ ذلك التجاهل عن كرمكول فتلك هى عين النهضة لا عين سدها التى ما زالت كفيفه لا بل أصابتها (الموية السوداء) لا الجلكوما وتلكم هى العاصمه تعيش فى ظلام حالك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
munswor almophtah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست