|
الهروب الصغير - نوستالجيا
|
06:21 AM May, 07 2015 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين-الدوحة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
جلس الثلاثة صامتين. المركبة عربة لوري ماركة بد فورد في متينة النيانوافرة الصحة فخر الصناعة البريطانية في فترة الستينات و السبعينات. تحرك اللوري بعد المغرب في مهمة تعرفها الجدة وحدها بالكامل و يعرف السائق الوجهة أما الصبي فلا يعرف المهمة و لا الوجهة. الصبي الصغير ينقّل بصره في إعجاب بين السائق طويل القامة و بين اللوري الذي يهتز في تناغم رتيب و هو يشق الطريق الترابي الممهد. جدة الصبي تجلس على يمينه . الزمان ؟ هو زمان ذلك الصبي الصغير الذي لم يتعدى العاشرة من عمره و الذي كان يجلس وسط الجدة و السائق في ذلك المقعد الأمامي في اللوري الذي كان يشق تلك السهول. كان السائق الشاب يدندن في نشوة و ترجيع حنون اهزوجة مديح للرسول الكريم: شوقنا ليك يا العربي الفصيح ........ شوقنا ليك يا الحاق( تستحق) المديح شوقنا ليك يا فارس تبوك ............. شوقنا ليك يا العبدالله ابوك ثم يكرر المقطع مرات و مرات في نشوة صوفية و ترجيح حنون. كانت الجدة صامتة طوال الطريق...هي مشغولة فقط بالهدف النهائي من هذه الرحلة ( المقدّسة). و كانت تلقي بين الفينة و الأخرى على السائق مجموعة و التي كان يجيب عليها باقتضاب: كم تبقى من الزمن؟ متى سنصل؟ هل سيكون الشيخ موجوداً؟ لو كنا محظوظين سنجده في بيته هذا إذا لم يستدعوه في قرية أو مكان آخر.
|
|
|
|
|
|
|
|
|