انا لله وانا اليه راجعون..امير زاهر الساداتى... وداعا يازول جميل.

Quote: Muna Zahir قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)_ الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الحمدلله على ما قدر ولطف، أصبحت لا أقوى على نعي اشقائي واحدا تلو الآخر، فالحزن أهلكني والقلب أصبح غير قادر على تحمل المزيد من الامتحانات الدنيوية ، وسألت نفسي كثيرا لماذا لا نمدح أو نعدد صفات الإنسان الجيدة إلا بعد أن يفارقنا إلى ملكوت الرحمن، لماذا نجعل المدح والشكر مرادفا للموت والرحيل عنا، أسئلة كثيرة واجابات ناقصة، ولكني آليت على نفسي على أن أجعل الشكر والمدح وتعديد الصفات الطيبة مرادفا للفرح في قلوب من إخواني واحبائي وأصدقائي وكل من اعرف ومن لا أعرف. لكن هذه المرة فقط سوف اخالف المفروض، فلن أستطيع أن اتجاوز أمير الأمراء، أخ، صديق، عزيز وحبيب الكل، {الأمير } أمير زاهر سرورالسادتي. أمير لم يكن شخصية عادية وإنما شخصية سودانية أصيلة بكل قيمها وأخلاقها وعاداتها وطيبتها اللامتناهية، كان سوداناوي حتى النخاع وابن أمدرمان البار، أمير يصفه العامة بأنه الشاب المهذب الخلوق المثقف وحامل سيف محاربة الفساد أينما وجد، ويصفه الخاصة بأنه عزيز الكل، الحبوب، الدبلوماسي الذي لم يغضب أحدا يوما واحترمه مخالفة رأيه قبل موافقيه، واصفه انا بأنه كان روحنا التي غابت. كان محبا للحياة والناس، واصلا لرحمه، صديق الصغار قبل الكبار، حياته ووقته كان ملكا لغيره، عرفه الكل وعرف الكل في أفريقيا، آسيا، أوربا والأمريكتين أي كل العالم. و مات واقفا في أثناء تأدية عمله، فالأشجار تموت واقفة. كان ضليعا في القانون وحقوق الإنسان والتاريخ وكل مناحي العلوم الإجتماعية. كان محب للعلم والمعرفة وكيف يمكن أن يساعد بهما الناس. كان { ويعز على قول كان }. عفيف النفس، كريم اليد، حلو المعشر واللسان، يتميز بمهنيته العالية في مجال عمله واطار نشاطاته. كان ناشطا اجتماعيا وسياسياو يصبو الناس للعمل معه. كان زوجا محبا واخا متفانيا وابا نادر الوجود لاطفاله. رحل أمير ولحق بشقيقته وصديقته أميمة زاهر في أقل من سنة، فقلبه لم يحتمل فراقها، وفراق الأخوة جمرة من نار لمن يعرفه. رحل ولم يهيأنا للرحيل، كنت أنتظر مكالمته للتحدث عن زواج أخينا الآخر، وعندما ظهر رقم ذلك البلد على شاشة هاتفي فرحت لاني لم أسمع صوته لفترة من الزمن، هتفت بصوته فرحة _ الو الو أمير.. أمير سامعني _ ولم يسمعني أمير في تلكم اللحظة واتاني ذلك الصوت ينعيك إلى، لم أكن و نكن على استعداد لرحيلك بعد، أنور وادهم وإيمان وطفلك القادم في الطريق لم يكونوا مستعدين بعد لعدم سماع صوتك مرة أخرى، لعدم رؤية بسمتك الدائمة مرة أخرى ولم يكونوا ونكون في استعداد لانطفاء ضوء حياتنا بعد. لا أدري كيف يكون الحزن عليك، فلكل طريقة للحزن عليه ولكن حزنك لم نتدرب عليه بعد ولم يكن في اجندتنا بعد. هذه المرة يا أمير لم نكن نحضر أنفسنا لمحيئك بالفرحة و فرش الجديد وتحضير مأكولاتك الشعبية التي تعشقها كثيرا و إخبار الكل بأنك قادم، لأن قدومك كان فرحة للجميع وعيد للجميع. أخي حبيبي، رجاءا اعذرنا، هذه المرة فسوف نستقبلك بالدموع والحسرات والقلب المكلوم، نستقبلك ونودع روحك أمانة في يد أرحم الراحمين، نودعك ونحن على ندعو الكريم بأن يكون مسكنك روضة من رياض الجنة و مشربك الكوثر و نورك الثريا و ملبسك الحرير وعطرك مسك الجنان. لا ندعو الخالق أرحم الراحمين بغير أن يستجيب لآلاف دعوات كل عرفك واحبك وان يثقل ميزانك وان يسبقك عملك الطيب ليكون انيسك في مرقدك الأخير، اللهم الهمنا الصبر والسلوان و حسن العزاء، و أطرح البركة في ذريته واحفظهم واشملهم برحمتك وعزتك و جلالك يا أكرم الأكرمين واله العالمين والحمدلله لله رب العالمين. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.