|
عندما يتحدث البروفسور الخانجي
|
07:39 AM Apr, 12 2015 سودانيز اون لاين محمد التجاني عمر قش- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عندما يتحدث البروفسور الخانجي! محمد التجاني عمر قش mailto:[email protected]@hotmail.com طرحت ومضات في الأسابيع المنصرمة موضوعاً غاية في الأهمية ألا وهو التأليف والنشر في السودان والإنتاج الفكري والأدبي لدى الطليعة السودانية، ويبدو أن الأمر قد لامس شغاف بعض القلوب والعقول النيرة من أمثال البروفسور عبد الرحمن الخانجي، أستاذ الأدب العربي والمقارن بالجامعات السودانية والسعودية والأمريكية والناقد والأديب المعروف الذي شغل منصب وزير الثقافة في السودان سابقاً. البروفسور عبد الرحمن الخانجي يشغل حالياً منصب مدير موسوعة مقاتل من الصحراء بالمملكة العربية السعودية وله إسهامات كبيرة في مجال النقد والأدب وله كتاب مطبوع عن الأديب الراحل الطيب صالح، كما له محاضرات مسجلة عن الأدب الأندلسي ورثاء المدن في الشعر العربي ألقاها في دورة الثقافة والتنمية بمقر السفارة السودانية بالرياض وقد كان كثيراً ما يستشهد بقول الشاعر أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس: لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ فَـلا يُـغَرَّ بِـطِيبِ الْعَيْشِ إِنسانُ هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدْتَهَا دُوَلٌ مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـنٌ سَـاءَتْهُ أَزْمَانُ وَهَـذِهِ الـدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ وَلا يَـدُومُ عَـلَى حَالٍ لَهَا شَانُ أَيْـنَ المُلُوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِنْ يَمَنٍ وَأَيْـنَ مِـنْهُمْ أَكَـالِيلٌ وَتِـيجَانُ أَتَـى عَـلَى الْـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدَّ لَهُ حَـتَّى قَضَوْا فَكَأنّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا البروفسور الخانجي أحد الباحثين المجيدين في الأدب العربي مستفيداً من أجادته اللغة الإنجليزية والإسبانية علاوة على تخصصه في اللغة العربية وآدابها. هذا العالم النحرير بعث إلي بالرسالة التالية بعد إطلاعه على المقالات التي أشرت أليها حيث يقول: الأخ التجاني لك من الود ما أنت أهل له، ولك التهنئة على هذه النظرات الثاقبة التي ما فتأت تثيرها عن التأليف والنشر في السودان... وأصدقك القول إن الأمر ليس مقصوراً على مجهودات فرد أو جماعة بعينها؛ بل يتطلب جهداً مؤسسياً تحت مظلة أكاديمية ليؤتي أوكله وثماره. في تقديري أن الأمر أعمق وأخطر من أن أكشف أنا أو أنت، عن مخطوط أو مؤلف لم يعرفه الناس بعد.. بل المهم هو هل لدينا في تفكيرنا الثقافي إستراتيجية تنهض بهذا العمل الذي لا بد منه، لنربط ماضينا بحاضرنا، في حركة ثقافية متشابكة الدوائر والأطراف ؟ أذكر عندما كنا طلاباً بالجامعة في الستينيات من القرن الماضي، أن كلية الآداب كان لديها مشروع للنهوض بشيء من هذا القبيل، وكان شيخنا عبد الله الطيب –رحمه الله- يولي الأمر عنايته واهتمامه... وأذكر أن ثمة توجهاً تبنته الآداب يقضي بأن يعمل طلاب الدراسات العليا على تحقيق موضوعات من التراث السوداني، وأذكر أن مجموعتنا في فصل الشرف بدأت هذا العمل؛ فحققت الدكتورة الرضية آدم ديوان توفيق صالح جبريل "أفق وشفق" وجمع وحقق الدكتور مبارك حسن الخليفة ديوان الكردي وعمل شخصي الضعيف على محمد المهدي المجذوب في "نار المجاذيب" وتواصل الجهد؛ ولكن مبلغ علمي لم يواصل مسيرته، ولو أردت تحقيق هذه الغاية، فدونك مكتبة السودان ففيها من المؤلفات السودانية لطلاب الدراسات العليا -تحقيقا ودراسة- الشيء الكثير. أخي التجاني أوجهك - وأنت خير العارفين- إلى معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية في جامعة الخرطوم لتبحث في أرشيفه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما كان وحدة أبحاث السودان؛ فجهود البروفسور يوسف فضل طالت أفاقاً وسماوات متعددة. وقد عقدت الوحدة، ومن بعدها المعهد، الكثير من الندوات والمؤتمرات التي انداحت من بين ثناياها أحبار كثيرة تحمل الجم الوفير من التراث السوداني موضوعاته ومؤلفوه وكتابه وقضاياه ولم يدخر دكتور حريّز وصحبه الكرام جهداً إلا بذلوه، في سبيل هذه الغاية. أخي الكريم، لقد أثرت شجناً دفيناً لما طرحته في هذا المقام؛ وإني لأتفق معك على أن نبدأ عملاً جاداً مؤسسياً لتحقيق هذه الغاية؛ عملاً على غرار مجلة السودان في رسائل ومدونات مثلاً، أو البحث في أضابير معهد الدراسات الأفريقية والأسيوية، وغيره من المحافل العلمية، عن تلك المادة التي أريقت في المؤتمرات والندوات والرسائل وأبحاث التخرج، فضلاً عما هو في الحفظ والصون الآن بمكتبة السودان ودار الوثائق. أشكرك على إثارة هذه القضية؛ وأرها –من قبل ومن بعد- ليست مسؤولية فرد بعينه بل هي همٌ كلنا فيه شرق؛ ولا نعفي مؤسساتنا ومعاهدنا الأكاديمية من نصيبها في تحمل قدر من اللوم والعتاب. أخوكم عبد الرحمن الخانجي هذه الرسالة تلفت الأنظار إلى ما كتبه الباحثون والدارسون في الجامعات السودانية ولكن بكل أسف ظلت بحوثهم حبيسة الأرفف في المكتبات حتى بنى عليها العنكبوت وربما تكون قد عبثت بها غوائل الدهر دون إدراك من المسؤولين لما تحتويه تلك البحوث القيمة من علم نافع وأدب رفيع مثل الذي أشار إليه شيخنا وأستاذنا الخانجي في رسالته إليّ. وبحسب الرسالة فأن العناية بالبحوث ونشرها هو عمل مؤسسات وليس أفراد؛ ولكن حسبنا أن ننوه لضرورة الالتفات والاهتمام بما يقدمه علماء السودان وباحثوه من كتابات رائدة ينبغي لها أن تجد حظها من النشر أو على أقل تقدير أن ننفض عنها الغبار من وقت لآخر حتى تعم الفائدة.
|
|
|
|
|
|