|
Re: لنعمل على محاصرة المتطرفين امثال (الجزولى (Re: د.محمد بابكر)
|
سلام يادكتور.. عين العقل... كشف أمثال الجزولي هذا واجبنا كآباء، لا بد من تسليح الأبناء بالفهم الصحيح... مثلا هؤلاء الموتورين، يستغلون الفهم الخطأ للجهاد في تجنيد وشحن الشباب بكراهية الآخرين من أصحاب الديانات الأخرى أو اللادينيين.. النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب رجوعه من الغزوات: رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر.. فمن السهل أن تموت أو تقتل الآخر، ولكن من الصعوبه بمكان أن تحيا وأنت تجاهد صغائر نفسك، من كف الأذى وتحمله وتقديم الخير .. لابد من الوعي بهذه الجزئيه وتسليح الأبناء بها حتى لا يكونوا فريسه سهله لهؤلاء الوحوش.. أساهم معك في رفع هذا الخيط عاليا لأهميته، وأهديك وزوارك حديث الأستاذ محمود محمد طه عن الجهاد الأكبر، جهاد النفس وقد أورده في كتابه "تعلموا كيف تصلون":
Quote: من لطائف إشارات العارفين في القرآن قولهم ، في قوله تبارك وتعالى : ((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ، وليجدوا فيكم غلظة ، وأعلموا أن الله مع المتقين)) قالوا : إن الذين يلوننا من الكفار إنما هم جوارحنا ، وحواسنا. فيجب عليك أن تجاهد عينك فلا تنظر إلى محرم ، ويجب أن تجاهد سمعك ، ولسانك ، ويدك ، ورجليك ، وفرجك ، وبطنك ، وأن تحفظها جميعاً ، بقوة ، وبشدة.. وثق أن الله ناصرك ، ومؤيدك ، ما دمت على ذلك : ((وأعلموا أن الله مع المتقين)).. وجهاد هذه هو ما أسماه المعصوم بالجهاد الأكبر ، وذلك حين كان يقول ، في غير مرة ، عند عودته من غزوات الجهاد في سبيل الله : ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)).. يجب أن يكون واضحاً فإن الجهاد بالسيف منسوخ ، منذ اليوم ، وأن الجهاد الأكبر معلن ، منذ اليوم.. فإن الله بمحض فضله ، ثم بفضل حكم الوقت ، إنما يريد للناس ، منذ اليوم ، أن يعيشوا في سبيله ، لا أن يموتوا في سبيله.. وهذا ، لعمري !! هذا أصعب، مئات المرات ، من ذاك ، وهو ما من أجله أسماه المعصوم بالجهاد الأكبر.. قال تعالى ، يأمر ((نبيه)) ويأمر كل واحد من ((المسلمين)) الذين هم إخوانه ، من ورائه : ((قل إنني هداني ربي إلى سراطٍ مستقيم ، ديناً قيماً ، ملة إبراهيم ، حنيفاً ، وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين * لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا أول المسلمين)).. حياة كلها لله ، متقلبها ، ومثواها.. منشطها ، ومكرهها.. فإن كنت تريد أن تحيا لله فإن قانونك الذي يجب أن يكون دائماً بين عينيك إنما هو قوله ، تبارك من قائل : ((فمن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، خيراً، يره * ومن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، شراً، يره)).. ((يره))!! من يعمل خيراً يره ، ومن يعمل شراً يره.. يره ((اليوم)) بل يره ((اللحظة))، لا غداً.. ولا يمنعه من الرؤية ((الناجزة)) ، ((الحاضرة)) ، للتو ، وللحظة، إلا الغفلة..و لكن الحاضرين ، غير الغافلين ، يرون : هم يرون نتائج ما يعملون للتو، و للحظة. قال أحد العارفين : ((ما عصيت الله تعالى معصية إلا وجدتها ، في نفسي ، أو في ولدي ، أو في زوجتي ، أو في دابتي)).. أعلم أنك : ((كما تدين تدان)) ثم أفعل ، بعد ذلك ، ما شئت ، فإنما هي أعمالك ترد عليك.. يقال أن الإمام علياً بن أبي طالب قال مرةً : أنا، منذ زمنٍ بعيد ، ما أحسنت لأحدٍ قط ، ولا أسأت لأحدٍ قط.. فاستغرب الناس هذه القولة.. وقد علموا أن أفعال الإمام كلها إحسان للناس.. فلما رأى استغرابهم قد طال ، وأنهم لم يهتدوا إلى وجه القول ، قال لهم : ما أحسنت إلا لنفسي ، ولا أسأت إلا لها.. دونكم القرآن !! : ((من عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها.. وما ربك بظلامٍ للعبيد)).. أو قال : ((إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلها)).. أما أنت فاجعل هذا دليلك. وحدث به نفسك كثيراً. وأشعرها أنها إن قصرت في واجب الحق ، ثم أخذت حقاً ، فإنه يعود على الجسم بالمرض ، وعلى العقل بالجهل ، وعلى القلب بالظلام.. وإن هي قصرت في واجب المروءة فإن التقصير يعود عليها ، وعلى التو ، بنقص في المروءة.. إن أنت مثلاً كنت شاباً ، جلداً ، وكنت تجلس على مقعد في المركبة العامة - في البص - ودخل رجل شيخ ، أو امرأة شيخة ، أو حتى امرأة شابة ، ولم يجد مقعداً ، فظل هو قائماً ، ممسكاً بأطراف المقاعد ، وظللت أنت جالساً مكانك ، لا تعيره انتباهاً ، ولا تأبه له ، فأعلم أن مروءتك قد أخذت تنقص ، من تلك اللحظة ، وسيجيء الوقت ، وسريعاً ، حيث تشعر بنقصها هذا شعوراً مادياً ، وملموساً.. فإن هذا قانون المعاوضة : ((ومن يعمل ، مثقال ذرةٍ شراً، يره))..
|
|
|
|
|
|
|