عن الإعتداء السعودي على اليمن: القوة لا تصنع الحق

Quote: خارج الدوام תוֹדָּה רָבָּה عبد الرحمن الراشد محمد عثمان ابراهيم mailto:[email protected]@gmail.com هناك قائمة من الكتاب العرب لديهم حضور كبير في الفضاء العام لعدة اسباب ليس من بينها كتاباتهم الجيدة او استقامتهم أو فكرهم السديد وعلى رأس هؤلاء عبد الرحمن الراشد الذي حافظ على الدوام على بقائه في دائرة التنافس مع ذاته وفي كل يوم ظل ينتصر على نفسه محققاً رقماً قياسياً جديداً! ليس هناك من أصدقائي من قال لي مرة أنه يقرأ للراشد، ولم أر يوماً كاتباً يحيل قارئه الى كتابة سابقة للراشد. هذه المرة فعلها القائم بالأعمال السابق بالسفارة الأمريكية في القاهرة والباحث الديبلوماسي في معهد واشنطن مارك سيفرز. وللعلم فإن معهد واشنطن هو مركز للتفكير معني بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأدنى. كتب سيفرز في صفحة (تنبيه سياسي/ Policy Alert) تحليلاً عنوانه (كاتب صحفي سعودي بارز يبين دعماً عربياً للضربة الإسرائيلية على حزب الله) ثم وصف الراشد بالإعلامي المخضرم ووصف المقال بأنه جدير بالملاحظة مشيراً الى "أن التعاون الأمني الراسخ بين الحكومات السنية المسلمة واسرائيل ـ والذي تطور بشكل مضطرد منذ "الربيع العربي" على الرغم من سريته الى حدٍ كبيرـ بدأ ينتقل الى ساحة الخطاب العام في العالم العربي"، وقال إن وجهة نظره "تؤكد تحولات مهمة في التحالفات الإقليمية". ومن عنده اضاف الباحث الدبلوماسي أن " الجماهير في مصر والأردن و...السعودية والإمارات...متأخرة كثيراً عن قادتها السياسيين والأمنيين عندما يتعلق الأمر بالإعتراف بإسرائيل واستكشاف آفاق المصالح الأمنية المشتركة معها" حتى اختتم مقاله بتنبيه واضح لصناع القرار في مطبخ السياسة الخارجية الأمريكية "وعلى أي حال، يستطيع أولئك الذين يبحثون عن بصيص أمل بين الأنباء الأخيرة من الشرق الأوسط أن يتشجعوا من مقال الراشد". انتهى سيفرز وقدم خلاصته، فماذا قال الراشد في البداية؟ ذهبت الى مقال الراشد المنشور في (الشرق الأوسط ٢٠ يناير ٢٠١٥) بعنوان (كيف صرنا نصفق لإسرائيل؟). ذهبت متأخراً نعم ولولا أن أحالني اليه مقال الدبلوماسي لما قرأت للراشد لكني قرأت فوجدته يتحدث عن تهليل "يعبر عن الغضب والنقمة والتشفي" قال "لمسناه حتى من متعاطفي الجماعات الإسلامية" بضربة اسرائيلية مفاجئة على مدينة القنيطرة السورية راح ضحيتها لبنانيون وجنرال ايراني! تحدث الراشد عما اسماه تبدل تحالفات في المنطقة مبشراً بتحالف عربي سني اسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية في ايران وحلفائها من العرب الشيعة ثم تنبأ بصراحة بإحتمال تحالف خليجي اسرائيلي إذا زالت بعض العوائق التي اشار اليها. عمود الراشد في الصحيفة العربية المهمة لا يمكن النظر اليه بشكل منعزل عن التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على ضوء الجغرافيا الجديدة التي جعلت من ايران جارة للأردن وإسرائيل وتركيا والسعودية والسودان وبالتالي مصر. صحيح أننا في السودان لسنا دولة محورية في الصراع العربي الإسرائيلي الدائر منذ عقود لكننا دولة مهمة لديها الكثير من الأوراق التي يمكنها أن تؤثر في اللعبة كلها إذا لعبت ببراعة واعتقد ان هذا متحقق تماماً للمراقب الذي يقرأ مواقف حكومات السودان، أما بالنسبة للصراع السني ـ الشيعي المتوهم والذي تدفع الكثير من آليات المال والإعلام والعلاقات لتحويله الى صراع حقيقي على أرض الواقع، فمن الواضح أن الحكومة تحتاج الى إعادة قراءة الدومينو لتحديد القطع المهمة التي يمكن أن تحقق بعض مصالحنا الإقتصادية والسياسية. هناك أطراف كثيرة تعمل على إعادة صياغة المنطقة المجاورة لنا على قالب جاهز (Template) لصراع سني ـ شيعي وعلينا أن نحاول تحقيق مصالحنا من خلال هذا العمل بدلاً من التورط في تحويل ساحتنا الى ساحة لمثل هذا الصراع. إذن قرأت هذه المرة لعبد الرحمن الراشد لكني لا أنصح أحداً بذلك. * الكلمتان العبريتان في العنوان تنطقان تود ربا ومعناهما شكراً جزيلاً