هل أعـتـذر فـاروق أبوعيـسـى للشـيوعيين ؟

Quote: صلاح البندر المخابراتي المناطح الموضوع في 'الملتقى الوطنـــي' بواسطة ضيف, بتاريخ ‏26 فبراير 2014. ضيف ضيف عضو مشارك إنضم إلينا في:‏20 ديسمبر 2013 المشاركات:116 الإعجابات المتلقاة:32 الجنس:ذكر البندر مُناطحاً تنقسم المعلومات التي بحوزة صلاح البندر إلى قسمين: بديهية، وغير بديهية. النوع الأول "البديهية" اكتسبت بديهيتها من خبرة الناس للواقع، كالمعلومات المتحدثة عن التجنيس ومحاربة الطائفة الشيعية وغيرها. أما المعلومات التي قد تبدو غير بديهية فهي تلك المتعلقة بخوارط العائلة الحاكمة، وخوارط التجار، وعلاقة السلف بالتنظيمات الخارجية، ومدى قوة الإخوان المسلمين المالية والتنظيمية في البحرين. في السياسة لا مكان للمجاملات، وأصغر ممارس للسياسة يعرف القاعدة التي تقول: أعطيك المعلومة وفق الحاجة لا وفق الثقة. فما حاجة البندر لإعطائنا معلومات بديهية مكررة، وغير بديهية لا نعرف صحتها من خطئها؟ للتمكن من الإجابة على هذا السؤال: لا بد أن نطوف على عدد من محطات الرجل، ونستكشف كنه مزاجه ومحط رحاله، هو الطالب في الأسكندرية المرتبط بعدد من الاتحادات الطلابية التي فرَّخت له لاحقا علاقات مع مسؤولين مهمين في دول كثيرة. وهو الشيوعي الذي انقلب على الشيوعية عام 1995، وقد كتبَ رسالة لاذعة لسكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار يحذره من مغبة التبشير للإلحاد. هو البارع في علم الوراثة (لديه دكتوراة في الوراثة من الأسكندرية)، وهو المتبحر في علوم السياسة والاستراتيجيا (لديه دكتوراه من كيمبردج البريطانية في علم السياسة)، خصومه يصفونه بالمناطح، لحبه للمناطحة والظهور، لكن أصدقاؤه يرجعون مناطحاته للقوة النقدية التي يتمتع بها. كل ذلك إذا ما صُبّ في سبيكةٍ واحدةٍ، متحدة السياق محددة الزوايا، سنجد أن البندر لا يقدم المعلومة إلا لأجل أن يصب علينا توصياته، وإذا كانت المعلومة بديهية، فنحن لسنا بحاجة لها، أما إذا كانت غير بديهية، فنحن نحتاج لعمل مضنٍ للتأكد من صحتها أو خطئها. وفي كلتا الحالتين، البندر يخترق اللاشعور فينا ليعزز مكانة لما يريد أن يقول. (راجع بحوث اللاشعور عند علي الوردي لتفهم ما نعني بذلك). فبعد عام 2006، ومع عجز المعارضة عن إيقاف التجنيس، لم تعد "الموس" التي تجرح الحناجر المبحوحة ممكنة البلع، صارت المعارضة تصرخ للمنظمات والأمم المتحدة، ولا زالت الجروح تشقق جهودها وتئد مراحل تقدمها، ذلك لأن سمع القارة العجوز(أوروبا) والامبراطورية المغرورة(أمريكا) ضعيف إزاء صوت يصرخ في الظلام. فما جديد أخونا الخبير الاستراتيجي مع حالنا المنهك؟ الجديد أنه حذّر من صدام مسلح، يقود البحرين لحافة الوادي الدامي، إلا أن المفارقة أنه قدم توصيته للملك حمد بن عيسى هذه المرة، ناصحا إياه بالتدارك، وفي نفس الوقت يؤكد على عدم صلاح النظام ولو كان بحرينيا لحمل "الكلاشنكوف"! فماذا يريد الرجل؟ لنعود لتاريخ المناطحات، البندر يدخل في آيديولوجيا وينقلب عليها بحدة، يستخدم أدواته الأكاديمية العالية لتعزيز قفزاته، السمة الأخيرة كانت الصوفية، إلا أن تصريحاته السياسية التي تلفها المعلومات وتقوي من وجاهتها لا تمت للصوفية بشيء، إذن نحن أمام بحر متناقض، و لا يمكن لسياسي عادي أن يحد من شواطئه ويهندس حركة تموجه، وإلى أين يسير أو تسير بنا سفنه؟ أما توقع العنف المسلح، فهو ليس جديداَ بطبيعة الحال، وقد توقعه أكثر من محلل، ولعل لنا في ذلك وقفة قادمة عن تطور الحركات السالكة في هذا الطريق. ولو صُيّر للناس أن يحملوا يوماً سلاحاً، فأتمنى أن لا يكون سلاح البندر. عباس الجمري كاتب بحريني مقيم في لندن ضيف, ‏26 فبراير 2014 #1