هسع الواحد يفتح بوست ولا ما يفتح ؟!!

Quote: لن يذوق طعم الحياة من لم يتنفس هواء الجبال . هنا فوق القمم العارية, يقترب من الآلهة. يتحرر من البدن ويصبح بمقدوره ان يمد يده و يقطف البدر او يجني النجوم. من هذا الموقع يروق له ان يراقب الناس في حضيضهم. يتسابقون بنشاط النمل فيظن انهم قد حققوا المعجزة. ينزل إلى ارضهم فيجد أنهم دراويش أشقياء يجدون في البحث ولكنهم لا يجنون سوى الباطل. كم يبدو سعيهم مضحكاً وقبيحاً من المنازل العليا!. لاحظ ان الجبل يحول كل الأشياء التي تبدو على الارض منفوشة,جليلة,إلى العاب. المهاري تصير فئراناً و الرجال الملثمون, المهيبون, المنفوخون كالطواويس, يصبحون دمى تثير الضحك أو الرثاء. حتى شيخ القبيلة النبيل بلباسه الأزرق الذي يثير الرهبة في النفوس, رآه من قمته دمية صغيرة عاجزة أضحكته كثيراً. ولاحظ ايضا أن عبث القمة بأحجام الناس ونشاطهم يزداد قساوة كلما بالغوا في الجدية و التحلي بالكبرياء. وكثيرا ما يقول لنفسه وهو يصافح نبلاء القوم المتعجرفين : ( انتظروا , سوف أصعد الجبل و سأرى ما إذا كنتم حقاً آلهة أم انكم مجرد فئران!) . وكان السر يثيره و يدهشه. لماذا تتعمد القمة السماوية ان تسخر من العظماء والمكابرين و تحولهم إلى دراويش وبؤساء؟ ولكن وحياً قال له إن القمة مصومة من الخطأ, وهي إذا اظهرت المكابرين كدمى فإن تلك هي الحقيقة. السهل هو الذي يزيف الناس و يحولهم إلى وهم. واولئك المندفعون الجارون في نشاطهم أكثر من غيرهم يبدون مضحكين , لأنهم في الواقع الأرضي, واهمون اكثر من الجميع, أودعوا أرواحهم في قبضة الشيطان الجادون لقمة أسهل على إبليس. وكما الجبل محراب الآلهة فإن السهل مملكة الأبالسة.