عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 04:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2015, 06:56 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5207

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. (Re: Mohamed Adam)

    (1)
    عن الحب

    On Love
    J.Krishnamurti
    ---------------------------------------
    إن المَطلَب لتحصيل الأمان في العلاقة لا بد له وبشكل حتمي من أن يخلق الأسى والخوف. إن هذا السعي إلى الأمان بحد ذاته يقوم باستحضار اللا أمان. هل وجدت الأمان يوماً في أيٍّ من علاقاتك؟. يطلب معظمنا الأمان حين يحب وحين يرغب بأن يُحَبَّ، ولكن هل هناك من حب عندما يسعى كل واحد منا إلى أمانه الخاص، يسعى إلى دربه الخاص؟. نحن لا نُحَبُّ لأننا لا نعرف كيف نحب.
    ما هو الحب؟
    جدو كريشنامورتي
    إن الكلمة مثقلةٌ جداً ومُفسَدَة إلى الدرجة التي تجعلني لا أرغب حتى باستخدامها. يتكلم الجميع عن الحب – كل مجلة وجريدة وكل مُبشّر يتكلم إلى ما لا نهاية عن الحب. أحب بلدي، أحب مليكي، أحب كتاباً ما، أحب ذاك الجبل، أحب اللذة، أحب زوجتي، أحب الله. هل الحب فكرة؟. إذا كان كذلك، فيمكن حينها صقله وتغذيته وتثمينه والسيطرة عليه وحرفِهِ بأي طريقة ترغب بها. عندما تقول إنك تحب الله، فما الذي يعنيه ذلك؟. إن ذلك يعني أنك تحب إسقاطاً من تصورك الخاص، إسقاطاً لذاتك مُغطى بشكل معين من الاحترام تبعاً لما تعتبره نبيل ومقدس؛ وبالتالي حين تقول: "أحب الله" فهو شيء سخيف بالمطلق. عندما تعبد الله فإنك تعبد ذاتك – وهذا ليس حباً.
    ولأننا لا نستطيع أن نحلّ ماهية هذا الشيء الإنساني المُسمّى حباً فإننا نهرب إلى التجريد. قد يكون الحب هو الحل المطلق لكل مصاعب ومشكلات ومتاعب الإنسان، ولذا كيف سنتمكن من اكتشاف ما هو الحب؟، أبتعريفه فقط؟ لقد عرفته الكنيسة بطريقة ما، والمجتمع بطريقة أخرى، ويوجد الكثير من الانحرافات والشذوذ. أن تعشق أحدهم، أن تمارس الجنس، التبادل العاطفي، الرفقة، هل هذا هو ما نعنيه بالحب؟. لقد كان هذا هو المألوف والنمطي. لقد أصبح شخصياً إلى درجة كبيرة جداً، حسياً ومحدوداً حتى أعلنت الأديان أن الحب شيء أعظم من هذا. لقد شاهدوا فيما يدعونه حباً بشرياً اللذة والتنافس والغيرة والرغبة بالتملك والتقييد والتحكم والتطفل على أفكار الآخر، وبرؤيتهم لكل هذه الأمور وتعقيداتها فإنهم اعتقدوا أن هناك نوعاً آخر من الحب، حبٌّ إلهي، جميل، غير فاسد ونظيف.
    إن الذين يُعتَبَرونَ رجالاً مقدسين في أرجاء العالم قد ادّعوا أن النظر إلى المرأة شيءٌ خاطئ بالكامل: قالوا إنه ليس باستطاعة الإنسان أن يقترب من الله إذا كان منغمساً بالجنس، ولذلك فقد تجاهلوه بالرغم من أنهم مُستهلَكون به في دواخلهم. ولكنهم بإنكارهم الرغبة الجنسية قد اقتلعوا عيونهم وقطعوا ألسنتهم لأنهم أنكروا كامل جمال الأرض. لقد جوّعوا قلوبهم وأذهانهم؛ إنهم كائناتٌ مجفّفة؛ لقد عاقبوا الجمال لأنه الجمال مرتبط بالمرأة.
    هل يمكن تقسيم الحب إلى مقدس ودنيوي، إلى بشري وإلهي، أو أنه لا يوجد إلا الحب فقط؟. هل الحب يكون للواحد ولا يكون للكل؟. إذا قلت إنني أحبك، هل يستثني هذا القول محبة الآخرين؟. هل الحب شخصي أو غير شخصي؟. أخلاقي أو غير أخلاقي؟. عائلي أو غير عائلي؟. إذا أحببت البشرية هل يمكنك أن تحب الفرد؟. هل الحب عاطفي؟. هل هو شعور؟. هل هو رغبة ولذة؟. كل هذه الأسئلة تشير فعلياً إلى أنه لدينا أفكار عن الحب، أفكار وتصورات عما ينبغي أن يكون أو لا يكون عليه، نمط أو شيفرة تتطور بحسب الثقافة التي نعيش فيها.
    ولذا فإننا لكي نفهم ما هو الحب نقوم أولاً بتحويل الحب إلى أفكار، عملية فكرية لما ينبغي أن يكون أو أن لا يكون عليه. أن نقسم أي شيء بهذا الشكل، إلى ما ينبغي أن يكون وما هو عليه، لهو من أكثر الطرق المُضلِّلة للتعامل مع الحياة.
    والآن كيف سأكتشف ما هي هذه الشعلة التي نسميها الحب – ليس أن أعبر عنها إلى أحد ما وإنما ما تعنيه بحد ذاتها؟. سوف أرفض أولاً ما قالته الكنيسة والمجتمع، ما قاله أهلي وأصدقائي، ما عبر عنه كل شخص وكل كتاب لأنني أريد أن أكتشف بنفسي ما هو. تكمن هنا مشكلة هائلة تشمل كل البشرية، لقد وُجِدت آلاف الطرق لتعريفه وأنا عالق ببعض الأنماط حسب الحالة المزاجية والنفسية لي في تلك اللحظة – ولذا ألا ينبغي علي لأفهمه أن أحرر نفسي من أي تحيزات أو اتجاهات؟. إنني حائرٌ، ممزّق برغباتي ولذا أقول لنفسي: "أولاً أَنْهِ حيرتكَ لعلك تكون قادراً على اكتشاف ما هو الحب عبر ما ليس هو".
    تطلب منك الحكومة أن تذهب وتقتل في سبيل محبتك لبلدك. هل هذا حب. الدين يطلب منك التخلي عن الجنس لأجل الحب الإلهي. هل هذا حب؟. هل الحب رغبة؟. لا تقل: لا. لأنه كذلك بالنسبة إلى معظمنا – رغبة مع اللذة، اللذة المتولدة عن الحواس، عبر الارتباط والإشباع الجنسي. أنا لست ضد الجنس، ولكن انظر ما هو مُتضمّن فيه. ما يمنحه لك الجنس بشكل آني هو هجران للذات، ومن ثم تعود مجدداً إلى اضطرابك السابق ولذا فإنك تريد تكرار الأمر إلى ما لا نهاية، حيث تعيش تلك الحالة مجدداً، لا قلق، لا مشاكل ولا ذات. تقول إنك تحب زوجتك. هل في هذا الحب لذة جنسية، أو لذة نابعة من أن هناك شخص في المنزل يرعى أطفالك، يقوم بتجهيز الطعام. أنت تتكل عليها؛ إنها تمنحك جسدها، عواطفها، تشد أزرك، تمنحك شعوراً بالأمان وحسن الحال. ثمَّ قد يأتي يوم وتهجرك، تشعر بالملل أو تذهب مع رجل آخر وبالتالي فإن توازنك العاطفي يتخلخل كله، وهذا الاضطراب الذي لا يعجبك هو ما يدعى بالغيرة. يوجد ألم به، كراهية وعنف. إذاً ما تقوله هو: "طالما كنتِ لي فإنني سأحبك وفي اللحظة التي لا تكونين لي سأكرهك. طالما كان باستطاعتي الاعتماد عليك لإرضاء مطالبي الجنسية وغيرها، أحبكِ، وعندما تتوقفين عن منحي ما أريد أبدأ بكراهيتك". إذاً هناك عداوة بينكما، انفصال، وعندما تشعر بالانفصال عن الآخر فلا يمكن للحب أن يوجد. ولكن لو كنت تستطيع أن تعيش مع زوجتك بدون أن يخلق الفكر كل هذه المتناقضات، كل هذه النزاعات التي لا تنتهي داخلك، فربما حينها – ربما – ستعرف ما هو الحب. عندها ستكون حراً بالكامل وكذلك هي، بينما إذا اتكلت عليها لأجل لذّاتك فإنك ستكون عبداً لها. إذاً عندما يحب المرء لا بد من الحرية، ليس فقط الحرية من الآخر وإنما من ذاته أيضاً.
    هذا الانتماء للآخر، أن يتغذى المرء نفسياً على الآخر، أن يتكل عليه – لا بد من أن يوجد القلق والخوف والغيرة والذنب في كل هذا، وطالما كان الخوف موجوداً فليس هنالك من مكان للحب؛ إن ذهناً ممتلئاً بالأسى لن يعرف الحب أبداً؛ الحسية والعاطفية لا علاقة لهما أبداً بالحب. وكذلك الحب لا علاقة له باللذة والرغبة.
    ليس الحب نتاجاً للفكر، الفكر على أنه الماضي. لا يمكن للفكر أبداً أن ينمّي الحب. لا يمكن للحب أن يكون مسيجاً وعالقاً في الغيرة، لأن الغيرة من الماضي. الحب دائماً هو الحاضر الفعّال. إنه ليس "سوف أحبك" أو "لقد أحببتك". إذا كنت تعرف الحب فإن لن تتبع أي أحد. الحب لا يذعن. عندما تحب لا يوجد اهتمام ولا ازدراء.
    ألا تعرف حقاً ما الذي يعنيه أن تحب أحدهم – أن تحب بدون كراهية، بدون غيرة، بدون غضب، بدون الرغبة في التدخل فيما يفعل أو يفكر به الطرف الثاني، بدون نقد، بدون مقارنة – ألا تعرف ما يعني هذا؟. عندما يوجد الحب هل توجد المقارنة؟. عندما تحب أحدهم بكل جوارحك، بكليتك كلها، ذهنك وجسمك، بكامل وجودك، هل هناك مقارنة؟. عندما تهجر ذاتك بالكامل كرمةً لذلك الحب فلن يوجد ما هو ليس حباً.
    هل هناك مسؤولية وواجب في الحب، وهل سيستخدم الحب هذه الكلمات؟. عندما تفعل شيئاً انطلاقاً من الواجب هل هناك أي شيء من الحب فيه؟. لا يوجد الحب في الواجب. إن بنية الواجب والتي علِق بها الإنسان تدمره. فطالما كان المرء مدفوعاً للقيام بأمر ما لأنه واجب فهو لا يحب ما يفعله. عندما يوجد الحب لا يوجد الواجب ولا المسؤولية.
    إن أغلب الأهالي ولسوء الحظ يظنون أنهم مسؤولون عن أطفالهم وإحساسهم بالمسؤولية يأخذ شكل الإملاء على الأولاد ما يجب وما لا يجب عليهم فعله، ما ينبغي أن يصبحوا وما لا ينبغي أن يصبحوا. يرغب الأهل في أن يحصّل أطفالهم مكانة آمنة في المجتمع. إن ما يسمونه بالمسؤولية هو جزء من الاحترام الذي يقدسونه؛ ويبدو لي أنه حينما يوجد هذا الاحترام فليس هنالك من نظام؛ إن همهم الأكبر فقط هو أن يصيروا برجوازيين مثاليين. عندما يُعدّون أطفالهم لكي يتلاءموا مع المجتمع فإنهم فعلياً يخلّدون الحرب، الصراع والوحشية. هل تسمّون ذلك رعاية وحباً؟.
    أن تهتم حقاً يعني أن تهتم كما تفعل لشجرة أو نبتة، تسقيها، تدرس احتياجاتها، أفضل تربة لها، تعتني بها بلطف وحنان – ولكن عندما تُعدّون أطفالكم لكي ينسجموا مع المجتمع فإنكم تُعدونهم لكي يُقتَلوا. لو كنتم تحبون أطفالكم لما كان هنالك من حروب.
    عندما تفقد أحد ما تحبه تذرف الدمع عليه – هل بكاؤك على نفسك أم على ذاك الذي مات؟ هل بكيت حقاً على آخر؟ هل بكيت حقاً على ابنك الذي قتل في أرض المعركة؟ لقد بكيت، ولكن هل هذه الدموع سُكبَت من الشفقة على الذات أم أنها سُكبَت لأن إنساناً قد قُتل؟. إذا كان البكاء نابعاً من الإشفاق على الذات فليس لتلك الدموع أي معنى لأنك معنيٌّ بنفسك فقط. إذا كنت تبكي لأنك فُجعتَ بامرئٍ استثمرت فيها الكثير من المشاعر والعواطف، إنها ليست حقاً مشاعر وعواطف. عندما تبكي على أخيك الذي مات، ابكي عليه فعلاً. من السهل جداً أن تبكي على نفسك لأنه مات. من المؤكد أنك تبكي لأن قلبكَ تأثر، ولكنه لم يتأثر لأجله، أنه أثر الإشفاق على الذات، وهذه الشفقة على الذات تجعلك غليظ القلب، قاسٍ، مُغلق، تجعلك بليداً وغبياً.
    عندما تبكي على ذاتك، هل هذا حقاً حب – تبكي لأنك وحيد، لأنك هُجِرتَ، تُرِكتَ، لأنك لم تعد قوياً بعد الآن – تشكو حظك، بيئتك – دائماً تنهمر الدموع لأجلك؟ إذا فهمت هذا، الأمر الذي يعني أن تكون على تواصل مباشر معه كما لو أنك تلمس شجرة أو يداً، فأنك سترى أنك ذاك الأسى هو من صنع الذات، الفكر هو من خلق الأسى، الأسى هو حصيلة الزمن. توفي أخي، الآن أنا وحيد، متألم، لم يعد موجوداً ذاك الذي كنت أجد عنده الراحة والرفقة، وهذا يبعث الدموع في عيني.
    باستطاعتك أن ترى كل هذا يحدث داخلك إذا راقبته. يمكنك رؤيته كاملاً، تاماً، بنظرة واحدة، بدون أن تأخذ وقتاً لتحليله. يمكنك أن ترى بلحظة كامل بنية وطبيعة هذا الشيء الرث والصغير الذي نسميه "الأنا"، دموعـــ"ــي"، عائلتــــ"ــي"، أمتــ"ــي"، معتقداتـــ"ــي"، دينـــ"ـــي" – كل هذه القباحة موجودة داخلك. عندما تبصر الأمر بقلبك وليس بذهنك، من أعمق أعماق روحك حينها تمتلك ما يمكنك من إنهاء الأسى. لا يمكن للأسى والحب أن يكونا معاً، ولكنهم في العالم المسيحي قاموا بتحويل المعاناة إلى مثال، أمرٍ مثالي، وضعوها على صليب وقدسوها، الأمر الذي يتضمن أنك لن تستطيع أبداً التخلص من المعاناة والعذاب إلا عن طريق هذا الباب المعين، وهذه هي كلية المجتمع الديني المُستغِل.
    ولذا عندما تسأل ما هو الحب قد تكون خائفاً من معرفة الجواب؛ فقد يكون هو الثورة الكاملة؛ قد يحطم العائلة؛ قد تكتشف أنك لا تحب زوجتك، أو أنكِ لا تحبين زوجك، أو أنك لا تحب أطفالك، هل تحبهم حقاً؟، قد تضطر إلى تحطيم المنزل الذي بنيته، وقد لا تعود أبداً إلى المعبد.
    ولكن إذا كنت ما تزال تريد أن تكتشف سوف ترى أن الخوف ليس حباً، الإتكال ليس حباً، وكذلك الغيرة والتملك والهيمنة أيضاً ليست حباً، المسؤولية والواجب ليسا حباً، الإشفاق على الذات ليس حباً، الألم المبرح لأنك بدون حبيب ولأنك لست موضوع محبةٍ بعد هو أيضاً ليس حباً، ليس الحب النقيض للكراهية كما أن التواضع ليس النقيض للغرور. وبالتالي إذا استطعت التخلص من كل هذه القضايا، ليس بالإكراه ولكن بغسلها كما يغسل المطر غبار أيامٍ كثيرة عن أوراق الشجر، فحينها قد تصل إلى اكتشاف هذه الزهرة الغريبة التي كان الإنسان هائماً دائماً وراءها.
    إذا لم تمتلئ بالحب – ليس قطرات منه وإنما بغزارة – إذا لم تفض به فإن العالم متجه نحو الدمار. تعلم فكرياً أن وحدة البشرية أمر جوهري وأن الحب هو الطريق الوحيد إليها ولكن من هو الذي سيعلمك كيف تحب؟. هل باستطاعة أية سلطة أو منهج أو نظام أن يملي عليك كيف تحب؟. إذا أملاه عليك أي أحد فهذا ليس حباً. هل باستطاعتك القول "سوف أتدرب على المحبة. سوف أجلس هنا يوماً بعد يوم وأفكر به. سوف أتمرن على أن أكون لطيفاً وطيباً وأجبر نفسي على الانتباه للآخرين"؟. هل تقصد بقولك هذا أن باستطاعتك ضبط نفسك لكي تحب، أن تروض الإرادة للحب؟. عندما تتمرس على الانضباط والإرادة لكي تحب فإن الحب يهرب من النافذة. لربما تصير عبر التمرن بإحدى المناهج أو الأنظمة فائق الدهاء أو أكثر لطفاً أو أن تصل إلى حالة من اللا عنف ولكن ليس لهذا أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد مع الحب.
    لا يوجد الحب في هذا العالم المقحل والممزق لأن الرغبة واللذة يلعبان الدور الأعظم فيه، ورغم هذا فإن حياتك اليومية بدون الحب لا معنى لها على الإطلاق. ولن تعرف الحب إذا لم يكن هنالك جمال. ليس الجمال شيئاً تراه – ليس شجرة جميلة أو لوحة جميلة أو بناء جميل أو امرأة جميلة. يكون الجمال فقط عندما يعرف قلبك وذهنك ما هو الحب. بدون الحب وذلك الاحساس بالجمال لا توجد الفضيلة، وأنتم تعرفون هذا جيداً، افعلوا ما تشاؤون، طوروا المجتمع واطعموا الفقراء ولكنكم ستخلقون المزيد والمزيد من الأذى والضرر فقط، لأن الأمر واضح: بدون الحب لا يوجد إلا القباحة والفقر قي قلوبكم وأذهانكم ذاتها. ولكن عندما يوجد الحب والجمال فكل ما تفعله صائب، كل ما تفعله يكون منتظماً. إذا عرفت كيف تحب فحينها باستطاعتك فعل كل ما ترغب به لأنه سيحل جميع المشكلات.
    إذاً لقد وصلنا إلى الهدف: هل باستطاعة الذهن أن يكتشف ما هو الحب بدون الانضباط، بدون الفكر، بدون الإكراه، بدون أية كتب، بدون أي معلمين أو قادة، هل باستطاعتك رؤيته كما لو أن المرء يرى غروب الشمس الفتّان؟.
    من وجهة نظري أرى أن هنالك أمراً ضروري بالمطلق ألا وهو الشغف بدون الدافع – الشغف الذي ليس نتيجة لالتزام أو ارتباط، الشفع الذي ليس شهوة. إن الإنسان الذي لا يعرف ما هو الشغف لن يعرف الحب أبداً لأن الحب ممكن أن يأتي عندما يوجد هجران كامل للنفس.
    إن الذهن الذي يسعى وراء شيء ما ليس ذهناً شغوفاً وأن تكتشف الحب بدون السعي وراءه هو الطريق الوحيد لإيجاده – أن تكتشفه بدون معرفة وليس كنتيجة لمجهود ما أو خبرة ماضية. ستكتشف أن هذا الحب ليس تابعاً للزمن؛ هذا الحب شخصي وغير شخصي، هو للواحد وللكثرة على السواء. تماماً كما الزهرة الفواحة تستطيع أن تشمّ عبيرها أو أن تتجاهله. تلك الزهرة للجميع وأيضاً لذاك الذي يحب أن يشمها عميقاً وأن ينظر إليها ببهجة. سواء أكان المرء قريباً جداً أو بعيداً جداً فإن الأمر سواء بالنسبة لها لأنها مليئة بالعطر ولذا فهي تشاركه مع الجميع.
    الحب شيءٌ جديدٌ، حي، غض. ليس له من أمس ولا من غد. إنه أبعد بكثير من صخب الفكر. فقط الذهن البريء هو الذي يعرف ما هو الحب، ويستطيع هذا الذهن البريء أن يعيش في هذا العالم غير البريء. لكي تجد هذا الأمر المذهل الذي سعى إليه الإنسان ومازال منذ الأبد عبر التضحية والتقديس والعلاقة والجنس وعبر كل أشكال اللذة والألم، فإن هذا ممكن عندما يصل الفكر إلى المرحلة التي يفهم فيها ذاته، ويصل بشكل طبيعي إلى نهايته. حينها لا يكون للحب نقيض، لا يكون في الحب صراع.
    قد تسأل: "إذا وجدت مثل هذا الحب، ما الذي سيحصل لزوجتي وأطفالي وعائلتي؟ لا بد لهم من العيش بأمان". عندما تطرح مثل هذا السؤال فأنت لم تخرج أبداً من حقل الفكر، حقل الوعي الحسي. عندما تخرج لمرة واحدة من ذاك الحقل فإنك لن تسأل هذا السؤال أبداً لأنك ستعلم عندها ما هي حالة الحب التي لا مكان فيها لا للفكر ولا للزمن. قد تقرأ كل هذا بافتتان وانجذاب ولكن أن تتجاوز فعلياً الفكر والزمن – ما يعني تجاوز الأسى – يعني أن تكون متيقظاً وواعياً إلى أن هناك بعداً آخراً مختلفاً هو الحب.
    ولكنك لا تعرف كيف تصل إلى ذلك النبع المذهل – فما الذي تفعله؟ إذا لم تكن تعرف ما الذي عليك فعله، فلا تفعل أي شيء، أليس كذلك؟ لا شيء بالمطلق. ومن ثم داخلياً تكون صامتاً بالمطلق. هل تفهم ما الذي يعنيه هذا؟ إنه ببساطة يعني أنك لا تسعى وراء شيء، لا تريد أي شيء، لا تتجه إلى أي شيء؛ ليس هنالك من مركز على الإطلاق. وعندها يوجد الحب.



    نواصل:
    .
                  

العنوان الكاتب Date
عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 09:18 AM
  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Yasir Elsharif02-05-15, 09:28 AM
  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 09:31 AM
    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 09:49 AM
      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 09:54 AM
        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 09:57 AM
          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 10:02 AM
            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 10:06 AM
              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. ودقاسم02-05-15, 10:20 AM
              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 10:20 AM
                Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 10:25 AM
                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 03:07 PM
                    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-05-15, 03:39 PM
                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-06-15, 02:23 AM
                        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-06-15, 10:56 AM
                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-06-15, 11:15 AM
                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-06-15, 11:20 AM
                              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-06-15, 11:29 AM
                                Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 00:13 AM
                                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 00:18 AM
                                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. مصطفى الجيلي02-08-15, 00:19 AM
                                    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 03:02 AM
                                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 03:21 AM
                                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. مصطفى الجيلي02-08-15, 04:04 AM
                                        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 10:03 AM
                                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 10:27 AM
                                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-08-15, 10:42 AM
                                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. مصطفى الجيلي02-08-15, 08:51 PM
                                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 00:01 AM
                                              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 00:57 AM
                                                Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 01:16 AM
                                                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 04:57 AM
                                                    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 05:17 AM
                                                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 05:22 AM
                                                        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 05:25 AM
                                                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 05:29 AM
                                                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 10:29 PM
                                                              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 10:43 PM
                                                                Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-11-15, 11:27 PM
                                                                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-12-15, 03:32 AM
                                                                    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-12-15, 05:44 AM
                                                                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-12-15, 05:57 AM
                                                                        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-16-15, 11:43 AM
                                                                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 06:49 AM
                                                                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 06:56 AM
                                                                              Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:01 AM
                                                                                Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:05 AM
                                                                                  Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:09 AM
                                                                                    Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:17 AM
                                                                                      Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:22 AM
                                                                                        Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 07:25 AM
                                                                                          Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-18-15, 01:43 PM
                                                                                            Re: عندما دخل الغرفة شعرتُ بأن سيِّد الحبِّ قد حَضَر.. Mohamed Adam02-28-15, 05:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de