وكانت تلك الأعمال "الإرهابية" تصنف باعتبارها (أخلاقية) من وجهة نظر اليسار بما فيه اليسار السوداني بالطبع الذي كان مؤيداً لأخلاقيتها مثل غيره. وكان هناك بمقابل (الأخوان كواشي) و (داعش) و(بن لادن) تنظيمات يسارية بلا حصر ولا عد .. (جماعة أبو نضال) في المنطقة العربية، والألوية الحمراء الإيطالية وغيرها في أوروبا، والجيش الأحمر الياباني وغيره في آسيا ... وكلها كما تعلمين منظمات لا علاقة لها بالإيمان ولا بالمقدس ولا شرنقته، كما لا علاقة لها بالفردوس السماوي يا فردوس.. بل كانت كلها تنظيمات "حمراء" تصُر للمقدس وجهها" و"تُحـَّـدِر له في الظُلُمة" و تنظر للدين نظرة غاضبة أو بعين حمراء وشرارة.
فالرأسمالية المخادعة التي كانت تبدو "أخلاقية" تحارب "الإلحاد" ، وتبشر بالقيم الديمقراطية، وبعد اختفاء الخصم الايديولوجي تحاول أن تجد في "الاسلاموفوبيا" ضالتها.. لكنها في السنوات الأخيرة تعرت تماماً وكشف الناس ديمقراطيتها الزائفة، وانكشفت بلا أي غطاء أخلاقي، كما أصبحت تعاني أيضاً من الإفلاس الاقتصادي .. فخزائنها خاوية برغم ترسانتها المكدسة بكل ما لذ وطاب من أحدث أنواع القنابل.. ترسانتها سوف يتم تصريفها في أسواق العالم الثالث ببرمجة الحروب، وقنابلها لن يتوقف هطولها فوق منطقتنا العربية وفوق قارتنا الأفريقية المستباحة.
وإلى أن يتوحد كل المظلومين ضد ذلك الإله الظالم المتعولم الفرد الذي يواصل نهبه واستغلاله و حصده للأرواح بلا توقف، فسوف تبقى هذه الظواهر مستمرة ما بقيـَّـت اسباب استمرارها. وسوف تطفو هنا وهناك.. حتى إن تم غسل أدمغة اليهود والمسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين، وتنظيف افئدتهم بالكلور و "تطهيرها" من كل مقدس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة