مقال ركيك جداً منسوب إلى الطاهر ساتي

مُتفق معاك والله يا صديقي، في انشياع الركاكة بصحافاتنا السودانية عموماً؛ وأزيدك من الحيرة خيطَيْن تلاتة! ذلك أنها ركاكة كأنما خارجة من " مُرحاكَة" ..! وُ ده وصف يقرّبها - ركاكاتهم - من الدَّريش ومَليان عويش! كما يُـحيلها في ذات الآن إلى ركاكة وليست مجّانية ..! فإنما يُعانون فيها ويقتاتون، ويــذرفون مُهــَجاً ..! ويُرجِعون ويستعظمون؛ وفيهم مَنْ: يُسْــتــَـــغــَــلــُّون وهُم راضون، بل مُنبسطون يتقافزون من شَكْرة في غير محلّها إلى تربيتة في غير طيِّها. ثم إلى سَبَّة وَ كَيْدةٍ ومَيْتة لا تسندها الوقائع، ولا الغازيتة العاملة في يومهم هذا ولا الأمس.

صحيح كمان، أننا مُتراجعون إلى وَراء ..! بل ورا ورا ورا ورا، ليس في لغة الخطاب فحسب! بل في موضوعاته ..! نصوصه، أهدافه، مَنطِقه، بيئتِه وهلمـــ كتابة صحفية! فأكثر الكاتبين والكاتبات، صحافة اليوم، مُغرَمون ومُغرمات بأنفسهم/ـــهنّ ذات أنفسهم ..! يروحون ويجيئون بذات: الــ صديقنا فلان، وعزيزتنا ورائعتنا وبت حلّتنا وزمان لمّا كنا بالجزمة والفردة والجرجار! والتوب والسكين والعكاز! والمُرواد، والإشفا ..(!) والمَسلَّة، و "غُتاية الحَلَّة، وكُنا وكُنّا وما زلنا وما فُطِمنا وما عَلِمنا ولا أدركنا أن الفاس واقع في الراس! ولا القلم بيكتب في الكرّاس ..!

تاريخٌ مضى بما له وما عليهو! لكنّهم يعيدونه كأنما لا يجدون غيره من جغراسيا (ال جيبوليتك)، ولا جنائن آسيا ..! ولا دِيْن، ولا عَربي تلعَب بُو! .. والحال أنهم يكتبون من الثمانينيات والتسعينيات..! في ذات الصُّحُف، وإنْ تغيّرت الأسماء، وبقيَتْ الشخوص في ميعاتها الفطيرة، تحكي ذات تاريخها وتجفل من الجيوبوليتك الحاصل ..!

لكن يا عزيزي! لا مَفر حسبما أرى، من مُطالعة صُحُفنا، مهمَنْ كانت عِلّاتها ..! بل ولأجل انصلاح عِلّاتها "دي بالذات" وَجَب علينا مُتابعتها، إن استطعنا توفير المصاري لعدد من الصحف التي تمتليء يومياً بالعَبَل، الدّجل، الدّمَل، المَطَل، الزجل، الملل، الطلل، وال قُمَّل!




- - - - - - - - - - -

(عدل بواسطة محمد أبوجودة on 01-23-2015, 06:05 AM)
(عدل بواسطة محمد أبوجودة on 01-23-2015, 06:08 AM)