|
Re: إلى محمود andquot;الغنّايandquot;... يجده برحمة ومغفرة!! (Re: MUSA HAMID)
|
أولُ مرةٍ سمعتُ فيها محمود عبدالعزيز بوضوحٍ، ووعي كبير، كان عبر شريط كاسيتْ من مسجّل أحد جيراننا، وأحد الأصدقاء عبدالله محمود، أو عبدالله (أمريكا). تُرى كيف وقع خبر رحيله عليك؟ وكيف وصلك النعيُ بارداً، وحامضاً، وحارقاً يومها؟ لك ولنا العزاء . المسجّل كانت تنبعثُ منه -في ذلك المساء- عدد من الأغنيات المسموعة، آنذاك، كانت تتجمّل بصوتْ محمود عبدالعزيز، وكان هو يُغنيها بطريقته التي تخصه، وأدائه الذي يخصه. وكان يبدو على الشريط أنّه تسجيلٌ لحفلٍ من حفلاته الجماهيرية البهيجة، والأسطورية مثله!! كان يمنح تلك الأغنيات طاقة غريبة ورهيبة. وكان يكسوها بإحساس دخل سريعاً عبر الأذن، ووصل القلب مرةً واحدةً واستقر فيه ولم يخرج إلى الآن!! في تلك الأمسية كنتُ كالذي يسمع هذه الأغنيات لأول وهلته. فكأنّني لأول مرةٍ أسمعُ وأتذوّقُ (الدنيا تحلى وصعابا ساهلة). وكأنني أتحسّسُ لأول مرة أغنية (الوسيم القلبي رادوا) لأحمد المصطفى.. وكأنّ (افتقدتكْ) للكبير الهادي حامد (ود الجبل) تطرق أذني لأول وهلتها. بسرعةٍ، سألت الصديق عبدالله (أمريكا): الزول ده منو؟ قالها لي وهو يفكُ أطرافه من سماع الأغنية، ويُجيبني بعد هنيهةٍ - ده محمود!! ثم غرق مرةً أخرى في لُحون محمود عبدالعزيز. وغرقتُ في صوته الشجن، الدافيء، وأدائه المتْرف لتلك الأغنيات. وما أزالُ غارقاً!!
|
|
|
|
|
|