من أين جاء هولاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2015, 02:17 PM

عوض سيد أحمد
<aعوض سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 11-28-2014
مجموع المشاركات: 252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أين جاء هولاء (Re: عوض سيد أحمد)

    الرسالة (38)



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الموضوع : " الأمة القضبية "

    من ضمن التساؤلات العديدة التى ظلت ترد الىّ من القراء عن مواضيع مختلفة , هناك جزء منها يدور حول الموضوع أعلاه , أخذ منحيين :
    أولهما : يقول هولاء فيما معناه : " تكرر ايراد هذه الكلمة - ( الامة القضبية ) – فى معظم رسائلك التى اطلعنا عليها , ان لم تكن كلها , وذلك دون الدخول فى التعريف بها , وبيان حقيقتها "..... أٌقول لهولاء , ان الاجابة موجودة وبتفاصيل وشرح كافى ووافى , فى ذات الصفحة التى مررتم عليها : ( صفحة منبر الرأى بموقع سودانايل ) ولكن فات عليكم الاطلاع عليها , وهى منشورة بذات الصفحة تحت اسم : " أعرف عدوك " يمكنكم الاطلاع عليها فى حلقاتها الثلاثة .
    ثانيهما : أما هولاء فقد اطلعوا على هذه الرسالة بالفعل , وعبروا عن امتنانهم , لأنهم وقفوا على حقائق خطيرة , ومزهلة لم تكن تخطر ببالهم من قبل , لهذا السبب فانهم يرون أن هذه الحقائق التى قيض الله لنا أن نقف عليها فى كشف وفضح أسرار وتفاصيل , المخطط الاجرامى لهذه الأمة الشريرة , والذى يستهدف فى عمومه , ليس أصحاب الديانات فحسب , بل يستهدف البشرية كلها , فكونه يكشف , ويعرّى , بهذه الصورة الواضحة , والدامغة لهم , رغما عن طوق السرية المحاط بهذه الأسرار , فهذا بلا شك يعد ضمن أحد المعجزات الكثيرة , والمتنوعة لكتابنا المنزل على رسول البشرية جمعاء , سيدنا وحبيبنا المصطفى , المصفى محمد صلى الله عليه وسلم , لأنه أول من عرفنا بهم وكشف حقيقتهم فى ثنايا سوره , وآياته , ومن ثم فان ما تم وكشف عنهم , وفضح لكامل لخطتهم السرية , بهذه التفاصيل الدقيقة والمزهلة لاحقا , يعد مصداقا لما أثبته الوحى الالهى فى هذا الكتاب العظيم : " القرآن الكريم " ....... لأجل هذا فهم يطالبون بايراد آيات أخرى من القرآن كتكملة , لما هو وارد فى ثنايا الرسالة عن هذه الأمة الشريرة !!!!!
    استجابة لهذا الطلب فانى أورد فيما يلى بعضا مما جاء عنهم فى سورة : " البقرة " نقلا عن كتاب : " في ظلال القرآن "
    ملاحظة : قبل الدخول فى الموضوع , يحتم على القول , والاشارة الى أنى قد شممت من بعض رسائل القراء , وأقول القليل , القليل منهم , من يحاول التشكيك فى حقيقة هذا المخطط الشيطانى , وهذه المؤامرة المستهدفة للبشرية جمعاء , ان أمثال هولاء ربما قد يكون لهم العذر لو قيل هذا الكلام فى الأزمان الغابرة , أما اليوم وقد انطوت البسيطة كلها وأصبحت كقرية واحدة , فلا عذر لهم البته , وهم يجدون الحقائق الثابتة , والتى تم توثيقها بصفة مؤكدة بعيدا عن أى شك فيها , ..... يجدونها فى متناول أيديهم متى شاووا , أو عزموا للوقوف عليها من خلال :
    (1) موجهات وتعاليم كتابهم السرى (التلمود ) والذى قيض الله سبحانه وتعالى أن يكشف ويفتضح فيه أمرهم , وبواسطة من ؟؟؟ ... بواسطة نفر من بنى جلدتهم أولا , ثم توالت عمليات الكشف والفضح من علماء أجلاء , وقامات كبيرة من جميع أنحاء البسيطة , ظلوا ولا يزال يتابعون رغما عن ما يتعرضوا له , ويصيبهم من أهوال ومآسى تشيب لها الولدان , وصلت حد التصفية الجسدية لكثير منهم .
    (2) لو نظرنا وتمعنا فى معنى ( بند ) واحد من البنود الكثيرة لهذا الكتاب المقدس فى نظرهم , والذى يعد الأساس الأول والأخير لتربية وتنشئة ابنائهم منذ الصغر , لن يخطرببالنا أى شك أو ريبة لما تم اكتشافه وهذا البند يقرر الآتى :
    " كل ما على الأرض ملك لليهود , فما تحت أيدى الأميين ( أى غير اليهود ) مغتصب من اليهود , وعليهم استرداده بكل الوسائل"
    هذا البند وغيره من البنود الكثيرة المضمنة فى هذه التعاليم والموجهات التلمودية ,ترجع فى الأساس , وتستند على اعتقادهم الضال والنابع من قولهم : " نحن أبناء الله " وأن غيرهم من : " الجويم " هم من نطفة الحيوان , خلقهم الله فى شكل انسان احتراما لهم كى يخدموهم !!!!!!! وكان هذا هو الدافع الرئيسى , الكامن وراء وضع هذه الخطة الشيطانية , فى بنودها المحدة التى يراد لها التنفيذ كاملا حتى يصلوا للهدف النهائى وهو : " حكم العالم كله برجل واحد من صلب داود " هذا هو الهدف والمقصد النهائى للخطة الموضوعة , وقد توارثوا الاضطلاع بعملية متابعتها وتنفيذ بنودها , قرنا, وراء قرن , دون كلل أو ملل , فالعبرة هنا فى عملية تكملة انجاز البنود كلها كاملة , بندا , وراء بند , دون اعتبار للزمن .
    (3) ولونظرنا للتعاليم والموجهات المضمنة فى كتاب التلمود , نجدها تمثل بالنسبة لهم القانون الأساسى واجب التطبيق , ثم يلى ذلك الاجراءات , والوسائل التنفيذية له , أى : ( اللائحة التنفيذية ) وتتمثل هذه فى الخطط , والاجراءات السرية التى تم وضعها وصياقتها لاحقا , مع المتابعة والتعديل اللازم حسب الظروف , وتقلبات الاحوال خلال القرون المنصرمة , والتى نحمد الله سبحانه وتعالى أن قيض لنا اكتشافها لاحقا, والوقوف على حقيقتها , وثبت أنها تعبر تعبيرا صاقا عن كافة بنود : " التلمود "..... وهكذا تم نشرها تحت عنوان : " ( بروتوكولات حكماء صهيون )
    هذا رغما عن المخاطر التى ترتبت على ذلك العمل , وما لقيه وعاناه العالم الكبير, والفارس المقدام ( سرجى نيلوس )... المحقق الأول لها : ( ظهرت أول طبعة لها بالروسية عام 1902 )..... وقد ثبت من خلال تدقيقه وبحثه لبنود الخطة الموضوعة , انها تحققت بالكامل عدا بندا واحدا لم يكتمل تحقيقه حتى ذلك التاريخ وهو البند المتعلق بالأديان والذى يقضى : " بمسحها من على الأرض أو جعلها غير فاعلة "...... وكان أول عمل قام به عملاء ودمى حكماء صهيون ( منفذى ثورة 1917 ) , ان اخضعوه للتعذيب والنفى حتى الموت فى أقاصى سيبريا كما هو معلوم ومحقق .
    (4) ومالنا نذهب بعيدا فى عملية اثبات تنفيذ بنود هذا المخطط السرى , تعالوا معنا نصغى السمع لأبلغ وأعظم شهادة , من أكبر, وأقدر باحث عن الحقيقة , انه العالم والمفكر الكبير الفيلسوف الفرنسى : " رجاء جارودى " فالنستمع اليه يحدثناعن السيطرة الكاملة للصهائنة على وسائل الاعلام والدعاية بأمريكا وأوروبا , نقتطف هنا بعضا من اثباتاته الكثيرة فى هذا الخصوص فى شكل كتب , ومقالات , وحوارات , ..... الخ :
    (1) يقول : " عندما نشر صديقى " فينسنت مونتى " كتابه : " الملفات السرية لاسرائيل " عارضا كشاهد عيان اغتيال الصهائنة ممثل الأمم المتحدة : " الكونت برنادوت " فى القدس لم يكتف الصهائنة بمنع توزيع الكتاب , ولكن دفعوا الناشر الى الافلاس . "
    (2) يقول عن نفسه : " بالنسبة لى شخصيا عندما أنهيت كتابى : " المشكلة الاسرائيلية " لم أستطع أن أجد ناشرا ضمن شركات النشر الكبرى التى سبق أن اشترت منى عبر السنين الكتب : " الأربعين " التى ألفتها – (اضطر بنشره على حسابه ) - ثم أوقف توزيع الكتاب فى : " الولايات المتحدة , وبريطانيا , وفرنسا ) وتلقيت عدة تهديدات بالموت عن طريق البريد , وأقيمت ضدى قضيتان أمام المحاكم , ومنذ ذلك الوقت , منعت من الظهور فى التلفزيون , كما رفض كبار الناشرين شراء كتبى اللاحقة . "
    (3) يقول أيضا : " عندما نشر كتابى : " الاسلام مستقبلنا " اثيرت ضدّى حملة دعاية واسعة بهدف خنق الكتاب , وفى نفس الوقت روجوا الدعاية لتأمين نجاح كتاب آخر ألّفه : " نايبول " وتعامل فيه مع الاسلام كدين : " منقرض " . "
    (4) ويختم الأمثلة قائلا : " عندما تمكنت أخيرا من اعادة نشر كتابى : " المشكلة الاسرائيلية " ووجهت بنفس الرفض لتوزيعه , وبنفس الحملة الدعائية المضادة لى , والمروجة فى ذات الوقت لكتاب : " بيروهوجوز " الذى يحمل عنوان : " Le rad eau de Mohammet “
    ان تلك الاّ غيض من فيض , ولكنها تكشف الحقائق , لأنها تبين : " المقاطعة الصهيونية المنظمة فى وسائل الاعلام ضد أى هجوم على " اسرائيل " أو أى محاولة لاظهار الوجه الحقيقى للاسلام , بالاضافة لترويج واسع النطاق , لأى شىء يسىء للاسلام , ويستهىء به . "

    (من مقال للمفكر الفرنسي جارودى. جريدة الخليج 8/12/1985)

    وفى موضع آخر ينقل لنا هذه الشهادة الدامغة من داخل أمريكا :

    اللوبى الصهيونى فى أمريكا :
    " ..... حسب المصادر الرسمية , فان اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة , هو السيد الأوحد لصناعة السينما فى هوليود , ولشبكات التلفزون الرئيسية ول. 95% من الناشرين الأمريكيين , وهو يتحكم بأصوات (70) سنتورا من أصل مائة , وهو قوى لدرجة أن أحدا لا يمكن أن ينتخب رئيسا لأمريكا دون أن يوافق عليه الصهائنة "

    ( من محاضر التحقيق الذى أجرته لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى التى كان ير أسها حينها السنتور : " فولبرأيت " فهى تكشف الطبيعة الحقيقية لأنشطة التنظيمات الصهيونية فى الولايات المتحدة , وكافة دول الغرب , .... استعرض السنتور المذكور نتائج التحقيق فى برنامج : " واجهة الأمة " فى 7/10/1973 وجمع فى مجلد يحوى 300 صفحة . )

    ( المصدر السابق )

    ............... وفيما يلى نتابع الموضوع :



    قصة اليهود (الأمة القضبية) منهم فى سورة البقرة :
    لقد كان اليهود هم أول من اصطدم بالدعوة في المدينة , وكان لهذا الاصطدام أسبابه الكثيرة . . كان لليهود في يثرب مركز ممتاز بسبب أنهم أهل كتاب بين الأميين من العرب - ( الأوس والخزرج ) - ومع أن مشركي العرب لم يظهروا ميلا لاعتناق ديانة أهل الكتاب هؤلاء , إلا أنهم كانوا يعدونهم أعلم منهم وأحكم بسبب ما لديهم من كتاب . ثم كان هنالك ظرف موات لليهود فيما بين الأوس والخزرج من فرقة وخصام - وهي البيئة التي يجد اليهود دائما لهم فيها عملا ! - فلما أن جاء الإسلام سلبهم هذه المزايا جميعا . . فلقد جاء بكتاب مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه . ثم إنه أزال الفرقة التي كانوا ينفذون من خلالها للدس والكيد وجر المغانم , ووحد الصف الإسلامي الذي ضم الأوس والخزرج , وقد أصبحوا منذ اليوم يعرفون بالأنصار , إلى المهاجرين , وألف منهم جميعا ذلك المجتمع المسلم المتضام المتراص الذي لم تعهد له البشرية من قبل ولا من بعد نظيرا على الإطلاق .
    ولقد كان اليهود يزعمون أنهم : " شعب الله المختار " وأن فيهم الرسالة والكتاب . فكانوا يتطلعون أن يكون الرسول الأخير فيهم كما توقعوا دائما . فلما أن جاء من العرب ظلوا يتوقعون أن يعتبرهم خارج نطاق دعوته , وأن يقصر الدعوة على الأميين من العرب ! فلما وجدوه يدعوهم - أول من يدعو - إلى كتاب الله , بحكم أنهم أعرف به من المشركين , وأجدر بالاستجابة له من المشركين . . أخذتهم العزة بالإثم , وعدوا توجيه الدعوة إليهم : " إهانة واستطالة " !!!!!!!
    ثم إنهم حسدوا النبي [ ص ] حسدا شديدا . حسدوه مرتين: مرة لأن الله اختاره وأنزل عليه الكتاب - وهم لم يكونوا يشكون في صحته - وحسدوه لما لقيه من نجاح سريع شامل في محيط المدينة .
    على أنه كان هناك سبب آخر لحنقهم ولموقفهم من الإسلام موقف العداء والهجوم منذ الأيام الأولى: ذلك هو شعورهم بالخطر من عزلهم عن المجتمع المدني الذي كانوا يزاولون فيه القيادة العقلية والتجارة الرابحة والربا المضاعف ! هذا أو يستجيبوا للدعوة الجديدة . ويذوبوا في المجتمع الإسلامي . وهما أمران - في تقديرهم - أحلاهما مر !
    لهذا كله وقف اليهود من الدعوة الإسلامية هذا الموقف الذي تصفه سورة البقرة , [ وسور غيرها كثيرة ] في تفصيل دقيق , نقتطف هنا بعض الآيات التي تشير إليه . . جاء في مقدمة الحديث عن بني إسرائيل هذ النداء العلوي لهم:(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم . ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟ وأنتم تتلون الكتاب ؟ أفلا تعقلون ؟). . وبعد تذكيرهم طويلا بمواقفهم مع نبيهم موسى - عليه السلام - وجحودهم لنعم الله عليهم , وفسوقهم عن كتابهم وشريعتهم . . ونكثهم لعهد الله معهم . . جاء في سياق الخطاب لتحذير المسلمين منهم:( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ؟ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ؟ أفلا تعقلون ؟). .( وقالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودة . قل:أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ؟ أم تقولون على الله ما لا تعلمون ؟). .( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فلعنة الله على الكافرين). . . ( وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله . قالوا:نؤمن بما أنزل علينا , ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم). . .( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) ..... ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ). . . (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق). . . (وقالوا:لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى . تلك أمانيهم). . . (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). . . الخ الخ .
    وكانت معجزة القرآن الخالدة أن صفتهم التي دمغهم بها هي الصفة الملازمة لهم في كل أجيالهم من قبل الإسلام ومن بعده إلى يومنا هذا . مما جعل القرآن يخاطبهم - في عهد النبي [ ص ] كما لو كانوا هم أنفسهم الذين كانوا على عهد موسى - عليه السلام - وعلى عهود خلفائه من أنبيائهم باعتبارهم جبلة واحدة . سماتهم هي هي , ودورهم هو هو , وموقفهم من الحق, والخلق , هو موقفهم على مدار الزمان ! ومن ثم يكثر الالتفات في السياق من خطاب قوم موسى , إلى خطاب اليهود في المدينة , إلى خطاب أجيال بين هذين الجيلين . ومن ثم تبقى كلمات القرآن حية كأنما تواجه موقف الأمة المسلمة اليوم وموقف اليهود منها . وتتحدث عن استقبال يهود لهذه العقيدة ولهذه الدعوة اليوم , وغدا كما استقبلتها بالأمس تماما ! وكأن هذه الكلمات الخالدة هي التنبيه الحاضر والتحذير الدائم للأمة المسلمة تجاه أعدائها الذين واجهوا أسلافها بما يواجهونها اليوم به من دس وكيد , وحرب منوعة المظاهر , متحدة العقيدة !

    بعد هذا يبدأ السياق جولة واسعة طويلة مع بني إسرائيل - أشرنا إلى فقرات منها فيما سبق - تتخللها دعوتهم للدخول في دين الله وما أنزله الله مصدقا لما معهم مع تذكيرهم بعثراتهم وخطاياهم والتوائهم وتلبيسهم منذ أيام موسى - عليه السلام - وتستغرق هذه الجولة كل هذا الجزء الأول من السورة .
    ومن خلال هذه الجولة ترتسم صورة واضحة لاستقبال بني إسرائيل للإسلام ورسوله وكتابه . . لقد كانوا أول كافر به . وكانوا يلبسون الحق بالباطل . وكانوا يأمرون الناس بالبر - وهو الإيمان - وينسون أنفسهم . وكانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه . وكانوا يخادعون الذين آمنوا باظهار الإيمان وإذا خلا بعضهم إلى بعض حذر بعضهم بعضا من إطلاع المسلمين على ما يعلمونه من أمر النبي وصحة رسالته ! وكانوا يريدون إن يردوا المسلمين كفارا . وكانوا يدعون من أجل هذا أن المهتدين هم اليهود وحدهم - كما كان النصارى يدعون هذا أيضا - وكانوا يعلنون عداءهم لجبريل - عليه السلام - بما أنه هو الذي حمل الوحي إلى محمد دونهم ! وكانوا يكرهون كل خير للمسلمين ويتربصون بهم السوء . وكانوا ينتهزون كل فرصة للتشكيك في صحة الأوامر النبوية ومجيئها من عند الله تعالى - كما فعلوا عند تحويل القبلة - وكانوا مصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين . كما كانوا مصدر تشجيع للمشركين .
    ومن ثم تتضمن السورة حملة قوية على أفاعيلهم هذه ; وتذكرهم بمواقفهم المماثلة من نبيهم موسى - عليه السلام - ومن شرائعهم وأنبيائهم على مدار أجيالهم . وتخاطبهم في هذا كأنهم جيل واحد متصل , وجبلة واحدة لا تتغير ولا تتبدل .
    وتنتهي هذه الحملة بتيئيس المسلمين من الطمع في إيمانهم لهم , وهم على هذه الجبلة الملتوية القصد , المؤوفة الطبع . كما تنتهي بفصل الخطاب في دعواهم أنهم وحدهم المهتدون , بما أنهم ورثة إبراهيم . وتبين أن ورثة إبراهيم الحقيقيين هم الذين يمضون على سنته , ويتقيدون بعهده مع ربه ; وأن وراثة إبراهيم قد انتهت إذن إلى محمد [ ص ] والمؤمنين به , بعد ما انحرف اليهود وبدلوا ونكلوا عن حمل أمانة العقيدة , والخلافة في الأرض بمنهج الله ; ونهض بهذا الأمر محمد والذين معه . وأن هذا كان استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - وهما يرفعان القواعد من البيت :( ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك , وأرنا مناسكنا , وتب علينا , إنك أنت التواب الرحيم . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم , إنك أنت العزيز الحكيم )

    الصورة الثانية فهي تتمثل في صفات الكافرين , ومقومات الكفر في كل أرض وفي كل حين:
    (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون . ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم , وعلى أبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم). .
    وهنا نجد التقابل تاما بين صورة المتقين وصورة الكافرين . . فإذا كان الكتاب بذاته هدى للمتقين , فإن الإنذار وعدم الإنذار سواء بالقياس إلى الكافرين . إن النوافذ المفتوحة في أرواح المتقين , والوشائج التي تربطهم بالوجود وبخالق الوجود , وبالظاهر والباطن والغيب والحاضر . . إن هذه النوافذ المفتحة كلها هناك , مغلقة كلها هنا . وإن الوشائج الموصولة كلها هناك , مقطوعة كلها هنا:
    (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)....... ختم عليها فلا تصل إليها حقيقة من الهدى ولا صدى .
    (وعلى أبصارهم غشاوة). . فلا نور يوصوص لها ولا هدى . ! وقد طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم وغشي على أبصارهم جزاء وفاقا على استهتارهم بالإنذار , حتى تساوى لديهم الإنذار وعدم الإنذار .
    إنها صورة صلدة , مظلمة , جامدة , ترتسم من خلال الحركة الثابتة الجازمة . حركة الختم على القلوب والأسماع , والتغشية على العيون والأبصار . .
    (ولهم عذاب عظيم). . وهي النهاية الطبيعية للكفر العنيد , الذي لا يستجيب للنذير ; والذي يستوي عنده الإنذار وعدم الإنذار ; كما علم الله من طبعهم المطموس العنيد .
    (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل , ويفسدون في الأرض . أولئك هم الخاسرون). .
    فأي عهد من عهود الله هو الذي ينقضون ؟ وأي أمر مما أمر الله به أن يوصل هو الذي يقطعون ؟ وأي لون من الفساد في الأرض هو الذي يفسدون ؟
    لقد جاء السياق هنا بهذا الإجمال لأن المجال مجال تشخيص طبيعة , وتصوير نماذج , لا مجال تسجيل حادثة , أو تفصيل واقعة . . إن الصورة هنا هي المطلوبة في عمومها . فكل عهد بين الله وبين هذا النموذج من الخلق فهو منقوض ; وكل ما أمر الله به أن يوصل فهو بينهم مقطوع ; وكل فساد في الأرض فهو منهم مصنوع . . إن صلة هذا النمط من البشر بالله مقطوعة , وإن فطرتهم المنحرفة لا تستقيم على عهد ولا تستمسك بعروة ولا تتورع عن فساد . إنهم كالثمرة الفجة التي انفصلت من شجرة الحياة , فتعفنت وفسدت ونبذتها الحياة . . ومن ثم يكون ضلالهم بالمثل الذي يهدي المؤمنين ; وتجيء غوايتهم بالسبب الذي يهتدي به المتقون .
    وننظر في الآثار الهدامة لهذا النمط من البشر الذي كانت الدعوة تواجهه في المدينة في صورة اليهود والمنافقين والمشركين ; والذي ظلت تواجهه وما تزال تواجهه اليوم في الأرض مع اختلاف سطحي في الأسماء والعنوانات !
    (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه). .
    وعهد الله المعقود مع البشر يتمثل في عهود كثيرة: إنه عهد الفطرة المركوز في طبيعة كل حي . . أن يعرف خالقه , وأن يتجه إليه بالعبادة . وما تزال في الفطرة هذه الجوعة للاعتقاد بالله , ولكنها تضل وتنحرف فتتخذ من دون الله أندادا وشركاء . . وهو عهد الاستخلاف في الأرض الذي أخذه الله على آدم :-


    (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أمر اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )27
    كما سيجيء : ( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). ........ وهو عهوده الكثيرة في الرسالات لكل قوم أن يعبدوا الله وحده , وأن يحكموا في حياتهم منهجه وشريعته . . وهذه العهود كلها هي التي ينقضها الفاسقون . وإذا نقض عهد الله من بعد ميثاقه , فكل عهد دون الله منقوض . فالذي يجرؤ على عهد الله لا يحترم بعده عهدا من العهود .
    (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل). .
    والله أمر بصلات كثيرة . . أمر بصلة الرحم والقربى . وأمر بصلة الإنسانية الكبرى . وأمر قبل هذا كله بصلة العقيدة والأخوة الإيمانية , التي لا تقوم صلة ولا وشيجة إلا معها . . وإذا قطع ما أمر الله به أن يوصل فقد تفككت العرى , وانحلت الروابط , ووقع الفساد في الأرض , وعمت الفوضي .
    (ويفسدون في الأرض). .
    والفساد في الأرض ألوان شتى , تنبع كلها من الفسوق عن كلمة الله , ونقض عهد الله , وقطع ما أمر الله به أن يوصل . ورأس الفساد في الأرض هو الحيدة عن منهجه الذي اختاره ليحكم حياة البشر ويصرفها . هذا مفرق الطريق الذي ينتهي إلى الفساد حتما , فما يمكن أن يصلح أمر هذه الأرض , ومنهج الله بعيد عن تصريفها , وشريعة الله مقصاة عن حياتها . وإذا انقطعت العروة بين الناس وربهم على هذا النحو فهو الفساد الشامل للنفوس والأحوال , وللحياة والمعاش ; وللأرض كلها وما عليها من ناس وأشياء .
    إنه الهدم والشر والفساد حصيلة الفسوق عن طريق الله . . ومن ثم يستحق أهله أن يضلهم الله بما يهدي به عباده المؤمنين .
    الوحدة الثالثة آياتها:40 - 74 موضوعها: قصة بني إسرائيل ونكثهم عهد الله وحرمانهم من الخلافة فى الأرض
    ابتداء من هذا المقطع في السورة يواجه السياق بني إسرائيل , وأولئك الذين واجهوا الدعوة في المدينة مواجهة نكرة ; وقاوموها مقاومة خفية وظاهرة ; وكادوا لها كيدا موصولا , لم يفتر لحظة منذ أن ظهر الإسلام بالمدينة ; وتبين لهم أنه في طريقه إلى الهيمنة على مقاليدها , وعزلهم من القيادة الأدبية والاقتصادية التي كانت لهم , مذ وحد الأوس والخزرج , وسد الثغرات التي كانت تنفذ منها يهود , وشرع لهم منهجا مستقلا , يقوم على أساس الكتاب الجديد . . هذه المعركة التي شنها اليهود على الإسلام والمسلمين منذ ذلك التاريخ البعيد ثم لم يخب أوارها حتى اللحظة الحاضرة , بنفس الوسائل , ونفس الأساليب , لا يتغير إلا شكلها ; أما حقيقتها فباقية , وأما طبيعتها فواحدة , وذلك على الرغم من أن العالم كله كان يطاردهم من جهة إلى جهة , ومن قرن إلى قرن , فلا يجدون لهم صدرا حنونا إلا في العالم الإسلامي المفتوح , الذي ينكر الاضطهادات الدينية والعنصرية , ويفتح أبوابه لكل مسالم لا يؤذي الإسلام ولا يكيد للمسلمين !
    ولقد كان المنتظر أن يكون اليهود في المدينة هم أول من يؤمن بالرسالة الجديدة ويؤمن للرسول الجديد ; مذ كان القرآن يصدق ما جاء في التوراة في عمومه ; ومذ كانوا هم يتوقعون رسالة هذا الرسول , وعندهم أوصافه في البشارات التي يتضمنها كتابهم ; وهم كانوا يستفتحون به على العرب المشركين .
    وهذا الدرس هو الشطر الأول من هذه الجولة الواسعة مع بني إسرائيل ; بل هذه الحملة الشاملة لكشف موقفهم وفضح كيدهم ; بعد استنفاد كل وسائل الدعوة معهم لترغيبهم في الإسلام , والانضمام إلى موكب الإيمان بالدين الجديد . نجد فى هذا الدرس نداء علوي جليل إلى بني إسرائيل , يذكرهم بنعمته - تعالى - عليهم ويدعوهم إلى الوفاء بعهدهم معه ليوفي بعهده معهم , وإلى تقواه وخشيته ; يمهد بها لدعوتهم إلى الإيمان بما أنزله مصدقا لما معهم . ويندد بموقفهم منه , وكفرهم به أول من يكفر ! كما يندد بتلبيسهم الحق بالباطل وكتمان الحق ليموهوا على الناس - وعلى المسلمين خاصة - ويشيعوا الفتنة والبلبلة في الصف الإسلامي , والشك والارتياب في نفوس الداخلين في الإسلام الجديد . ويأمرهم أن يدخلوا في الصف . فيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويركعوا مع الراكعين , مستعينين على قهر نفوسهم وتطويعها للاندماج في الدين الجديد بالصبر والصلاة . وينكر عليهم أن يكونوا يدعون المشركين إلى الإيمان , وهم في الوقت ذاته يأبون أن يدخلوا في دين الله مسلمين !
    ثم يبدأ في تذكيرهم بنعم الله التي أسبغها عليهم في تاريخهم الطويل . مخاطبا الحاضرين منهم كما لو كانوا هم الذين تلقوا هذه النعم على عهد موسى - عليه السلام - وذلك باعتبار أنهم أمة واحدة متضامنة الأجيال , متحدة الجبلة . كما هم في حقيقة الأمر وفق ما بدا من صفاتهم ومواقفهم في جميع العصور !
    ويعاود تخويفهم باليوم الذي يخاف , حيث لا تجزيء نفس عن نفس شيئا , ولا يقبل منها شفاعة , ولا يؤخذ منها فدية , ولا يجدون من ينصرهم ويعصمهم من العذاب .
    ويستحضر أمام خيالهم مشهد نجاتهم من فرعون وملئه كأنه حاضر . ومشهد النعم الأخرى التي ظلت تتوالى عليهم من تظليل الغمام إلى المن والسلوى إلى تفجير الصخر بالماء . . ثم يذكرهم بما كان منهم بعد ذلك من انحرافات متوالية , ما يكاد يردهم عن واحدة منها حتى يعودوا إلى أخرى , وما يكاد يعفو عنهم من معصية حتى يقعوا في خطيئة , وما يكادون ينجون من عثرة حتى يقعوا في حفرة . . ونفوسهم هي هي في التوائها وعنادها وإصرارها على الالتواء والعناد , كما أنها هي هي في ضعفها عن حمل التكاليف , ونكولها عن الأمانة , ونكثها للعهد , ونقضها للمواثيق مع ربها ومع نبيها . . حتى لتبلغ أن تقتل أنبياءها بغير الحق , وتكفر بآيات ربها , وتعبد العجل وتجدف في حق الله فترفض الإيمان لنبيها حتى ترى الله جهرة ; وتخالف عما أوصاها به الله وهي تدخل القرية فتفعل وتقول غير ما أمرت به ; وتعتدي في السبت , وتنسى ميثاق الطور , وتماحل وتجادل في ذبح البقرة التي أمر الله بذبحها لحكمة خاصة . . .
    وهذا كله مع الإدعاء العريض بأنها هي: " وحدها المهتدية ; وأن الله لا يرضى إلا عنها , وأن جميع الأديان باطلة وجميع الأمم ضالة عداها " ..... ! مما يبطله القرآن في هذه الجولة , ويقرر أن كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا من جميع الملل , فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون . .
    حكمة الحديث المطول عن اليهود :
    هذه الحملة - سواء ما ورد منها في هذا الدرس وما يلي منها في سياق السورة - كانت ضرورية أولا وقبل كل شيء لتحطيم دعاوى يهود , وكشف كيدها , وبيان حقيقتها وحقيقة دوافعها في الدس للإسلام والمسلمين . كما كانت ضرورية لتفتيح عيون المسلمين وقلوبهم لهذه الدسائس والمكايد التي توجه إلى مجتمعهم الجديد , وإلى الأصول التي يقوم عليها ; كما توجه إلى وحدة الصف المسلم لخلخلته وإشاعة الفتنة فيه .
    ومن جانب آخر كانت ضرورية لتحذير المسلمين من مزالق الطريق التي عثرت فيها أقدام الأمة المستخلفة قبلهم , فحرمت مقام الخلافة , وسلبت شرف القيام على أمانة الله في الأرض , ومنهجه لقيادة البشر . وقد تخللت هذه الحملة توجيهات ظاهرة وخفية للمسلمين لتحذيرهم من تلك المزالق كما سيجيء في الشطر الثاني منها .
    وما كان أحوج الجماعة المسلمة في المدينة إلى هذه وتلك . وما أحوج الأمة المسلمة في كل وقت إلى تملي هذه التوجيهات , وإلى دراسة هذا القرآن بالعين المفتوحة والحس البصير , لتتلقى منه تعليمات القيادة الإلهية العلوية في معاركها التي تخوضها مع أعدائها التقليديين ; ولتعرف منها كيف ترد على الكيد العميق الخبيث الذي يوجهونه إليها دائبين , بأخفى الوسائل , وأمكر الطرق . وما يملك قلب لم يهتد بنور الإيمان , ولم يتلق التوجيه من تلك القيادة المطلعة على السر والعلن والباطن والظاهر , أن يدرك المسالك والدروب الخفية الخبيثة التي يتدسس فيها ذلك الكيد الخبيث المريب . . .

    توجيهات قرآنية لليهود:
    (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم , وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم , ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ؟ أفلا تعقلون ؟ واستعينوا بالصبر والصلاة , وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين . الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم , وأنهم إليه راجعون ).
    إن المستعرض لتاريخ بني إسرائيل ليأخذه العجب من فيض الآلاء التي أفاضها الله عليهم , ومن الجحود المنكر المتكرر الذي قابلوا به هذا الفيض المدرار . . وهنا يذكرهم الله بنعمته التي انعمها عليهم إجمالا , قبل البدء في تفصيل بعضها في الفقر التالية . يذكرهم بها ليدعوهم بعدها إلى الوفاء بعهدهم معه - سبحانه - كي يتم عليهم النعمة ويمد لهم في الآلاء:
    (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم , وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم). .
    فأي عهد هذا الذي يشار إليه في هذا المقام ؟ أهو العهد الأول , عهد الله لآدم: (فإما يأتينكم مني هدى , فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). . ؟ أم هو العهد الكوني السابق على عهد الله هذا مع آدم . العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه:أن يعرفه ويعبده وحده لا شريك له . وهو العهد الذي لا يحتاج إلى بيان , ولا يحتاج إلى برهان , لأن فطرة الإنسان بذاتها تتجه إليه بأشواقها اللدنية , ولا يصدها عنه إلا الغواية والانحراف ؟ أم هو العهدالخاص الذي قطعه الله لإبراهيم جد إسرائيل . والذي سيجيء في سياق السورة:(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن , قال:إني جاعلك للناس إماما , قال:ومن ذريتي ؟ قال:لا ينال عهدي الظالمين). . ؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله على بني إسرائيل وقد رفع فوقهم الطور , وأمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة والذي سيأتي ذكره في هذه الجولة ؟
    إن هذه العهود جميعا إن هي إلا عهد واحد في صميمها . إنه العهد بين الباريء وعباده أن يصغوا قلوبهم إليه , وأن يسلموا أنفسهم كلها له . وهذا هو الدين الواحد . وهذا هو الإسلام الذي جاء به الرسل جميعا ; وسار موكب الإيمان يحمله شعارا له على مدار القرون .
    ووفاء بهذا العهد يدعو الله بني إسرائيل أن يخافوه وحده وأن يفردوه بالخشية:
    (وإياي فارهبون). .

    والى هنا لا يسعنا الاّ أن نختم بالآية الكريمة :

    (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . ))

    [email protected]
    23/9/2012

    ............... والى الرسالةة (39)
                  

العنوان الكاتب Date
من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد12-18-14, 01:08 PM
  Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد12-23-14, 10:48 AM
    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد12-28-14, 10:12 AM
      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-03-15, 01:25 PM
      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-07-15, 11:33 AM
        Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-07-15, 11:46 AM
          Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-11-15, 11:14 AM
            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-15-15, 03:11 PM
            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-20-15, 12:37 PM
  Re: من أين جاء هولاء أبو الحسين01-11-15, 11:40 AM
    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-12-15, 02:11 PM
      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد01-31-15, 01:38 PM
        Re: من أين جاء هولاء اخلاص عبدالرحمن المشرف02-01-15, 04:36 AM
        Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد02-05-15, 01:21 PM
          Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد02-09-15, 02:31 PM
            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد02-16-15, 12:04 PM
              Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد02-20-15, 09:18 AM
                Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد02-28-15, 03:58 PM
                  Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-06-15, 11:02 AM
                    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-08-15, 12:32 PM
                      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-15-15, 02:06 PM
                        Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-18-15, 12:22 PM
                          Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-23-15, 12:04 PM
                            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد03-29-15, 02:33 PM
                              Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد04-02-15, 10:49 AM
                                Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد04-08-15, 12:00 PM
                                  Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد04-15-15, 02:05 PM
                                    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد04-19-15, 02:49 PM
                                      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد05-04-15, 02:37 PM
                                        Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد08-06-15, 04:21 PM
                                          Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد08-11-15, 10:58 AM
                                            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد08-25-15, 08:20 AM
                                              Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد08-28-15, 11:16 AM
                                                Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد09-05-15, 10:31 AM
                                                  Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد09-11-15, 09:20 AM
                                                    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد09-20-15, 02:01 PM
                                                      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد09-29-15, 10:50 AM
                                                        Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد10-05-15, 09:25 AM
                                                          Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد10-15-15, 11:51 AM
                                                            Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد10-24-15, 01:36 PM
                                                              Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد10-31-15, 11:57 AM
                                                                Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد11-07-15, 12:18 PM
  Re: من أين جاء هولاء azhary taha11-11-15, 00:22 AM
    Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد11-12-15, 09:59 AM
      Re: من أين جاء هولاء عوض سيد أحمد11-17-15, 02:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de