نموذج للصحافة فى زمن الانقاذ

Quote: إشراقة مصطفى كتبت: في غياب الصحافة المسئولة وتحمل مسئوليتها الاجتماعية كسلطة مستقلة يمكن ان نصل الى اول خيوط التحليل عن وضعية الصحافة من خلال المكتوب في بعض الصحف. (اسوار).. كان لها ان تحصر الظاهرة بين قوسين ثم تبدأ تسليط الضوء عليها والبحث عن الاسباب وكيفية الحلول. (اسوار) لا لتفتح افقا للإنسان بل لتجرمه وتضيق عليه الخناق.. سوى تم ذلك بوعى او من غير وعى.. محتوى يقوم على تجريم خاصة تجاه النساء وفى النساء بائعات الشاي ومعروف ان اغلبهن نزحن بسبب الحروب والافقار لا يهمني هنا من قال ولكن ماذا قالت وكيف ولمن؟ ما الهدف من محتوى هذه (الاسوار)؟ لفت الرأي العام (لظاهرة) وصلت الى (نهايتها) سريعا عبر هذا العمود الصحفي؟ كيف تم عرض الموضوع ومحتواه؟ قسمت الصحفية الاستاذة سهير عبدالرحيم ستات الشاي الى اثنين. نساء يسعن للرزق الكريم واخريات سمتهن (سمسارات الاجساد), اذن هناك ظاهرة بدأت واضحة من البداية عبر كتابة اقرب الى الخيال, ليس ذلك الخيال المستشرق للواقع الافضل بل خيال أصابني شخصيا حين قرأته بحالة من الاستياء, واسئلة ينبغي طرحها بافتراض ان ما ذكرته الصحفية الكريمة سهير عبدالرحيم (صحيح) على ماذا استندت؟ اين الادلة والبراهين والتي هي سند علمي لأى عمل أعلامي؟ شارع النيل ملاذ للترفيه عن النفس ولنساء يسعن للرزق فكيف تحول هذا الشارع.. شارع النيل الذى شهد على مشاعرنا الانسانية بكل تناقضاتها على احلامنا بالتغيير وعلى اصوات الهتافات العالية وعلى بريق امل العشاق لبناء بيوتهم المؤمله بالرفقة الآمنة. هو شارع النيل الذى ظل شاهدا على الطفولة المشردة وهم يغسلون العربات الفارهة بأياديهم الصغيرة دون ان يرف للمسئولين رمشة ضمير شارع النيل الذى حفظ احلام خطاوى الخريجين والخريجات بحثا عن عمل كريم وافق يكون سوره عند المسئولية الاجتماعية ومسئولية الكلمة. هو شارع النيل الذى تحول عبر هذه (الاسوار) الى مسرحا (للتجريم) وبناء اسوار حقيقية ليس من حقي التشكك في نوايا الصحفية ولكن من حقي كقارئة اولا وكإعلامية ثانيا ان انتقد نقدا هدفه البناء وليس الهدم. ليس فادحا تناولها الامر كظاهرة ولكن الفادح الوصول الى نتائج دون سند علمي وموضوعي؟ فكيف امسكت خيوط كل هذا (التجريم) لنصل وبضربة كيبورد الى ان شارع النيل صار مسرحا (لسمسرة الاجساد) والشاي المنعنع صار رمزا (لجريمة اخرى) و (القهوة باللبن) اشارة الى (السمسرة في جسد رجل). السؤال يعلو لمصلحة من هذا (التجريم)؟ كيف تحصلت على كل هذه المعلومات وهى ليست (فى المباحث) بل صحفية من المفترض ان يتكامل دورها مع (مباحث) يهمها فى الاساس الانسان. هل نلوم كاتبة هذه الاسوار؟ ام نلوم من ضيقوا الخناق على الصحافة المسئولة التي تسعى دوما للانحياز للإنسان وتكون صوته في كل احوال الطقس السياسي؟