نساء كوستي

Quote: إلى أمي عائشة حامد ترى لماذا لا أستطيع أن أكتبك الآن؟ وعمرك يا خضراء نساء زمانك سيمفونية تصنع فى العالم موزارت آخر فقط لتعلمي بأنك كل فخري يا من علمتني أول الدروس عن حبل المقاومة الطويل إني أحبك لأنك الشمس التي تسطع بها هامتي وبعد …… لم أكن بحاجة إلي الثامن من مارس الذي أرخ لنضال المرأة فى العالم أن تداهمني نساء تلك المدن والقرى السودانية إلا أن الثامن من مارس يصحو بانتباه كلما تتعثر خطواتي باتجاه نساء خمرن عجينه الحياة وبهرنها معاناة وصمودا ومضن دون أن يؤرخ لهن، مغيبات فى تاريخنا الرسمي . فى كل مدينة وفى كل قرية مئات من النساء العظيمات، رسمن شموسهن على جدران تلك المدن والأرياف ومضن وحكاياتهن تندثر دون أن نحفظها ونحكيها لأجيالنا، دون أن نحكى بان الثامن من مارس أرخن له أيضا نساء من بلادنا دون أن تطعم صورهن وحكاياتهن الرأي العام المحلى والعالمي. ودون أن نكتبهن. فشفاهة الحكاية نجترها كلما مرت أعياد صارت رسمية كالثامن من مارس. منذ أن أعلنت صرختي الأولى للعالم فى ذاك الحي الفقير فى الحلة الجديدة بكوستى وأسئلة كينونتي ووجودي كامرأة تمطرني بوابل الإجابات العصية وتحاصرني بالبحث عن طريق يأخذ فيه الصراع الحياتي شكلا ومضمونا آخر.نعرف من الحكايات ما نفخر به، ما يثرى علومنا الإنسانية بالتحليل الرصين لواقعنا وواقع حركاتنا النسائية.