مآسى المغترب السودانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2014, 06:27 AM

يوسف أبو صالح
<aيوسف أبو صالح
تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 635

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مآسى المغترب السودانى (Re: يوسف أبو صالح)

    اخليكم مع المقالة دى شوية لغاية ما ارجع ان شاء الله
    شاهدت فى بعض افلام الحياة البرية تحركات قطعان الجاموس البرى فى هجرتها السنوية تخوض الاوحال وتقتحم الادغال متدافعة فتندق اعناق بعضها ويموت بعضها فى الزحام فاذا نجت من ذلك كانت السباع والضوارى فى انتظارها.وهى بذلك فى صراع ابدى يكون البقاء فيه للاقوى او للمحظوظ فى نهاية المطاف.فمر بخاطرى اثناء ذلك مصطلح (الطيور المهاجرة) الذى يطلق على المغتربين فقلت والله ان هذا المنظر المذكور انسب لحالهم وان مصطلح (الجواميس المهاجرة) اقرب لمآلهم لفرط ما يناطحون من اجل البقاء. وقديما كنت آسى واحزن واستاء لمنظر المهاجرين الكبار (الشياب) وبمروور الزمن ادركت ان اكثرهم مثلى هاجروا شبابا ثم طال عليهم الامد.وكنت فى اول عهد الاغتراب كتبت ابياتا لزميل عزيز بالسودان قلت فيها :

    وقضيت خامسة السنين وما اشتريت (أُليف) طوب

    فرد على جافا ساخرا قائلا (وقاعد تسوى شنو؟) ووكيلك الله لحق بى بعد ذلك باعوام ولايزال يصارع والله اعلم كم ألف طوب اشترى؟ اما ابيات الشعر فما رأيت مؤهلا فى الغربة يعمل مضطرا فى غير حقل تاهيله الا تذكرت قول ابن مفرغ:


    وما كنت حجاما ولكني أحلني. بمنزلة الحجام بعدى عن الأهل

    فالغربة ذل وكربة.وما جلب الهم والغم لآكثر المغتربين الا مهنة (الراعي) التى جعلت اكثر حامليها زورا يعملون حجامين وان لم يكونوا حجامين بين اهليهم. وليس لآحد منهم حجة الا (ايه رماك على المر قال الامر منه) ومع ان فى تراثنا قناعة وتنفيرا من الغربة حتى فضلوا الموت عليها من النجعة وسكنة الغربة--افضل لى دفنة التربة). ولكن لعل بعض الذين ركبو موجة الهجرة كانوا مدفوعين بجانب من التراث يدعو الى الاغتراب ايضا ابتداءا بابيات الامام الشافعى المشهورة (سافر تجد عوضا عمن تفارقه) وقول الاخر (سافر ففى الاسفار خمس فوائد),و(اذا نبا بك منزل فتحول),و(خير البلادما حملك), بل بعضها يحارب حب الوطن علنا ويدعو للهجرة :

    حبك الاوطان عجز ظاهر فاغترب تلقى عن الاهل بدل

    وبعضها يدعو الى الاستكانة والخضوع:

    اذا نلت فى ارض معاشا وثروة فلا تكثرن منها النزاع الى الوطن
    فما هى الا بلدة مثل بلدة وخيرهما ما كان عونا على الزمن

    نعم ربما صادف بعض النس نجاحا فى غربته وهم قليل ولكن دارت الدائرة على كثيرين ممن لم يكونو محتاجين للهجرة اصلا ولكن جرفهم التيار والمظاهر الخادعة فلا طالو بلح الشام ولا عنب اليمن بل تردوا بعد العز برداء المهانة.فكم من مهاجر فى هذا الزمان كان ملء السمع والبصر فى وطنه فان لقيته فى المهجر استغربت كيف هاجر هذا وامثاله خصوصا الجيل الحديث من ابناء المشايخ والاعيان والاثرياء (ابناء العز) .فمعظمهم كان فى بلده تبرا فاصبح ترابا وكان عودا عطرا فعاد اشبه بدخان الطندب ولئن كان المتنبى قال : (وكل مكان ينبت العز طيب) فإنا نقول :

    العز مطلوب وملتمس واعزه ما كان فى الوطن

    ووالله ما قرأت ابيا الشاعر القديم الا تخيلت انه ما قالها الا فى السودانيين الذين اصبحوا من بين شعوب الدنيا هم خلفاء الخضر عليه السلام فى تدويخ البلاد , اسمع قوله:

    بكل بلاد بل بكل مظنة اخو امل منا يحاول مطمعا
    كأنا خلقنا للنوى وكأنما حرام على الايام ان نتجمعا
    أليس هذا هو حالنا ؟

    والمصيبة ان وصف مرارات الغربة لايقنع ولايسر الذين لم يجربوا الاغتراب ولا يصغى اليه الراغبون فيه,فلا يرون قائل مثل هذا الكلام الا حاسدا او حاقدا او عديم مروءة لا يريد المساعدة حتى تحملهم الامواج الى اللجة وهناك يستبين النصح ويبدا صراع النجاة حيث لاينفع الندم,ويدخلون فى المسلسلات التى لاتنتهى كمسلسلات امريكا الجنوبية المدبلجة.والناس لا يرحمون المغترب ولا يعذرونه وهو عندهم كما يقول البحارة (مجبور الريس يجيب الريح من (قرونه) . اصيب احدهم بارتفاع ضغط الدم فاستغربت لانه لايحمل مؤهلات هذا المرض , فقال ان السبب (زعلة) . فقد اجتمع فى اول اجازته مع خاصته من اخوانه واقاربه واخبرهم انه مفلس وانما جاء به السواق واستدان تكاليف السفر ليزور هم ويبر والديه ولايملك شيئا يساعد به احدا ابدا. قال فتفرقوا ثم صار كل واحد منهم يختلس غفلة الاخرين ويدخل عليه قائلا : ( القمرية ما بتعذر التقا ) . انا اوضاعى كذا وكذا واريد المساعدة . فيقول يعنى انتو ما مصدقين كلامى,فيقولون : نحن مصدقين لكن ( حجر الضبعة ما بخلا من العضم ) قال والله كدت (اطرشق ) ومنذ تلك الاجازة صنفت فى المصابين بمرض العظماء. ولا يخلو الامر احيانا من طولة لسان احيانا فقد ذكر بعضهم انه ارسل مبلغا لقريبه فطلت مدة وصوله وكرر السؤال عنه فلما ( زهج ) المرسل اليه قال له بكل ( مساخه ) : ( والله قروشك دى لو كنت ارسلتها على ظهر نملة لكانت وصلت ) . وقد يتعرض بعضهم للاستنزاف فقد ذكروا ان مغتربا كافح واشترى قطعة ارض ثم اوكل من يتولى بناءها من اهله واصبح يحول ( التحويل فى ضنب التحويل ) حتى كل ومل فقال للوكيل : ياخى باختصار البنيان وصل وين ؟ فقال يعنى ارتفع من الاساسات قدر متر . فرد عليه بحزم شديد : خلاص اعرشوه ( اسقفوه ) .
    ولا يسلم المساكين من الابتزاز خصوصا ابتزاز بنى جلدتهم , فكل من يقدم خدمة او سلعة اذا عرف ان الزبزن مغترب فانه سينبذ كل موروث الاصالة والذمة والورع فى سبيل الفوز بكمشة من مال هذا المسكين كأنه ( ما ضاربو حجر دغش ) فى هذا المال . اوقف احدهم سيارة الافراج المؤقت بعيدا ولكن البايع رآه ( كحلو ) , ثم وقف ينتظر حتى بايع الزبون الموجود سأله عن سعر الطماطم فأعطاه السعر مضاعفا فاحتج المسكين يا اخى انت هسع بعت للزول القدامى ده بى ربع القيمة , فرد عليه ببرود : والافراج داك ما ليهو قيمة ؟.

    ومن اوهام الناس عندنا انهم يظنون ان كل مغترب غنيا وكل راكب سيارة انما جلبها معه ترفا وهم لا يعلمون ان من ياتى بالسيارة لا يملك سيارة فى السودان , وان هذه السيارة ستعينه على تحركات اسرته ومواصلة ارحامه وترفع عنه ابتزاز سيارات الاجرة وتوفر له وقت الاجازة القصير. وانه لما ( ضرب بتشديد الراء) قيمة التذاكر لاسرته المباركة وتكاليف الرحلة وجد ان السفر بالبر اوفر له والا فما ضرورة ركوب البحر لساعات قد تقارب العشرين احيانا فى عارات ( بواخر ) عديمة الاهلية ( حدفه ) عليها تشجيع الناقل الوطني ( الخطوط البحرية السودانية ) وقد جربتها وارجو الا اجربها ثانية رغم ما يشاع من تحسن اضاعها. ثم اذا خرج من البحر وقع فى طريق لا يخلو من خطورة ووعورة , ثم يقع المسكين فى سلسلة الرسوم والجبايات المتتابعة. وبعضها همبته صريحة فقد استوقفنا احد العساكر فى منطقة مقطوعة فاشفقنا عليه فاقتطعنا له شيئا من ( زوادتنا ) فرفض واعترض طريقنا مطالبا بملابس واشياء اخرى!


    ويمتد مسلسل الابتزاز حتى لمن يشاركونهم الغربة فانك ما تدخل على صاحب متجر لسلعة سودانية الا وجدت جشعا وطمعا بغيضا حتى ان السلعة احيانا لتباع باضعاف ثمنها وما ذلك الا تعويضا لعقدة الوهم القائل بان المغترب يدفع ولا يهتم. او رغبة فى الثراء السريع الذى بدل ( اخلاقيات ) السودانيين فاصبحت فئات كثيرة منهم تعج بها سجون الخليج خاصة بسبب التزوير والاخلاس والمسكرات وبيع الشرف
    وغير ذلك مما لم يكن للسودانيين به سابق عهد. لآن الذين اغتربوا فى بادىء الامر كانوا مؤهلين ثم جاءت افواج اخرى فى الوقت الضايع ابتدأ معها الخلل من داخل السودان حيث افلتوا بالرشوة والتزوير والغفلة من اوضاع لا تسمح لهم بمغادرة السودان ثم كان ما كان.
    ومصيبة المغترب الكبرى ان دائرة همومه تبدأ فى الاتساع كلما تقدم الزمن وكلما طال امد اغترابه فتشمل الابناء والزوجة اذا كانوا مقيمين معه, الابناء تلقى بهم رياح التعليم فى اغتراب اخر دخل الوطن بعيدا عن الوالدين . والسعيد من كان قريبا من بقية اسرته من جدود وحبوبات ونحوهم. اما البقية فتتناهبها الداخليات والمطارات جيئة وذهابا. فيطير من عقل الاب ما لا يرجع اليه ابدا من هموم الغربتين المضاف اليها ضغوط العمل وهواجس ( التفنيش ) وشبح رسوم التعليم الخاص الذى يكتوى به اكثر المغتربين تحقيقا لرغبات الابناء ونزولا قسريا للوائح التعليم والقبول الجائرة. علاوة على الجبايات من زكاة لا تجب على اكثرهم وضرائب ورسوم وغيرها ثم هموم بقية الاسرتين فى الداخل والخارج. ولا تخلو الزوجة بالتاكيد من الهموم نفسها فان بقيت مع الزوج تقطعت كبدها على المغتربين فى الوطن ومن ابنائها . وان حزمت امتعتها وقررت العودة الى الوطن بقى قلبها مع الزوج ان كان وحده او كانت معه بقية من فلذات كبدها اضافة الى ما ينتظرها هناك من ( البهدلة ) ووظيفة الامومة والابوة فى وقت واحد اى معادلة معقدة هذه؟! هذا اذا لم يطارد المرأة شبح اخر اصبح عظيم الخطر فان المرأة كلما تقدمت بها السن ازدادت وتيرة الغيرة عندها والرجل تزداد عنده وتيرة الحنين الى الشباب. وربما اصابته الوحشة فيطمح فيمن يبدد تلك الوحشة فان فكر فى الزواج وليس مستبعدا فتلك الطامة الكبرى.
    تعطلت سيارة احدهم مرة فتبرع بعض زملائه فى العمل بإيصاله الى منزله وفى الطريق عرف منه ان اسرته كلها فى السودان بحجة تعليم العيال. فقال له : اذن هذه فرصة ما دمت عازبا تناول معى الغداء . فقال له : لا ياخى انا بعد الاولاد الكبار سافروا سويت لى واحدة تانى ( تزوج ) . وهذا تطبيق للمثل القائل ( كان غلبك سدها وسع قدها ).

    د ابراهيم القرشى
                  

العنوان الكاتب Date
مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 04:53 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 04:58 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 05:10 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 05:17 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 05:40 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 05:57 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 06:08 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 06:27 AM
    Re: مآسى المغترب السودانى خضر الطيب10-22-14, 09:36 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 10:41 AM
    Re: مآسى المغترب السودانى د.يوسف محمد طاهر10-22-14, 11:07 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 11:02 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 02:17 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-22-14, 08:09 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-23-14, 05:34 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-26-14, 04:45 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح10-26-14, 05:03 AM
    Re: مآسى المغترب السودانى عبدالعزيز عثمان11-01-14, 05:45 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى عز الدين ادريس محمد11-01-14, 11:32 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-02-14, 08:27 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-02-14, 08:37 PM
    Re: مآسى المغترب السودانى ملهم كردفان11-02-14, 10:05 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-03-14, 11:42 AM
    Re: مآسى المغترب السودانى باسط المكي11-03-14, 02:07 PM
      Re: مآسى المغترب السودانى Mandingoo11-03-14, 03:16 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-04-14, 04:06 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-04-14, 04:10 AM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-04-14, 05:26 PM
    Re: مآسى المغترب السودانى عوض محمد احمد11-04-14, 06:17 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-06-14, 05:51 PM
  Re: مآسى المغترب السودانى يوسف أبو صالح11-06-14, 06:00 PM
    Re: مآسى المغترب السودانى عبدالعزيز الفاضلابى11-20-15, 07:09 PM
      Re: مآسى المغترب السودانى صلاح جادات11-24-15, 10:16 PM
        Re: مآسى المغترب السودانى محمد الكامل عبد الحليم11-25-15, 02:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de