بيان عاجل من القوات المسلحة

Quote: كانوا ضمن (200) جندي يرافقون قوات أممية الجيش : إحتسبنا (22) فرداً وقيادات بالحركة تفتعل الأزمات في أبيي .. منكريوس للخارجية: الإعتداء خرق واضح لإتفاق السلام أعلنت القوات المسلحة أمس، أبيي منطقة حرب، وأكدت إستشهاد (22) فرداً من قواتها، وإصابة وفقدان آخرين في هجوم شنه الجيش الشعبي على قواتها وقوات الأمم المتحدة (يونميس) قرب منطقة (أبيي) أثناء إعادة إنتشار القوات المشتركة بين الشمال والجنوب. واتهم الجيش، (3 - 4) قيادات في الحركة الشعبية بإشعال الأزمات في أبيي، وقال: إذا تم تحجيم هذه القيادات لانتهت مشكلة أبيي. وزاد: نحن نعرفهم ولا نريد ذكر أسمائهم. وفي المقابل نفى الجيش الشعبي، إستهداف وقصف القوات المسلحة، وقال إنها محاولة منه لإجتياح أبيي بالقوة وإحتلالها والإستيلاء عليها وفق خطة كان ينقصها المبرر فقط، وكشف عن قصف للقوات المسلحة في أبيي أمس، على خلفية الأحداث بمنطقة وجود قوات الجيش الشعبي. فيما إستدعت وزارة الخارجية هايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، وأبلغته بإعتداءات الجيش الشعبي. ووصفت الأمم المتحدة الإعتداء بأنه خرق واضح لإتفاق السلام وجريمة كبرى في حق قواتها. وقال اللواء ركن صديق عامر نائب رئيس هيئة الإستخبارات والأمن بالقوات المسلحة، إن قوات الجيش الشعبي نصبت كميناً وأطلقت النار بلا مقدّمات أمس الأول على سريتين من الجيش قوامهما نحو (200) عسكري لدى تحركهما خارج أبيي إنفاذاً لإتفاق إعادة إنتشار القوات المشتركة بين الشمال والجنوب. وأوضح عامر في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع أمس، أن القوات المسلحة كانت برفقة قوات أممية على متن ست ناقلات تابعة للقوات الدولية وأربع تابعة للجيش. وقال عامر، إن القوات المسلحة بدأت أمس، عملية واسعة لإجلاء الجرحى والمصابين الذين تفرّقوا بعد الهجوم في المنطقة. وأبدى رفضه لتوصيف القوات الدولية، القوات المهاجمة بأنها مجهولة، وقال إن البعثة الدولية تعلم أن المنطقة لا توجد بها أية (قوات مجهولة)، وزاد: ولا يوجد في أبيي سوى القوات المشتركة وقوات الجيش الشعبي. وأكد عامر أن القوات المسلحة لن تسكت على (العدوان الآثم)، وستحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، وقال: أبيي منطقة حرب بمعنى الكلمة، وهناك إطلاق نار والغابات تشتعل بالنيران. وأشار إلى أن أربع سيارات إستطاعت الخروج من منطقة إطلاق النار بسلام عليها ثلاثة جنود فقط من مجموع سريتين تضمان أكثر من مائتي جندي، بينما لا تزال ثلاث سيارات أخرى مفقودة. وأكد أن عربة مشاة تم تدميرها بالكامل وكل من على متنها لقوا مصرعهم. واتهم رئيس هيئة الإستخبارات (3 - 4) قيادات في الحركة الشعبية بإشعال الأزمات في أبيي، وقال: إذا تم تحجيم هذه القيادات لانتهت مشكلة أبيي. وزاد: نحن نعرفهم ولا نريد ذكر أسمائهم. وفي المقابل، نفى العقيد فيليب أقوير الناطق الرسمي بإسم الجيش الشعبي، إتهام القوات المسلحة لجيش الجنوب بالقصف، وقال لـ (الرأي العام) أمس، (الإتهام دا ما صحيح)، وأضاف: ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي والموجودة هي الوحدات المشتركة وشرطة أبيي. وأوضح أنه أثناء إنسحاب القوات المسلحة المشاركة في الوحدات المشتركة، وقع إطلاق نار من مصدر غير معروف من قافلة للقوات المشتركة المنسحبة من أبيي برفقة قوات الأمم المتحدة مما أدى لإطلاق نار عشوائي في منطقة (دكرة) الواقعة على بُعد أربعة كيلومترات من أبيي، وأضاف أن القوات المسلحة (تحضِّر لإحتلال أبيي وتجهز القوات الموالية لها، والآن نقلوا قواتهم شمالاً بعد أن أكملوا تحضيراتهم لإحتلال أبيي)، وزاد: الجيش كان يدبر ويخطط لإجتياح أبيي، ويريد المبرر فقط. وأكد أن القوات المسلحة قصفت ظهر أمس مناطق عديدة بالقرب من أبيي، وفي مناطق وجود الجيش الشعبي بالقوات المشتركة، وأوضح أنه قصف مناطق (أوداج، تاج اللي، لو، ماكير، نوونق وشمال أقوك) في مناطق شمال وجنوب وغرب أبيي، وقال إن الجنوب أبلغ قوات الأمم المتحدة بالمنطقة حول هجوم القوات المسلحة. من ناحيته أكد بنجامين مريال وزير الإعلام بحكومة الجنوب، أن القوات المسلحة قصفت منطقة أبيي كرد فعل على إتهامها للجيش الشعبي بالإعتداء على قوة تابعة للقوات المسلحة شمال أبيي أمس الأول، ونفى وجود قوات للجيش الشعبي بالمنطقة، وأوضح أنها ضمن القوات المشتركة. إلى ذلك، قال صلاح الدين ونسي وزير الدولة بوزارة الخارجية للصحفيين أمس، إن الإعتداء يمثل خرقاً واضحاً لإتفاقية السلام الشامل، وأضاف: الإعتداء يُعد الثاني في سلسلة خروقات الحركة لإتفاق السلام، وأوضح أن ممثل الأمم المتحدة أكد خلال اللقاء أن الإعتداء الذي قام به الجيش الشعبي عمل إجرامي، إستهدف عناصر القوات المسلحة وجنود بعثة الأمم المتحدة. وأضاف وزير الدولة بالخارجية، أن الإعتداء يمثل أيضاً خرقاً لإتفاقية كادوقلي بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، التي أسهمت في إزالة التوتر خلال الفترة الماضية في منطقة أبيي. وقال ونسي، إن الخارجية تُدين هذا العمل العدواني والإجرامي، وإن وزارته ستقوم بتحركات مع الدول الراعية لإتفاقية السلام والأمم المتحدة حتى تتم محاسبة الضالعين في الإعتداء الآثم ومنع تكراره مستقبلاً وصولاً للتنفيذ الأمثل لإتفاقية السلام. وفي السياق، قال هايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، إن الإعتداء الذي وقع على القوات المسلحة والأمم المتحدة في منطقة أبيي يُعد خرقاً واضحاً لإتفاق السلام وجريمة كبرى في حق الأمم المتحدة. وأوضح للصحفيين عقب إستدعائه بوزارة الخارجية أمس، أن الهجوم يمثل خرقاً لإتفاقية كادوقلي الموقّعة بين حكومتي الشمال والجنوب بشأن أبيي، وقال إن الهجوم وقع في منطقة تبعد حوالي (10) كلم شمال أبيي تسيطر عليها إدارية المنطقة، وأضاف أن الأمم المتحدة تدين بشدة الهجوم، وكشف عن تحقيق يجرى حالياً لتقديم مرتكبي الإعتداء للعدالة. وقال منكريوس، إن الأمم المتحدة تؤكد دعم مساعي السلام في أبيي ولن يؤثر عليها الحادث، وزاد: نحن على ثقة، كما أننا تلقينا تطمينات أن حكومة السودان ستظل ملتزمة بإتفاقية كادوقلي بشأن أبيي. وأكد إلتزام الأمم المتحدة بمساعدة الطرفين في تنفيذ إتفاقية كادوقلي الرامية لإحداث السلام والإستقرار بالمنطقة. وفي السياق أدانت بعثة الأمم المتحدة بشدة، الهجوم على قافلتها في منطقة (داكورا) الخاضعة لنفوذ قوات الجيش الشعبي في أبيي. وقالت البعثة في بيان لها أمس، إن الهجوم وقع على قافلة تضم مائتي جندي من القوات المشتركة المدمجة من منسوبي القوات المسلحة، وفقاً لتنفيذ خطة إتفاقية كادوقلي الموقعة بين الطرفين. ووصف البيان الهجوم بالإجرامي، وقال: (الهجوم بمثابة تَعدٍ سَافرٍ على بعثة الأمم المتحدة، ونطالب الأطراف بضرورة التحقيق الفوري في الحادث وتقديم الجُناة للعدالة)، وأشار البيان إلى أن الحادث متعمد، ودعا الأطراف للإضطلاع بمسؤولياتهم تجاه إتفاقية السلام الشامل وإتفاق كادوقلي، وحذّر من مَغَبّة إنزلاق الأطراف في حرب جديدة، وأكد ضرورة الحفاظ على مَا تمّ من إنجازٍ وعدم السماح للأحداث بأن تخرج عن مسارها. من جهته وصف الحريكة محمد عثمان أمير عموم المسيرية، الأوضاع في أبيي بالمتفجرة والمفتوحة على الإحتمالات كافة، في أعقاب الإشتباكات التي وقعت بين القوات المسلحة والجيش الشعبي، واعتبر تطور الأمر لإشتباكات بالمنطقة بأنه (دخل الحوش). وقال الحريكة لـ (الرأي العام) أمس، إن المنطقة في حالة تأهب تام من الأطراف كافة. واتهم الحركة الشعبية بمحاولة إحتلال أبيي وسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، وأكد جاهزية قبيلته للقتال حال تم الإعتداء عليهم، وزاد: نحن لا نتدخل فيما يحدث الآن لكونه أمراً يخص الدولة، وهي قادرة على الرد وأخذ حقها. وقال: لو حصل إشتباك مع المسيرية (سيكون الأخير في تاريخ أبيي).