أهـم الأحداث فــــــــــــــي الصحف السودانية

Quote: المكياج المبكر.. من سرق الطفولة..؟ ماما تهاني أدتنا كلام إنو الروضة تهذيب ونظام.. أهزوجة بريئة يرددها الأطفال في رياض الأطفال، تكسوهم البراءة وخفة الروح، يتنادون بها في برنامجهم الصباحي وعلى محياهم كل مفردات المتعة.. وهم يتعلمون أولى مفاتيح الحياة (التهذيب والنظام) وتتبارى الرياض في حشد أكبر الأهازيج لتوسيع نافذة الانضمام إلى (حيشانها)، الأمر لم يتوقف عند الأناشيد، بل تطور إلى آخر تقليعات الأثاث العصري، والمنافسة في استلاف أدوات التعليم المستورد (شي أمريكاني، وآخر بريطاني).. دون أن يكون من دواعي هذا (السفور المعماري) النظر إلى مخرجات الرياض التربوية. أمي بتضحك بس شكاوي عديدة تتبعها زفرات حرى خرجت من مسؤولي هذه الرياض، المتهم فيها الأسرة السودانية، حيث أفصحت آخر الظواهر أن عدداً من الأطفال يأتون إلى الروضة وهم (آخر مكياج)، ومنكير وأحياناً (أحمر شفاه)..!! الطفلة ناريمان قالت: ماما هي البتعمل لي الكُحل دا.. ورانية قالت: أختي الكبيرة لما تلبس ماشة الجامعة بتعمل لي معاها منكير.. ولكن لينا أشارت وعلى وجهها ضحكة بريئة وقالت: أنا بشوف أمي وأخواتي بعملوا كدا، ولما يمشوا بسرق حاجاتهم وبجلبط بيها وشي، وبمشي الروضة وماما لما تشوفني بتضحك بس..!! حفلات التخرج أشار مسؤولو رياض الأطفال أن ما رشح من سلوكيات جديدة كان وقودها الأطفال، تعد ظواهر خطيرة ستنسف بنية المجتمع السوداني من أخمص قيمه، وهي في مجملها غير مقبولة وتعمل على سرقة طفولة هؤلاء الأطفال، حيث أتضح هذا الأمر جلياً في حفلات وكرنفالات تخريج رياض الأطفال، وفيها تتعمد الأسر إظهار طفلتهم بأبهى (كاتلوجات التبرج)، خصوصاً أن هذا التخريج يكون موثقاً ومؤرشفاً بالفيديو وكاميرات التصوير الفوتوغرافي.. فتحرص الأسر على تزيين الأطفال بمكياجات تتعدى أعمارهم بكثير..!! مراكز التجميل متهمة يقول خبراء الاجتماع إن هذا الأمر يأتي من داخل أسرة الطفلة، حيث يسمح لها ذووها بمشاركتهم أدوات المكياج دون كوابح يجب أن تُفرض على هذه السن، وما ظهر مؤخراً اضافة إلى المكياج، ما يسمى بـ(حُمى جمال الطفولة)، حيث قالت احدى مسؤولات مراكز التجميل إن الأطفال يأتون إلى المركز مع أهلهم (ليدلعوا انفسهم)، خصوصاً في المناسبات العائلية كأعياد الميلاد والأعراس، دون أن تكون هناك أية بادرة رفض من والدة الطفلة أو ولي أمرها، حيث تشارك الطفلة والدتها أو شقيقتها الكبرى مزايا التجميل مثل تصفيف الشعر وتزيين الحواجب، إلى البودرة والبدكير. وتضيف (س.م) مديرة احد مراكز التجميل إن الأمر مربح مادياً، حتى أصبح يتم عمل (مساج) وحمام بخار للطفلة حتى تكون مودرن ومتفاعلة مع أقرانها ومتفوقة عليهم في الرشاقة والنظافة..!! أمر مؤسف الأستاذة نجوى عبد الرحمن المرشدة الاجتماعية التي طافت على عدد من هذه الرياض، أوضحت أن هذه الظاهرة آخذة في الازدياد، و(على واسع شوية) في الرياض المرفهة والتي تنحو نحو الحداثة التربوية، في أن هذه الصالونات ومراكز التجميل تجعل الأطفال يركزون على (تقليعات) يجب ألا تمثل أهمية في هذه السن الصغيرة، وتضيف: إن بعض أصحاب هذه المراكز يقولون إن ما يقومون به تحت وصايا واشراف ولي أمر الطفلة، وان هذه الخطوات التجميلية سوف تساعد الأطفال على تنظيف بشرتهم بشكل (استايل). والحقيقة التي تقولها نجوى إن الأمر ليس كذلك بسبب أن معظم مستحضرات التجميل (تطفح) بالمركبات الكيمائية والسموم العضوية، فالمراكز (عينها على الجيب)، هذا إذا أشرنا إلى ارتفاع تكاليف وأسعار المعالجات الجمالية في هذه المراكز. وتنوه نجوى إلى أن اظهار مفاتن الطفلة منذ صغرها وتعويدها على التبرج أمر مؤسف، فهذه أمور يجب مناقشتها وتعلمها في البيت بصورة تناسب الأعمار وليس في صالونات التجميل..!! الفضائيات السبب ما اجتاح هذه الأسر (المخملية) واستلافها لعادات وتقاليد لا تتماشى مع رسوخ أنماطنا المجتمعية يعود بشكل منه إلى الانفتاح الفضائي وإلى استيراد المناهج الغربية في رياض الأطفال-رغم أن الغرب لا يسمح بذلك في رياضه- وأن قنوات الأزياء التي تعرضها الفضائيات و(بحلقة) الأسرة في تفاهاتها على نسق مجاراة الموضة، لهو جبل الجليد المخفي الذي يقرر الكيفية التي يقوم عليها بدءاً البراعم وعصافير الجنة..!! http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=750&id=59183