أهـم الأحداث فــــــــــــــي الصحف السودانية

Quote: سيناريوهات ما بعد الإستفتاء لمسلمي جنوب السودان.. «2-2» قُدمت هذه الورقة في ندوة نظمها مركز «دراسات الاسلام والعالم المعاصر» بحي الرياض- الخرطوم، في 28أغسطس 2010م وخلصت الورقة إلى أن الوقت قد فات بالنسبة لمسلمي جنوب السودان ككتلة ليطالبوا بأية مسئولية تجاه حق تقرير المصير لجنوب السودان .. غير أن مسلمي جنوب السودان بوسعهم كأفراد وعلى نحو طوعي ان يلعبوا دوراً مهماً في إدارة تقرير المصير عن طريق المشاركة والتنوير والمراقبة والتقييم والتدخلات العلمية والانذار المبكر من جانب علماء مسلمي جنوب السودان. .... بقلم: د. جعفر جمعة* * أستاذ الاحصاء المساعد ومدير مركز التعليم عن بعد بجامعة جوبا والغرض من هذه الورقة تشجيع البحث القائم على المعرفة للحواجز التي تعترض الاسلام في جنوب السودان والتي يمكن ان تجعل ازالتها اصوات مسلمي جنوب السودان مسموعة حول العديد من القضايا التي تؤثر عليهم. حرية العبادة لمسلمي جنوب السودان في الجنوب: هذا القسم والاقسام التي تليه طرحت للنقاش من جانب معد هذه الورقة خلال مجموعة نقاش نظمتها جمعية «النوبة والملكية» للرعاية الاجتماعية في حي السلمة والحاج يوسف بالخرطوم. وقد شارك في النقاش «18» شخصاً من الشباب والطلاب والموظفين الحكوميين وموظفي وكالات الأمم المتحدة والأكاديميين وبعض كبار السن من جمعية «النوبة والملكية» وبعد نقاش ساده التوتر ثم التوصل إلى النتائج التالية: * البيئة وجميع المجتمعات تقريباً في جنوب السودان ليست صديقة تماماً للدين الإسلامي. * ليست هنالك أدنى حماية للاسلام والمسلمين في جنوب السودان. * أطفال مسلمي جنوب السودان في مدارس الجنوب غير مسموح لهم بقراءة القرآن خلال طابور الصباح، في حين أنه يسمح لأطفال المسيحيين بأداء صلواتهم في الطابور. * الاجتماعات العامة غير الدينية او الاجتماعات القبلية التي يكون فيها المسلمون أعضاء نشطين تفتتح عادة بتراتيل وصلوات مسيحية من الانجيل. * ليس هناك تعايش ديني في جنوب السودان فيما عدا الاقارب والاصدقاء. إلا أن ثمة نوعاً من التعايش الديني موجود في أعالي النيل الكبرى وبحر الغزال مقارنة بالاستوائية. لولا المسلمون اليوغنديون والكينيون وتأثيرهم على جنوب السودان فإن المسلمين في الاستوائية لن يكون لهم سوى تأثير ضئيل أو لا تأثير على الاطلاق في المنطقة. وفي رأيي ان هذه النتائج تعتبر وقائع مهمة لتحذير المانحين الاسلاميين والحكومات والمتعاطفين من مغبة تعاونهم ودعمهم لحكومة السودان. أما في المؤسسات السياسية فإن مسلمي جنوب السودان يشاركون لانهم يمثلون مجتمعاتهم القبلية. ويجب ان نضع في الحسبان بأن الاسلام لا يُعطى سياسياً أي اعتبار في جنوب السودان، بالرغم من ان مسلمي جنوب السودان يعود لهم الفضل في انشاء جميع المدن الرئيسية في الجنوب تقريباً وهي التي تعرف عادة بالملكية وليس بوسعهم ان يكونوا ممثلين للمدن الصغيرة التي انشأها اسلافهم. ومسلمو جنوب السودان ليسوا جزءاً من سلطات اتخاذ القرارات او وضع السياسات في جنوب السودان. فكم لدى المسلمين من أصل «746» مقعداً لجنوب السودان في المجالس التشريعية الوطنية والتابعة لحكومة جنوب السودان و الحكومات الولائية؟ فإذا كان أعوان د. لام أكول وجورج أتور وكثيرون غيرهم متهمون بأنهم يتلقون الدعم من حزب المؤتمر الوطني للتعامل مع قضيتهم في جنوب السودان فلماذا لا يكون الامر كذلك بالنسبة لمسلمي جنوب السودان؟ أليست لديهم قضية سياسية؟ مسئوليات مسلمي جنوب السودان تجاه تقرير المصير مسلمو جنوب السودان غير معترف بهم ولم تحاول حكومتا الوحدة الوطنية وجنوب السودان توحيد مسلمي جنوب السودان في مجلس واحد إلا خلال حملة الانتخابات العامة الأخيرة تحت مجلس يسمى المجلس الاسلامي لجنوب السودان يتولى الإشراف عليه اللواء الطاهر بيور رئيساً أعلى للمجلس.. واللواء عبد الباقي رئيساً للمجلس ودون ذلك فإن مسلمي جنوب السودان غير معترف بهم اجتماعياً وثقافياً وسياسياً من حكومة جنوب السودان. وكما ذكرنا من قبل فإن مسلمي جنوب السودان ليسوا جزءاً من صنع القرارات أو وضع السياسات. والمعروف ان تقرير المصير نتاج لاتفاقية السلام الشامل. فهو قضية سياسية. وحقيقة ان مسلمي جنوب السودان ليس لديهم سوى القليل في مدخلات اتفاقية السلام الشامل مقارنة بالمسيحيين فإنهم لا يستطيعون المطالبة بالمسئولية في نظام للحكم نشأ عن اتفاقية السلام الشامل، وعليه فإنه بالنسبة لمسلمي جنوب السودان فإن اتفاقية السلام الشامل لا تحمل سوى القليل من الشرعية والفعالية نسبة للطبيعة الخاصة للعملية التي جاءت بها. * ويمكن القول بأن غالبية الأقلية المسلمة في جنوب السودان تعتقد بأن تقرير المصير لجنوب السودان ليس الخيار الأفضل لصون حقوق الانسان بالنسبة لهم كقوم مقهورين ولن تضمن للدولة الجديدة في جنوب السودان السلام والامن للدولتين. ولذلك فإنه وعلى ضوء هذه الحقائق فإن الوقت قد فات بالنسبة لمسلمي جنوب السودان ككتلة في الجنوب لأن تطالب بأية مسؤولية تجاه تقرير المصير لشعب جنوب السودان. غير أنه يمكن لهم فرادي وعلى نحو طوعي ان يلعبوا أدواراً مهمة في ادارة تقرير المصير عن طريق المشاركة والتنوير والمراقبة والتقييم والتدخلات العلمية والانذار المبكر من جانب علماء مسلمي جنوب السودان. ولا شك أنه من واجبنا كمسلمين في جنوب السودان أن نجعل صوتنا مسموعاً في العديد من القضايا التي تؤثر على الاسلام والمسلمين في الجنوب حتى يتسنى لنا عكس الصعوبات التي قد تجابهنا في سودان موحد او منفصل. مسلمو جنوب السودان خلال فترة ما بعد الاستفتاء: السيناريوهات المتوقعة للعلاج: القضية الأولى: السيناريوهات المتوقعة إذا كانت النتيجة وحدة السودان: * مسلمو جنوب السودان والاستوائيون قاطبة سوف يكونون راغبين عن ممارسة حقوقهم السياسية .وأولئك الموجودون خارج جنوب السودان مثل النازحين واللاجئين قد يترددوا في العودة إلى أوطانهم وذلك لحقيقة ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ستظل وحدها تحكم جنوب السودان بذات الطريقة التي حكمت بها خلال الفترة الانتقالية. * البيئة السياسية لمسلمي جنوب السودان في الجنوب وأنظمة سياسات التعليم وحرية العبادة والمشاركة في حكومة جنوب السودان من جانب مسلمي جنوب السودان ستظل كما هي. * سياسيو ومثقفو جنوب السودان سوف يصبحون أكثر ارتباكاً من الناحية السياسية والدينية. القضية الثانية: السيناريوهات المتوقعة إذا كانت نتيجة الاستفتاء هي الانفصال: * استمرار الاسلام كديانة رئيسية في جنوب السودان سيكون عرضة للتهديد وسوف يتعرض مجتمع مسلمي جنوب السودان للتفكيك وسوف تضمحل الدعوة. * التاريخ سوف يعيد نفسه: ما حدث في جنوب السودان خلال حقبة الثلاثينيات أي أن سياسة جنوب السودان سوف تغيرها حكومة جنوب السودان. النتائج والإجراءات العلاجية للعمل: * على حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان إجراء فهم متعمق لديناميات الاسلام في جنوب السودان. * على حكومة جنوب السودان ترقية الاسلام في جنوب السودان عبر البنى الموجودة في المجتمعات. * تمكين ودعم مسلمي جنوب السودان ومؤسساتهم. * على مسلمي جنوب السودان عبر علمائهم ومجتمعاتهم في الشتات ان ينشئوا ويديروا المدارس الخاصة ومدارس العون الذاتي في جميع انحاء جنوب السودان على ان يتم ذلك بصفة عاجلة. * الأيدلوجية الاسلامية في جنوب السودان يجب التعامل معها في سياق السياسة العربية الافريقية. * على مسلمي جنوب السودان السعي لإقامة مؤسسات البحث الاكاديمي والمؤسسات التعليمية في جنوب السودان. http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=750&id=59153