أهـم الأحداث فــــــــــــــي الصحف السودانية

Quote: جواز مرور للدار الأخرة .. أخطاء الروشتات أخطاء الروشتات الطبية خطاأ يتكرر بصورة مزعجة ولافتة للنظر أما بإعطاء مريض دواء غير مناسب، أي دون الأخذ في الاعتبار لما هو ممكن لحالة المريض قبل اعطائه دواء يؤدي بحياته أو يزيد على علته علة أخرى لم تكن في الحسبان وهو الذي أتى للاستشفاء بعد رحلة وإنفاق وصرف نقدي كانت نهايته «الصيدلية» عبر ورقة تبدو له كالطلاسم لا يفك شفرتها إلا الصيدلي فتصبح الحروف قارورة دواء أو أقراصاً من الحبوب.. فالورقة التي يناولها المريض للصيدلي تعد بمثابة جواز مرور «للدار الفانية» في أحيان كثيرة «الرأي العام» تناولت اخطاء «الروشتات» وما بين الصيادلة والأطباء وصمت المجلس الطبي كان هذا التحقيق: ..... حكاية «س» لم تعد «س» قادرة على إحتمال ألم الصداع النصفي الذي يداهما بين فترة وأخرى بعد ان فشلت جميع المسكنات في ابطال نوباته المزعجة الذي قررت «س» عرض حالتها على الطبيب الذي أكد لها عبر تشخيصه ان حالة الصراع الذي تأتيها عبارة عن نوع الصداع الذي يعرف «بالشقيقة» وكتب لها قرصين فقط من الحبوب.. حملت «س» الروشتة وذهبت ناحية الصيدلية.. القى الصيدلي نظرة على الروشة ثم ناولها الصيدلي آخر بجواره كان كلاهما يحاول قراءة ما كتبه الطبيب دون فائدة.. فرد الصيدلي الروشتة لـ «س» وطلب منها الرجوع للطبيب الذي كتب الروشتة لتوضيح الوصفة بصورة أفضل خرجت «س» والوسواس بدأ يملأ رأسها المتألم .. بعد أن دخلها الشك في صحة العلاج.. حالة «س» كشفت ان الروشتة غير واضحة الكتابة مما احدث نوعاً من اللبس في صحة ما كتب.. روشتة «س» ادرك خطأها في ساعته.. ولكن هنالك من هم وقعوا ضحايا لروشتة خطأ كانت نهايته الموت أو الخروج بعاهة. الصيدليات تعج بالمرضى في حراك لا يهدأ حتى ساعات متأخرة من الليل.. كثير من المواطنين تقل عندهم الثقافة الطبية إن لم تكن معدومة تماماً عند صرفهم لأي دواء. المواطن عبد القادر أحمد يتهم الاطباء بعدم المبالاة بحياة المواطن البسيط والدليل على ذلك هو عدم تمليكه كافة المعلومات لتأثير العقار الموصف بحسب قوله ما حدث له عند تناوله لأحد المضادات الحيوية حيث لم ينبهه الطبيب ولا الصيدلي للتأثيرات الجانبية وان العقار يتعارض مع شرب الحليب مما أحدث له «أسهالاً» شديداً سبب له أعياء فاضطر لمراجعة طبيب آخر وعنده اتضح ان السبب هو تناول الحليب بعد أخذ الجرعة مباشرة.. وصفات علاجية قاتلة روشتات خطأ وصفات علاجية تقود للموت.. إذن كيف تحدث تلك الأخطاء؟ الدكتور «ياسر ميرغني عبد الرحمن» الصيدلي والأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك طرقنا باب صيدليته لنضع أمامه مسألة «أخطاء الروشتات» فجاء حديثه وهو يقول ان المهن الطبية مهن متكاملة لذا استغرب جداً تحميل الطبيب المعالج للصيدلي مسئولية تشخيصه الخاطئة باعتبار أن الصيدلي هو صمام الأمان الأول للاخطاء التي ترد في روشتة الطبيب ويكشف ياسر بأنه قام بتعديل أكثر من روشتة بها اخطاء كتلك الأدوية التي لا تصرف للمرأة الحامل أو المرضع أو التي لديها حساسية من انواع معينة من الأدوية وقد فات الطبيب ان يسألها لاستعجاله أو لكثرة زبائنه.. فالأمر يستوجب التزاماً بسيطاً تجاه المريض بمنحه الزمن الكافي.. وذكر ياسر طرق وقوع خطأ الروشتات مثل صرف الأدوية التي تتعارض مع بعضها البعض فلا يصح صرفها لمريض واحد كقطرات العيون لمريض «الربو». تعنت الأطباء وفي كشفه لخطأ الروشتات يصوب ياسر سهام الاتهام لبعض الاطباء وتبرئة بعضهم وهم من يستجيبون لتوجيه الصيدلي أما الفئة الأولى يتعنتون ويصرون على الخطأ كما حدث في فترة سابقة.. داخل إحدى المستشفيات التعليمية في الخرطوم ذلك بأن قام طبيب بكتابة روشتة لدواء يستخدم لزيادة سيولة الدم وكتب الطبيب جرعة كبيرة.. هنا قام الصيدلي بتعديل الجرعة ولكن اصر الطبيب على الجرعة الموصوفة.. رفض الصيدلي اعطاء المريض الدواء إلا بعد كتابة تعهد من الطبيب المعالج.. ثم صرف الدواء ومات المريض بعد يومين. يقول ياسر أن هنالك بعض الاطباء يكتبون روشتة بطريقة غير واضحة ويحدث حولها جدل خاصة ان هنالك بعض الصيدليات ليس بها صيادلة فيواجهون صعوبة في قراءة الروشتة. تهاون المجلس وقوع الخطأ الطبي بات من المسائل الشائعة ولكن ماذا فعلت جمعية حماية المستهلك تجاه هذه الاخطاء؟ أكد دكتور ياسر من خلال كشفه لما يحدث من اخطاء وشكاوى المرضى بانها ترفع من الجمعية للمجلس الطبي وتتضمن مخالفات الاطباء واشهرها شكوى ضد غش في التخصص المطبوع على الورقة مطالباً المجلس بضرورة مراجعة ترويسة روشتات الاطباء وأن يعي المواطنين بضرورة التبليغ عن كل خطأ طبي وذلك لتجويد الخدمة وليس لادانة أحد كما ينبغي على مقدمي الخدمة من الاطباء والمستشفيات الخاصة بضرورة المحافظة على حقوق المرضى وتطبيق وثيقة حقوق المرضى متهماً المجلس الطبي بالتهاون مع بعض الأطباء في حين أنه يجب التعامل بحسم عندما يكون الحسم مطلوباً كل ذلك لتجويد الخدمة. خطأ شائع على مقربة من إحدى الصيدليات الكبيرة في وسط الخرطوم كانت حركة المرضى أو ذويهم لا تهدأ مما يوضح أن المرض ليس له فترة سكون أي فترة تعافي لعامة الناس.. فأسرّة المرضى بالمستشفيات يبرحها مريض ليحل مكانه آخر وهكذا تمضي تلك الدوامة في داخل تلك الصيدلية، كنا نحاول ان نقطع على الصيدلي حركته في بيع الدواء ليجيب علي تساؤلنا المطروح: أين الخطأ في الروشتات؟ في البدء تعرفنا عليه فهو دكتور عثمان مكي- صيدلي جاء حديثه متفقاً مع د. ياسر في ان اخطاء الروشتات في الصرف تكون غالباً من الكتابة غير الواضحة فيتم صرف الدواء غير المقصود ليحدث بعد ذلك الخطأ لذا لا بد من كتابة الروشتة كتابة واضحة ومن الافضل ان تكون مطبوعة.. لان الخطأ الشائع في الروشتات هو خطأ الكتابة أما إذا كان الخطأ في صرف الدواء والروشتة واضحة الكتابة فهذا يدل على أن الذي قام بصرف الداء ليس هو الصيدلي أو من غير المسموح لهم بصرف الدواء.. ويوضح عثمان ان استبدال الدواء المكتوب في الروشتة باخر مثله مع اختلاف الاسم التجاري لا يعتبر خطأ كما ان كتابة الروشتة بالعربي ساعدت على وقوع الخطأ. رأي الأطباء الصيادلة يتهمون الاطباء ويحملونهم مسئولية خطأ الروشتة المكتوبة بصورة غير واضحة إذن ما هو رأي الاطباء في ذلك الاتهام؟. ود. كامل أحمد عبد الله اختصاصي باطنية لا ينفي وجود اشكالية في الروشتات تكمن في عدم وضوح الخطأ إضافة إلى انه ينبغي كتابة الاسم الكيميائي للدواء ثم كتابة الاسم التجاري ولكن احياناً يكتب الاطباء الاسم التجاري للدواء على أساس الثقة في الشركة المصنعة له ويسوق كامل اعترافاً بان الجرعات احياناً تكتب بدون مراعاة وكما هو معلوم ان الطبيب يكتب الروشتة إذا كان من العموميين أو الامتياز وبالتالي يتفاوت الخطأ. ويرى كامل ان في حال تغيير الاسم التجاري مع ثبوت المادة الكيميائية من قبل الصيدلي لا يسمى خطأ رغم انه يقابل بالرفض أحياناً أو بالقبول أما في حال تغيير المادة الكيميائية فهذا يعد خطأ صيدلانياً لا يغتفر. واتفق د. كامل مع عثمان في ان الخطأ في الروشتات الشائع في السودان هو خطأ الكتابة. قانون حماية المرضى أحد الاطباء علق على تلك القضية بقوله ان مسألة اخطاء الروشتات في السودان ظاهرة تستوجب الوقوف لان المواطن بات يخشى الخطأ الطبي أكثر من المرض نفسه وقال ان الغموض يحيط بهذه القضية لأنه لا توجد هنالك احصاءات دقيقة لدى وزارة الصحة داخل جهازها المعني بهذا الأمر كما ان المواطن ساعد في ذلك لتسليمه بالقضاء والقدر ولو ان المسألة.. وجدت طريقها في كيفية التعامل مع الخطأ لقلت نسبته تدريجياً ولكن ما يحدث هنا ان المواطن لا يعرف أين هي حقوقه بمعنى ان قانون حماية المرضى معلق فقط داخل الحوائط في مكاتب المسئولين بدلاً من خروجه للمواطن لتعرف كل جهة ما لها وما عليها خاصة وان منظمة الصحة العالمية صدر لها تقرير في مايو 2007م يحوي شروطاً للوقاية من الاخطاء الطبية وهي عدم الخلط بين الادوية المتشابهة من حيث الشكل واللفظ وتحديد هوية المرض وتوفير جميع المعلومات الخاصة بالمريض عن حالته. صمت المجلس اتجهنا نحو المكان الذي يعد بمثابة الجهة المسئولة عن أي خطأ طبي - أي المجلس الطبي - وحاولنا أكثر من مرة مقابلة رئىسه علنا نجد اجابات شافية لاستفهامات واتهامات حملناها إليهم لتكملة هذا التحقيق ولكننا ولاكثر من شهر خابت كل محاولاتنا بالفشل لنترك الاستفهام مفتوحاً على آخره.. هل لدى المجلس الطبي شكاوى موثقة باحصاءات دقيقة عن اخطاء الروشتات؟ وكيف تعامل مع الشكاوى التي رفعت إليه؟ وأي دور يتبعه المجلس في التقليل من وقوع الخطأ؟ ولكن أين الإجابة؟!! أخيراً إذا كانت الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول التي تملك انظمة صحية متطورة تقدر فيها الخسارة الناتجة عن الاخطاء الطبية بنحو تريليون دولار وان «51» مليون شخص ماتوا بسبب تلك الأخطاء كم يا ترى يكون عدد ضحايا الروشتات الخطأ في السودان؟!