أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2014, 12:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:


    أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية / بقلم: خالد موسي دفع الله

    الأحد, 09 تشرين2/نوفمبر 2014 10:56

    لم تعد الهوية سؤالا ثقافيا يستدعي العصف الفكري التجريدي للإجابة علي سؤال من نحن؟ أو كيفية إدارة التنوع في مجتمع متعدد المنازع والمشارب، بل اصبح لافتة سياسية تستبطن محمولات المواجع التاريخية لاختلالات الثروة والسلطة في السودان، وباسم هذه الهوية خرجت شعارات الهامش ضد المركز. واستخدمتها نخب الهامش كمحاولة ذكية لإضفاء وجه إنساني وصنع قضية كفاح لتغطية طموحاتهم العارية للوصول الي السلطة. وهي تقليد مخل ومبتسر لخطاب النخبة الجنوبية التي اصطنعت الهوية رمزا لتمظهرات الغبن التاريخي، واختلالات صورة المواطن الجنوبي في بورتريه الهوية الوطنية الجامعة. عليه ولإعطاء سؤال الهوية قيمته التاريخية والحيوية لا بد من إعادة موضعته كسؤال سياسي وليس سؤالا ثقافيا محضا. وهل هناك نخبة نيلية تقاوم أي محاولة لإصلاح بنية الحكم والسياسة خوفا من فقدان الامتيازات التاريخية المكتسبة.؟ أم هناك نخبة تقاوم تفكيك مركزية الثقافة العربية والإسلامية في بنية الدولة السودانية لصالح المشروع العلماني الجهوي؟.
    هذا افتراع نظري علي هامش الحوار حول الهوية، وهو يقاوم استنساخ خطاب الكراهية ضد ما يسمي مركزية الثقافة العربية والإسلامية في السودان. ولم يعد سؤال الهوية استفهاما مزيفا وترفا نظريا وسفسطة تذروها رياح الجدل في الصوالين الباردة،. و قد قام جدل شفيف بين النخب المستنيرة قبل الاستقلال حول مآلات الثقافة والهوية في السودان، لعل أبرزها اسهامات محمد أحمد المحجوب في كتابه (نحو الغد) وهو يدعوا الي تغليب الهوية الثقافية العربية الإسلامية مع استقلال سياسي تام عن مراكز الوعي العربي، وبين حمزة الملك طمبل اكبر دعاة الهوية السودانوية. البعض ارتد للبحث عن هوية سنار التاريخية وقيمة أن نصلي بلسان وأن نغني بلسان.حتي بروز تيار الغابة والصحراء التي اعتبرها البعض ناظما جماليا، وقد نعاها الأسبوع الماضي الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم وهو يقول احترقت الغابة بإنفصال الجنوب.

    وقف روبرت زويلك نائب وزير الخارجية الأسبق في فترة رئاسة بوش الابن ومدير البنك الدولي لاحقا أمام حشد من الناس في ندوة عن فرص الحل في السودان، فقال إن الخرطوم عاصمة مصنوعة اسسها الموظفون والتجار والجنود وهي تعكس الاختلالات التاريخية في بنية الثروة والسلطة في البلاد، وعلي ذات النهج عبر المبعوث الامريكي الخاص الأسبق ناتسيوس عن غبطته وهو يقول إن الخرطوم تتحول الآن لتبدوا عاصمة أفريقية كاملة الدسم أكثر من كونها حاضرة عربية. وقد خرجت بعض أدبيات التبخيس لتصف الكيان السياسي في السودان بأنه تكريس لدولة الجلابة للحفاظ علي امتيازات النخبة النيلية. ووصف البعض النخبة النيلية انها تقوم بإنفاذ المشروع الثقافي العربي بالوكالة في السودان دون اعتبار لحقوق وخيارات اهل الهامش.

    البعض يصور النخبة النيلية كأنها تحالف مقدس بين قبائل الوسط النيلي الكبرى لتكريس امتيازات طبقية في الحكم والسلطة والثروة لتهميش الآخرين، وبفعل التراكم التاريخي أصبحت هذه الحقوق مكتسبة ومشروعة. ولكن بعض المنصفين ممن يتبنون هذا الخطاب يعترفون أن التعليم و نشوء مراكز الوعي والإشعاع الفكري والحضري في جغرافية الوسط النيلي هي أهم اسباب تبلور هذه المركزية الرمزية.
    أول من قدح في تماسك مكونات الوسط النيلي كما يزعم البعض هو سلاطين باشا الذي قال في كتابه السيف والنار أن المعركة الخفية التي دارت بين الجعليين والدناقلة في بوادي كردفان ودارفور ستترك آثارا عميقا في مستقبل هذه البلد السياسي، إذ قاوم الجعليون رهط الزبير باشا قرار سلطة الاستعمار بحظر وتحريم تجارة السلاح لقطع الإمداد علي جيش الزبير باشا في بحر الغزال وأعالي النيل، فوشي الدناقلة بخطط تهريب السلاح وطرقه ومساراته، فقام الاستعمار بحملة تأديبية علي جميع مراكز الجعليين في دارفور وكردفان فقتل منهم خلق كثير وشتتهم جمع اسرهم. وبقيت تلك الأحداث غصة في حلوقهم. حتي حانت اللحظة المناسبة و أخذ بعض أهل الغبن من الجعليين ثأرهم في الدولة المهدية عندما وشوا للخليفة عبدالله بخطط الأشراف من آل بيت المهدي للإطاحة بحكمه. إن مكونات الوسط النيلي ليست بذات التماسك التاريخي المزعوم ولا يجمعهم عقد اجتماعي أو اتفاق سياسي لتهميش الآخرين. لقد زاد من فرص تأثيرهم علي مسارات السياسة وبناء الدولة هو وقوعهم في مراكز التعليم والوعي والمشاركة الهامشية في ادارة الدولة بالقدر الذي اتاحته السلطات الاستعمارية وليس بسبب تآمر تاريخي ضد الآخرين.
    اكتفي د. منصور خالد بتحميل النخبة السودانية مسئولية الفشل التاريخي، ولكن لم ينسب هذه النخبة الي مركزية جغرافية أو جهة مناطقية، لأنها ولدت بفعل التراكم التاريخي والتفاعل الاجتماعي والسياسي. ولا أحد ينكر في السودان وجود اختلالات عميقة في ميزان التنمية بين الأقاليم المختلفة أدت الي تعميق الغبن الاجتماعي، ولكن غلبة الحس الانتهازي لبعض النخب دفعها أن تستثمر في هذا الغبن و أن تحيله الي وقود للثورة السياسية دون أن تنضج أسبابه أو تتوفر دواعيه.
    لا شك أن مصطلح النخبة النيلية الذي اصبح من ثوابت عناصر تحليل الأزمة السودانية في تجلياتها التاريخية يفتقد الي الدقة وهو يحاول أن يستثني نخب الهامش من متلازمات الفشل التاريخي، وهي بلا شك محاولة بائسة لتبرئة هذه النخب التي تمتعت بامتيازات الحكم وشاركت في حكم البلاد من تحمل مسئولية الفشل أسوة ببقية النخب التي شاركت في الحكم. لذا فإن المحاكمة الفكرية كما ابتدرها منصور خالد يجب أن تشمل كل النخب وليس فقط ما يسمي النخبة النيلية المتهمة باحتكار الامتيازات التاريخية. وعندما تعترف نخب الهامش أنها شريكة في هذا الفشل التاريخي تكون حينئذ قد امتلكت الشجاعة الأخلاقية والمصداقية السياسية للانخراط في تسوية المراجعات التاريخية.
    هذا الجدل لن ينفي أهمية وجود ثقافة مركزية منفتحة تنصهر وتتلاقح في محيط دائرتها الحيوية كل الثقافات كل بقوامه المنفرد والمستقل ، هذه الثقافة بحكم تمظهراتها الحضارية هي وسطية نيلية المشرب والمنبع سودانوية المنتهي والمصب.تخلقت بفعل الوعي والتعليم والمشاركة المتساوية والتراكم والتنوع التاريخي. لكن هذا التوصيف لا يحل معضلة سؤال السياسة وماهية المشاركة في كيكة الثروة والسلطة.
    إن التحولات العميقة في بنية الحكم والسياسة والحكم اللامركزي وبروز مصادر جديدة للثروة من التجارة والتنقيب الأهلي وثروات امراء الحرب أدي كل ذلك الي بروز طبقة وسطي آخذة في التشكل وقاد ذلك الي اتساع قاعدة الهرم للمشاركة في الثروة الوليدة. وهذا لا ينفي بالطبع اتساع قاعدة الفقر والتمايز الطبقي بين الذين يملكون والذين لا يملكون. في الولايات المتحدة يملك 1% مقدار 99% من الثروة. في إندونيسيا 5% يملكون 95% من الثروة ولكن في السودان رغم صعوبة الوضع الإقتصادي تكاد تنتفي هذه النسبة لأن القطاع الزراعي المنتج أغلبه ريفي كما أن قطاع الخدمات الذي يسيطر علي 60% من الناتج القومي تحتكره شركات المساهمة العامة ، ما عدا القطاع الصناعي الذي تغلب عليه نزعة الامتلاك الفردي من الأسر ذات الارث التاريخي.

    إذا تمكنت نخبة الهامش التي ترفع شعار الهوية من الوصول الي السلطة وفق ترتيبات التفاوض السياسي والتسوية السلمية لن تستطع أن تترجم هذه الشعارات الي برامج عمل، و سيغم عليها ماذا تفعل بالسلطة التي وقعت سائغة في يدها، وستترك جماهير الهامش الذين ناضلت باسمهم وحشدتهم للتعبئة والنزال في قارعة الطريق، تماما كما فعلت نخبة جنوب السودان التي أحالت موارد الدولة الي مشروعات للثراء الشخصي والأسري. وفي ذلك إعادة انتاج للأزمة.
    هذا اجتراح لنبذ وهم النخبة النيلية التي تسارع لمقاومة مشروعات الإصلاح السياسي من اجل المحافظة علي امتيازاتها التاريخية، و لاعتزال تبرئة نخبة الهامش من مزاعم ومسئوليات الفشل التاريخي للنخب السودانية إذ تتطلب الشجاعة والمسئولية الأخلاقية أن تعترف بسهمها غير المنكور في متلازمات هذا الفشل، ولن يستقيم العدل بمطالبات التعويض الفردي أو المجتمعي أو المشاركة في السلطة فقط لكن لا بد أن تتحول السلطة الي ناظم قانوني واخلاقي لإتاحة فرص متساوية للجميع للمشاركة في دائرة الإنتاج ومناشط الاقتصاد ليتوطن في حس الضمير الجمعي أن الاقتصاد لا السياسة هي بيت الداء للإحساس بتفلتات الغبن الاجتماعي والتفاوت الطبقي والحل هو صون العدل في خلق فرص متساوية للجميع في الكسب الاقتصادي علي أن تبقي السياسة خاضعة لقوانين التنافس الديمقراطي الحر، وهذا يجب أن يكون أبرز عناصر العقد الاجتماعي والسياسي الجديد.
    mailto:[email protected][email protected]
    //////////
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/268-9-1-8-6-5-9-7/74230-2014-11-09-09-57-30http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/268-9-...-2014-11-09-09-57-30
    الرابط في سودانايل الإلكترونية


    *
                  

العنوان الكاتب Date
أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-11-14, 12:01 PM
  Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-11-14, 12:09 PM
    Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. احمد مختار ميرغني11-11-14, 02:15 PM
      Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. محمد الكامل عبد الحليم11-11-14, 05:19 PM
        Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-12-14, 05:29 AM
          Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. aydaroos11-12-14, 07:37 AM
            Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. aydaroos11-12-14, 08:09 AM
              Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-12-14, 08:16 AM
                Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. علي عبدالوهاب عثمان11-12-14, 10:11 AM
                  Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. آدم صيام11-12-14, 04:22 PM
                    Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-12-14, 07:34 PM
                      Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-12-14, 07:37 PM
      Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-13-14, 05:20 AM
        Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-13-14, 06:40 AM
          Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-14-14, 06:15 AM
            Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. خالد حاكم11-15-14, 00:35 AM
              Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. محمد الكامل عبد الحليم11-15-14, 05:17 AM
                Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. اسماعيل عبد الله محمد11-15-14, 03:42 PM
                  Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-23-14, 10:12 AM
                  Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-23-14, 11:14 AM
                    Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالله الشقليني11-23-14, 07:10 PM
                      Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. aydaroos11-25-14, 07:33 AM
                        Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. aydaroos11-25-14, 07:51 AM
                          Re: أكذوبة النخبة النيلية في السياسة السودانية/ بقلم: خالد موسي دفع الله. عبدالرحمن الحلاوي11-25-14, 03:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de