|
Re: إحتمالات فشل وإنهيار الدولة السودانية (Re: علي محمد الفكي)
|
انا أؤمن ايماناً كاملاً بان الدولة بالسودان قد انهارت... دخل الفرد السوداني 600 دولار في السنة مقارنة بدخل الفرد المصري 1800 دولار ... ومتوقع لتشاد في مقبل العامين القادمين بان يكون دخل الفرد فيها عشرة اضعاف دخل الفرد السوداني بالرغم من ان نصف سكان تشاد بالخرطوم!! مسؤولية هذا الفشل بالتأكيد لا تقع على عاتق نظام الانقاذ وحده ... وانا لحكم منصبي كوكيل وزارة عاصرت العديد من الحكومات اقول كلها ساهمت بقدر وافر في الحالة المتردية التي نعيشها الآن، فمنذ الاستقلال وحتى اليوم ماذا حصد المواطن السوداني من زرع حكوماته الوطنية؟ اين التعليم؟! اين الصحة؟ اين الخدمات الاساسية؟ لقد فشلت كل الحكومات الوطنية في ادارة الاقتصاد بلا استثناء!! والفقر باختصار شديد سببه فشل ادارة الاقتصاد. واقول انه نتيجة لهذا الفقر حدثت موجات الهجرة المتلاحقة من الريف الى المدن وخاصة العاصمة. هذا النزوح من الارياف الى المدن من اهم اسبابه الحروب وافتقارالريف للخدمات. وقبل أيام قابلت رئيس اللجنة القومية لتطوير مدينة شندي فسألته عن الاحوال بشندي بعد خمسةعشر عاماً من الانقاذ؟ فأجابني: لم يحدث شئ على الاطلاق فكل ما فعلناه هو جمع تبرعات لاعادة تأهيل مستشفى شندي بعد ان اصبح مرتعاً للقطط والكلاب!! ولنقف على حجم المفارقة فان «شندي» هذه كانت مرشحه لتكون عاصمة السودان في العهد التركي. بالاضافة لظاهرة النزوح الخطيرة، هنالك ظاهرة التشرد وقبل مجيئ لدار صحيفتكم للمشاركة في المنبر شاهدت مجموعة من المشردين يفوق عددهم الخمسة عشر في انتظار قمامة «حديقة القرشي» حيث تهجموا عليها ومذقوا كل الاكياس بحثاً عن الطعام... هذا يحدث في وسط العاصمة!! واضيف انه في مقابل ظاهرتي النزوح والتشرد نجد ظاهرة هجرة المهنيين والحرفيين والكوادر المؤهلة في شتى مجالات التخصص، قابلت بالولايات المتحدة الامريكية عشرات المئات من الشباب، هؤلاء الشباب كان لديهم العلم والخيال ولكن بقاءهم بالسودان سيبدد علمهم وخيالهم لذا هاجروا!! اذكر انني كنت مسؤولاً عن رسم هيكلة مركز التدريب المهني وتم بالفعل الاتفاق بين السودان والمانيا الاتحادية «يومها» على انشائه... وقد كان، ووجه المفارقة هنا انه في العام 1967م طلب مني السفير الكوري الجنوبي تلك الاتفاقية ... اين نحن الآن؟ وكوريا الجنوبية هي سابع دولة عالمياً في مجال الصناعة!!. نتيجة تلك الهجرة فقدت الحكومة سيطرتها على الاطراف واصدق مثال على ذلك ان 168 عنصراً مسلحاً استطاعوا اجتياح الفاشر خلال ساعات!! واقليم دارفور يشكل خمس مساحة السودان وبه 500 رجل شرطة فقط مع غياب كامل لجهاز المعلومات الاساسي. وهذا نموذج صادق على نهاية الدولة بالسودان ثم تأتي على آفة الآفات التي ساعدت على الانهيار وهي تفشي انتشار الامراض الخطيرة مثل الملاريا والايدز وما يتتبع ذلك من آثار مترتبة على الانتاجية عموماً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|