|
|
 Re: فى السودان نضع تصور عن انفسنا و نصدقه .. { وهم الريادة } (Re: mwahib idriss)
|
قصة نجاح من ارض الصومال
قبل فترة ليست ببعيدة، نشرت شركة فوربس (forbes) الأمريكية عبر موقعها على شبكة الإنترنت،استطلاعاً للرأي أجرته بالتعاون مع باحثين من مؤسسة غالوب العالمية، شمل الاستطلاع قياس السعادة ومدى الشعور بها لدى شعوب العالم، حيث وضع الموقع معاير مختلفة على شرائح متنوعة، بها حدد مستوى السعادة، فكانت الدنمارك والدول الاسكندنافية متصدرة القائمة كالمعتاد، بينما الدول الإفريقية ودول العالم الثالث في مؤخرة الركبand#8232; بداية .. لم يكن هذا الأمر بالمستغرب، لما تعانيه تلك الدول من ظروف خاصة يعلمها الجميع.
لكن ما أثار الدهشة والاستغراب في الوقت نفسه، هو حصول جمهورية أرض الصومال أو (صوماليلاند) كما تعرف بالمرتبة 85 من بين 155 دولة على القائمة هي أجمالي الدول الذي شملهم المسح، متقدمة بذلك على بعض الدول العربية والإفريقية، ذات الكيانات المستقلة، برغم ما تعانيه هذه الجمهورية الوليدة الغير معترف بها سياسياً، من تحديات وربما تضيق من بعض دول المنطقة لما تشكله من إحراج لواقعهم السياسي المخزي.
والسؤال المطروح هو كيف استطاعت أرض الصومال أن تحقق هذا الإنجاز ؟ رغم ضروفها الاستثنائية التي تتمثل في موجة الصراعات التي تجتاح محيطها الجغرافي . وكيف سيكون وضعها إذا سخر لها ما سخر لدول العالم ؟ أو حتى ما سخر لجنوب السودان الذي تداعى له الغرب قاطبة بالدعم المالي والسياسي مع افتقاره للمؤسسات المدنية الحقيقية.
وبعد هذه المقدمة الموجزة أقول..، لا يختلف اثنان على أن هذه التجربة تحتاج لمزيد من البحث والاهتمام لما لها من خصوصية تتمثل في عزيمة الصمود وبتقاليدها السياسية العريقة، كونها أنهت سنوات طويلة عانى فيها الشعب كل صنوف الظلم والقمع، بيد النظام البائد الذي كان يتزعمه الديكتاتور الراحل محمد سياد بري.
فمن هي أرض الصومال (صوماليلاند)؟
and#8232;هي جمهورية دستورية ديمقراطية، يدين سكانها بدين الإسلام المعتدل، البعيد كل البعد عن الغلو والتظرف والإرهاب، يعترف يها المجتمع الدولي، كإقليم مستقر، شبه مستقل ذاتي الحكم، في شمال غرب الصومال اندمجت أرض الصومال، التي كانت في السابق محمية بريطانية مع الجنوب عام 1960م ليكوّنا بعد ذلك الصومال، إلا أنها أعلنت انسحابها من الإتحاد عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية، التي مازلت نيرانها مشتعلة إلى يومنا هذا، ومن ذلك العام أخذ أبناء جمهورية أرض الصومال على عاتقهم إعادة إعمار بلدهم، والترسيخ لحياة سياسية ديمقراطية، تحفظ البلد من ويلات النزاعات القبلية والحزبية في المستقبل، يتكون النسيج السياسي من الأحزاب الثلاثة الكبرى، الحزب الديمقراطي وحزب التضامن، وحزب العدالة والرفاه ذات المرجعية الإسلامية.
وفي منتصف العام الماضي أجرت أرض الصومال انتخابات حره ونزيهة، حصل حزب التضامن المعارض، بزعامة أحمد محمد سيلانيو، على مقعد الرئاسة، وهو أحد الوجوه القديمة الحديثة في الساحة الوطنية، ليبارك العالم بعد ذلك المشهد الديمقراطي الحضاري في التداول السلمي للحكم.
أما عن وضعها الاقتصادي استطاعت ولسنوات عديدة، أن تطرح صورة مغايرة لنمطية القوالب الجامدة المتعلقة بالأزمة الصومالية، فقد استطاعت من خلال تجربتها في المصالحة الوطنية أن تعتمد على مواردها الذاتية ودون تدخل عنصر خارجي، فتحملت عبء إعادة البناء والعمران، وذلك بشق الطرق، وفتح المدارس والجامعات، وإعادة عجلة العمل إلى مواني الملاحة البحرية والجوية، لإيجاد فرص عمل مناسبة تحفظ بها كرامة مواطنيها.
ويشير كثير من الكتاب والمراقبين إلى تجربة أرض الصومال، وما حققته من سلام واستقرار، باعتبارها نموذجاً يحتذى، وقصة نجاح حقيقية في تبني حلول ذاتية للمشكلات الوطنية، دون التدخل الخارجي، الذي يشجع على إدامة الوضع، وتشجيع دائرة الحاجة بدلاً من النمو والاستقرار، فموقعها الجغرافي يشكل جانباً استراتيجياً في استقرار أمن المنطقة،وفي سلامة مجرى الملاحة الدولية التي تشكل القرصنة أحد إخفاقاته في السنوات الأخيرة، قبالة السواحل الصومالية، بالإضافة إلى دورها الهام في مكافحة الإرهاب، والهجرة الغير شرعيه عبر امتداد ساحلها .
وفي اليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21/سبتمبر قرر أبناء أرض الصومال عبر مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق حملة (رسالة السلام والمحبة من جمهورية أرض الصومال) للفت المجتمع الدولي وشعوب العالم، لقضيتهم العادلة التي تتمثل بحقهم بالاعتراف الدولي، وبمدهم بالدعم السياسي والاقتصادي، لإيمانهم بضرورة العيش بسلام، حقاً لن يكون الحصول عليه سهلاً في ظل لغة المصالح التي تطغى على السياسة الدولية وتعقيدات القارة الإفريقية.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست