في كلمته بالامم المتحدة:أردوغان يتطاول على السيسي ومصر

Quote: في ضيافة أردوغان يصعب فهم كيف أن دولة تحترم نفسها تدير علاقاتها مع محيطها من منطلق العداء والمناكفة واستجرار الأزمات والتحديات، وتتقصد عن عمد تحويل بيئة الصداقة والتعاون إلى بيئة طاردة وسلبية ومحملة بكل أشكال التوتر والاستفزاز والعداء، بل تتحول إلى بيئة حاضنة للإرهاب الذي توزعه على دول الجوار . لقد ابتليت منطقتنا العربية بدولتين تحملان هذه السمات، واحدة هي "إسرائيل" ولا تحتاج إلى تعريف أو توصيف وصراعنا معها صراع وجود ممتد وطويل، أما الثانية فهي تركيا أردوغان التي أطلت علينا في البداية بوجه تركي مختلف ومبتسم يريد أن يفتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح يمسح تاريخاً مشوباً بالظلم امتد لأربعمئة عام، وموسوماً بالحذر والشكوك منذ قيام دولة أتاتورك . فتحنا الأذرع والقلوب للقادم الجديد على هودج "صفر مشاكل" وفرشنا له الورود والسجاد الأحمر أينما حل، وقدمنا له أكثر ما يمكن أن يقدم من ترحيب وتبجيل اعتقاداً أن التاريخ والجغرافيا وروابط الدين والامتداد الاجتماعي يمكن أن تشكل الرافعة لعلاقات جديدة ومميزة ترتقي بالمنطقة . عقدنا الآمال الكبار بأن تركيا جديدة صارت جارة لنا، يمكن أن نتقاسم معها السراء والضراء . . لكن الذي حصل أنها أدارت ظهر المجن فجأة عندما اعتقدت أن بإمكانها تحويل الدول العربية إلى "ولايات"، وأن "الباب العالي" عندما يصدر "الفرمان" من أنقرة يتحول إلى قرار قابل للتنفيذ فوراً في "الولايات" . كان "الإخوان" حصان طروادة الذي دخل بهم الميادين في مصر وتونس وسوريا وغيرها من بلاد العرب، وسعى إلى تمكينهم والسيطرة والقبض على مفاصل السلطة والحكم . . وعندما فشل استل سيف التدخل المباشر والإرهاب كي يدمر مكونات ديار العرب . كان الاعتقاد لوهلة، أن ما آلت إليه الأمور من نتائج في مصر وتونس وغيرهما كان سبباً كافياً للمراجعة وتقدير الأمور . كما ساد اعتقاد أن تغول "داعش" التي أسهم في تخليقها ودعمها ودفعها عبر الحدود للتخريب والإرهاب قد تقض مضجعه فيتراجع . . لكن يبدو أن الأمور قد تجاوزت كل حد، وأن أردوغان حسم الأمر بالمضي في رهاناته حتى النهاية . هو الآن قرر أن يستضيف قيادات الإخوان التي قيل إن قطر قررت إبعادهم، وأن تكون تركيا مقراً ومستقراً لهم باعتبارها عاصمة خلافتهم، وباعتبار أن أردوغان خليفتهم ويخضعون لحاكميته . أعان الله تركيا على أردوغان وعلى إخوانه من "الإخوان" وبقية "الدواعش" الذين يستضيفهم وأعان الأمة العربية من شرورهم . -