تنفيذ حكم الاعدام في اثنين من (المسيريه) ارضاء للصينين وخوفا من التقارب مع(الجنوبين)!

Quote: “ الجريدة ” هذا الصباح .. و(ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين)! _________ إدريس بحر (لك الرحمة) الصباح الجديد - أشرف عبدالعزيز * نفذت السلطات القضائية أمس قرارها القاضي بإعدام إدريس بحر وهو الشقيق الأصغر لمحمد بحر نائب رئيس حركة العدل والمساواة السابق والمنشق عنها والموقع على سلام الدوحة والمستقر حالياً بقاهرة المعز. * لا أريد الخوض في تفاصيل قضية إدريس بحر والتي بسببها تم إعدامه وهي قضية ذات علاقة بخطف صينيين بولاية جنوب كردفان.. لكن ما أود الحديث عنه هي أيام جمعتني بإدريس بحر في زنازين منتظري الحكم في قضايا قد تصل عقوبتها حد الإعدام بسجن كوبر. * ما أن وطأت أقدامنا (أبوذر، أشرف، الطاهر، رمضان، ناجي) زنازين المنتظرين حتى والتمسنا شجاعة هذا الشاب وكرمه الفياض وهو من الذين بادروا باستقبالنا بحكم أننا صحفيين زج بهم في مكان لا يليق بهم في قضية رأي.. حرص على تمليكنا كل أساليب التعامل مع (المساجين والسجانة)، ووقف مدافعاً عن انتزاع حقوقنا في وقت عز فيه النصير. * تراه واثقاً من قضيته فكلما ذهب لجلسة في المحكمة وعاد يصلي ركعتين حمداً لله بأنه ما زال ثابتاً على موقفه ولم يتزحزح قيد أنملة عن إفادات محضر التحري الأول حول قضيته التي يعتبرها بأنها جاءت في إطار الحرب بين العدل والمساواة والحكومة وليس من باب تسويد علاقات السودان مع أعز دولة صديقة له الصين. * لم يكمل شقيقه محمد اتفاقه مع الحكومة لأنه يعتقد أنه بذلك سيمارس ثمة ضغوط عليها تفضي بإطلاق سراح إدريس ومرت الأيام والأمل يحدو محمد بإمكانية تنسم بحر الصغير الحرية، وبدا محمد متمسكاً بشرطه واضعاً صورة شقيقه كصورة شخصية في صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك).. ولكن ها هي الرياح تأتي بما لا يشتهي محمد ويتم تنفيذ الإعدام على إدريس. * لم يتكفِ إدريس بالقيام بمهمة (تصبين) هاتفنا الجوال، بل كان يصد عنا كل الخطط التي يحاول بعض السجناء حياكتها لنهبنا أو أخذ مقتنيات خاصتنا بحيل وخداع ما كنا نعرفها في (الحياة) فمصطلح (الحياة) فسره لنا إدريس بأن المقصود به (الدنيا خارج السجن)، أما مصطلح (السجن نمرة وتعيين) يعني أنه بالرغم من التعامل والتعاطف الإنساني بين السجناء ينبغي أن لا يتعدى حدود أنهم (سجناء) في المقام الأول. * كان حريص على الظهور بكامل أناقته وهندامه عند زيارة أقاربه له كل اثنين وأربعاء فـ("البردلوبة" خاصته – وهي الزي الرسمي للسجناء)، كانت بيضاء ناصعة حرص على تزيينها بـ(الخيط الأسود)، وما أن يعود من الزيارة حتى يغشانا وهو يحمل (كيساً من الفاكهة أو الطعام) ليأتينا به قبل أن يذهب إلى زنزانته ومهما كانت الظروف والأوضاع وحصار (السجانة) يحرص على تبليغنا بأن هناك اتصال من أسرة أحد منا ويقوم بتأمين عملية الاتصال كاملة. * حتى بعد أن تم الحكم علينا وتم نقلنا لقسم السرايا كان يتصل علينا باستمرار ويحاول التخفيف عنا بقوله (جككم) خفيف وتعني أن فترة حكمنا والتي تفاوتت ما بين (2-5) أعوام بسيطة وعلينا أن ندع القلق جانباً طالما أننا سجناء في قضية رأي وليس مرتكبي جرائم، ظل وفاء إدريس لنا له محل في قلوبنا جميعاً وكنا نبادله التحايا ونقتسم معه القوت ونفرح عندما نقابله في ساحة (الزيارة). * خرجنا من السجن ولم تنقطع العلاقة والسؤال ولكن كثيرة هي المشاغل التي تجعل الإنسان عاجزاً في بعض الأحيان عن التواصل مع من أحب، فأفراد الأمن بالسجن كانوا يعلمون بأننا صحفيين ولا يريدون لنا التردد على السجن خوفاً من تسريب معلومات سالبة، المهم إعدام بحر الصغير يضيف حزناً جديداً على أسرته المكلومة فهي فقدت من قبل عمه موسى محمدين قائد حركة شهامة وها هي تفقد إدريس رحمه الله رحمة واسعة والعزاء موصول لمحمد بحر و(ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين)! ___________ http://http://www.aljareeda-sd.net[/QUOTEwww.aljareeda-sd.net[/QUOTE]