عام مرّ على مجزرة (شهداء سبتمبر) في الخرطوم ومدن السودان الأخرى.. بينما الذين قتلوهم لم يغادروا محطة (السُّكات!) على الجرم الشنيع..! وإن كان أولئك (الشهداء) قد خرجوا في ظروف شديدة الوطأة على الناس كافة؛ فإن هذه الظروف ماثلة اليوم، وتتوفر فيها مسببات (الخروج) أكثر من ذي قبل؛ ولكن لكل ثورة أجل..! المهم أن تظل هبّة سبتمبر حاضرة تطارد الملاعين والمحرضين الذين قتلوا الأبرياء؛ وتبخروا خلف حصون العار والجبن.. كأن شيئاً لم يكن..! * وقبل (سبتمبر) ضحايا كثر سقطوا؛ بينما (القائمون على الأمر!) يهيلون (التراب) ركاماً فوق الجرائم؛ يرجون سقوطها بالتقادم وهيهات.. أو ينتظرون سقوطها بموتهم.. والله ينتظرهم..! فأين المهرب؟! * لقد أيقنّا باستحالة أن يُقدِّم القتلة أنفسهم للتطهر من (كبائر سبتمبر) وغيره من الشهور في كافة الأصقاع..! فمن ذا يقدمهم للمقاصل؟! من يحرمهم (محبة الدنيا) التي أعمتهم عن (أمهات الضحايا)؛ آبائهم؛ إخوانهم؛ أخواتهم؛ أهلهم وأصحابهم..؟! * ورغم عزة الأرواح كافة؛ فإن أكثر ما يزيد القلب رجماً بالغضب؛ أن شهداء سبتمبر (صغار السن) لم يروا من الحياة سوى ظلمات عهد اختطفت فيه (براءتهم) بدمٍ (داعشي)..! * ممن يؤخذ (حقهم) حين يعز العدل؟! وأي جهة للثأر تنتظرها أمٌ ما تزال تحلم (بكبدها الدامي!)؟! * وقبل أي سؤال: من هم القتلة (الحقيقيين)؟! هذا السؤال إن لم يجد إجابة فليفتش الناس عن (صيغ!) أخرى للتعامل مع الأحداث حين الجد.. صيغ فورية تؤمّنهم من (الخوف) وتجعلهم مستعدين لمواجهة (المجهول!!).. أو فلتكن شمس العدل حاضرة لكشف الجناة دون حجب مفتعل بضباب التماطل و(التنصُّل!)..! * لتكن مفارم الحسرة (دائرة) بتذكُّر وجوه ضحايا الطغيان دائماً.. فوجوه الضحايا تقرّبنا من وجه القاتل..! أعوذ بالله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة