الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: دورand#8236; الزبير في محاربة الرقيق سادسا.. * الشهود الأجانب 1- غوردون باشا - حاكم عام السودان: عندما تعاظمت عليه ضغوط الثورة المهدية، أرسل إلى القاهرة يطلب منها إرسال الزبير لحكم السودان خلفا له بعد إخلائه للحاميات والموظفين المصريين ( الذين أرسل غوردون لإخلائهم )، وتعزيزا لطلبه أشار إلى مزايا الزبير القيادية وإلى نفوذه، أما في ما يتعلق بتجارة الرقيق فقال:( لست أتوقع شيئا لأن هذه التجارة سوف تبقى ما دامت مصر وتركيا تشتريان العبيد ). *هذه المعلومة .. أوردها اللورد كرومر في كتابه " مصر الحديثة " ونقلها القائمقام سعد الدين الزبير. * تعليق: منذ أن عين الكولونيل شارلس جورج غوردون حاكما على مديرية خط الإستواء سنة 1871م خلفا لصومويل بيكر، مرورا بفترة تعيينه حاكما بمرتبة باشا على الأقاليم السودانية ، وإنتهاء بفترة تعيينه حاكما عاما على السودان ( 1884-1885م) ، لم يضبط أي نشاط يخص الزبير متعلقا بتجارة الرقيق ، بل إنه وقف بنفسه على القوافل الثمانية عشر المضبوطة بواسطة قواته، والتي كانت تنتحل صفة الزبير وهو منها براء، حيث لم يكن موجودا داخل السودان ، ولذلك نجد أن إتهامات غوردون الرسمية للزبير، كانت تدور حول جوانب أخرى ( تحريض أبنه سليمان على الثورة - التخابر مع المهدي وبعد أعداء مصر الآخرين ضد النظام المصري - محاولة إستمالة سلطان تركيا لإعادته حاكما على السودان رغم أنف الخديوي ). 2- اللورد كرومر ( المعتمد البريطاني بمصر ): أرسل كرومر برقية مطولة إلى لندن يشرح فيها الضرورات التي تحتم موافقة بريطانيا على تعيين الزبير حاكما على السودان ( وكانت لندن واقعة تحت تأثير الدعاية المضادة لجمعية أبطال الرق ضد الزبير والتي تتشدد في عدم تعيينه تحاشيا للإعتراف به وبالتالي النكوص عما أعتمدوه من سياسة مناهضته !). * جاء في البرقية: اما بخصوص تجارة الرقيق فقد تباحثت مع الجنرال غوردون أثناء أقامته في القاهرة، وإتفقنا على أن ذهاب الزبير إلى السودان أو تخلفه، لن يؤثر مطلقا على أي صورة ما في أمر تجارة الرقيق. والمعنى واضح أن تجارة الرقيق في السودان ليست مربوطة بالزبير ، فهي تجارة يديرها آخرون لا يزالون ماضون في ممارستها، وهذا التصريح الصادر من مسئولين بريطانيين ، يهدم الإتهام البريطاني من أساسه، ويوضح أنه كان مجرد تهمة سياسية ألقيت في ظروف معينة لتحقيق هدف خاص، وهو إبعاد الزبير عن السودان بأي وسيلة. * القائمقام سعد الدين الزبير ، نفسه ص 201 3-المستر جاكسون ( الموظف السابق بقسم الشئون المدنية بحكومة السودان ) إن أولئك الذين إتهموا الزبير بأنه كان تاجرا للرقيق، لم يستطيعوا مع ذلك أن يسوقوا دليلا واحدا يتهمه بالقسوة ، فهو لم يكن بحق مغامرا أو قاطع طريق، بل كان محاربا شهما يحفظ للقتال حرماته، إلى جوار ما أشتهر به من كرم في معاملته لأسراه وأفراد جيشه ( البازنقر السود )، حتى لقد فر إليه الآلاف من عبيد الآخرين للإنضمام إلى جيشه والمحاربة تحت لوائه، وقد لا نستطيع أن ننكر أنه ساق إلى الموت رجالا عديدين في معاركه الطويلة ، ولكن علينا إذا ما شئنا أن نحكم عليه ، قياسا بما نحن عليه في مجتمعنا الإنجليزي الحاضر ، ألا نقع في خطأ لا مبرر له. * وفي موقع آخر يقول جاكسون: في كتابه العاج الأسود بعد معرفتي بالزبير، وإطلاعي على ما استطعت من ماضيه، إنتهيت إلى " أن الزبير تم التشهير به على يد جمعية مكافحة الرق والصحافة البريطانية ". وقد توصلت الباحثة السودانية " عفاف عبد الحفيظ إلى أنه:( وتبعا لذلك تم إختزال شخصيته في صورة التاجر العربي المحمدي " المسلم " عمدا، ولأغراض سياسية ، وتم إبعاده عن السودان في وقت هام من تاريخ البلاد) لأن الحكم التركي كان قد وصل مداه في الإستبداد والفسا، وقد أدخلت في الإدارة عناصر أوربية، أدت إلى رد فعل شعبي قوي ضد الأوربيين المسيحيين، والذين قاموا بقمع الثورات الأهلية بقسوة وعنف، وضيقوا على الشعب مصادر الرزق والعمل، ولذلك كان من المناسب إبعاد شخصية قوية نافذة مثل الزبير باشا، خصوصا وأن بربطانيا كانت تلقي بالا للوجود العربي المسلم في أفريقيا، وخشيت من تزايد الحضارة العربية والإسلامية في قلب أفريقيا ) * وفي موقع ثالث قال جاكسون: " لقد نال الزبير قصاصا غير مستحق على يد الإنجليز ، ولكنه لم يحمل حقدا أو ضغينة لبريطانيا ، معتقدا أنه عوقب لسوء فهم الإنجليز وإنخداع السلطات المصرية ". ولا ينفي جاكسون - عن نفسه أن قصة " العاج الأسود " التي كتبها .. كان دفاعا عن الزبير ، وأنه إستشار الجنرال ونجت وسلاطين باشا قبل طباعته، وقد رحب الأثنان بمحاولة جاكسون لتبرئة الزبير من التبكيت غير الموضوعي الذي لحق به! لقد أثبتت الأحداث اللاحقة مطامع بريطانيا في السودان، إذ وضعت يدها عليه بعد القضاء على الثورة المهدية عام 1898م ، وإتجهت في سياستها الإدارية لفصل الشمال عن الجنوب دينيا وإجتماعيا وثقافيا، ونشر المسيحية في ربوعه وإبقائه بعيدا عن تأثيرات الثقافة العربية والدين الإسلامي، وبناء على ذلك فإنه من الممكن أن تكون شخصية الزبير قد أختزلت في صورة تاجر الرقيق العربي المسلم، بشكل متعمد أملته ضرورات السياسة في ذلك الوقت. 4- السير ريجنالد وينجت ( ضابط المخابرات البريطاني بمصر ): كتب تقريره - عندما كان يعمل بوكالة شئون السودان بالقاهرة.. بعد أن درس وثائق الإتهام الموجهة للزبير ، إختتمه بعبارة واحدة بليغة هذا نصها بالعربية والإنجليزية التي كتبت بها: ( ذنب ' بضم الذال وتشديدالنون ' الزبير باشا بغير ذنب جناه Zubair Pasha is Sinned for non- Sinning * يا لها من عبارة بليغة ومختصرة؟!! 5-مسز فلورا شو ( الصحفية البريطانية ): وهي ناشطة في تغطية أنشطة مجلس اللوردات البريطاني ومراسلة مجلة Contemporary Review اللندنية. توصلت - بعد لقاءات مطولة إمتدت لشهرين وبصورة يومية، وقامت بنشر تقاريرها في المجلة، فتلقى الرأي العام البريطاني منها لأول مرة قصة ( حياة الزبير وحقيقته ) بعد ان كان المحتمع البريطاني يتلقى المعلومات أحادية الجانب المغلوطة، مما كان له الأثر في تخفيف غلواء الهجمة البريطانية عليه. * إن مصلجة الزبير أقتضته أن يحارب تجارة الرقيق لا أن ينخرط فيها - وذلك في سبيل التمكين لمزاولة التجارة العادية بسلام، وحكم البلاد التي دانت له، وأشارت إلى أن الزبير بغتحه وتأمينه لطرق التجارة قد " أوقف إقتناص البشر بواسطة الآخرين " ورأت أن الزبير لم يعالج ذلك الأمر على أسس عاطفية أو إخلاقية ، ولكن كأمر فرضته عليه السياسة قسرا بإعتباره حاكما. أهم ما يميز ما نشرته الباحثة " فلورا شو " أنه أتاح الفرصة للزبير لمخاطبة الرأي العام البريطاني بعدالة قضيته، وبالحيف الذي لحقه بواسطةحكومته وصحافته وجمعية إبطال الرق، وبالتالي أتاحت للرأي العام البريطاني ليقرأ بنفسه ويحكم بعقله، ولقد نجحت في ذلك الغرض حيث صدر القرار برفع النفي عنه ( حيث كان منفيا في جبل طارق-المغرب ) وإعادة أمواله المصادرة. 6- ج.ه.د إستيوارت ( كولونيل بريطاني ): يقول عن الزبير : ربما تكون الصفات التي حببت الزبير إلينا نحن من عرفناه جيدا، هي ثقته العالية في عدالة بريطانيا، وعلى رغم من الأحداث التي كان يمكن أن تهز أي رجل ( إعدام إبنه المفضل سليمان بناءا على أوامر غوردون، وسجنه هو في جبل طارق ، ولكنه أبدا لم يحمل حقدا على بريطانيا على ( عقابه غير المستحق )، وكان مؤمنا بأن ما أصابه كان نتيجة لتأثير وإزدواجية السلطة المصرية ).* * اوردها جاكسون في كتابه " ما وراء السودان الحديث " ص 107