الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: دورand#8236; الزبير باشا في محاربة تجارة الرقيق * الشهود الوطنيين: 1- الفحل الفكي الطاهر " مؤرخ ونسابه ": " لم يكن الزبير باشا نخاسا كما يقول الأجانب والقسس ولا بائع رقيق، ولم يعرف أو يسمع بأنه باع رقيقا قط، ولكن قوما من الزنوج حاربوه فقتلهم في الحرب، وبقيت بناتهم والنساء أرامل وأيتام، فلم يتركهن للضياع بل زوجهن سرارى لبعض الأخيار وال######## ( حسب المتعارف عليه في ذلك الزمان ). ومن يدلني على سوداني واحد باعه الزبير باشا له علي مائة جنيه، رهان مني، أما تزويج نساء الحرب على الأخيار وال######## من جيشه فذلك لصيانتهن من الضياع بعد أن مات أزواجهن في الحرب. 2- عصمت حسن زلفو ( باحث ومؤرخ ومحلل عسكري ): أعد كتابين الاول بعنوان ( الخليفة عبد الله - السنوات الاولى 1846- 1885م)رسالة ماجستيربجامعة الخرطوم سنة 1988م. الكتاب الثاني ( كرري - تحليل لمعركة أم درمان ). أ. في كتابه الأول: أورد المحصلة التي توصل إليها بعد مناقشته لتهمة تجارة الرقيق: ( لو مارس الزبير تجارة الرقيق لما توافرت لديه تلك الاعداد من السود، التي أمنت جيوشا جرارة حاربت السلاطين المناوئين له في بحر الغزال، ثم واجهت جيوش سلطان دارفور في معارك كبرى كمعارك دارا ومنواشي التي خاض غمارها آلاف المحاربين ). ب- في كتابه الثاني: ( إن هناك عدة أسانيد تقف في صف نفي الزبير لتهمة بيع الرقيق، وأنه كان يشتري ضاحايا السلاطين ممن صدرت أحكام الإعدام ضدهم، ويدربهم على إستخدام السلاح، ويضمهم لجيشه، وهو لا ينكر أنه إشتراهم ولكنه يؤكد أنه لم يبيعهم أهمها: 1- أنه إفتدى المحكومين بالموت وأنقذهم من مصيرهم المحتوم، وأطعمهم وكساهم ودربهم وصنع منهم ذلك الجيش القوي. 2- إخلاص وإستماتة جنوده في القتال لحمايته وملكه - لحسن تعامله معهم كرجاله وليس مسترقين. 3- لا يمكن أن يتسنى للزبير إنشاء ذلك الجيش الضخم المنظم ليواجه به قبيلة الرزيقات ، التي توصف بأنها ( تراب الهين ) لكثرة فرسانها، وهي أقوى قبائل غرب السودان لينتصر عليها ثم يواجه جيش سلطان دارفور الذي تجاوز مئات الألوف. * ويسوق المؤرخ عصمت زلفت دليلا آخرا على براءة الزبير من التهمة فيقول: وقد تكتمل الصورة لحدما إذا أضفنا لهذه المعلومات مذكرات النور عنقرة ( أحد ######## الزبير الكبار ) التي يعترف فيها أنه خلال الفترة التي سبقت إنضمامه للزبير، كان قد غزا بعض أماكن بحر الغزال وسبى رقيقا ، أما بعد إنضمامه للزبير فيقول إننا ( هو والزبير ) كنا منشغلين فقط بأمور أهم وأعظم هي تدريب وتسليح جيش الزبير ومعاركه. 3- العلامة البروف عبد الله الطيب المجذوب نفي في إحدى محاضراته المشهورة التي درج على بثها في الإذاعة السودانية سنة 1988م الإتهام، وأضاف ( وأتحدى أن يأتي أي شخص يكون قد باعه الزبير كعبد ليشهد بالواقعة ، فلم يتقدم للشهادة أي أحد ). 4- الشيخ الأستاذ عبد الجبار المبارك الحفيان - داعية إسلامي إفترت الكثير من الأقلام المغرضة على السلطان المصلح الزبير باشا ود رحمة، وجعلت في صورته التاريخية شيئا من الملامح التي يكرهها الوجدان السليم والروح السامية، وصوره المغرضون بأنه تاجر رقيق يسعى لثراء شخصي ومكانة ذاتية دون هدف موضوعي رفيع وغاية إجتماعية وإنسانية سامية، وكل ذلك إفتراء تكذبه سيرته وما كان يتمتع به من خصال نبيلة، ولا يمكن لنخاس همه الثراء وجمع المال أن يؤسس سلطانا وملكا حمدت فيه الرعية سيرة راعيها، فلم يحفظ لنا تاريخ دارفور العسكري والسياسي ، ولا تاريخ بحر الغزال صورا شائهة لهذا الفارس النبيل. إن الزبير ود رحمة هو: ( محرر العبيد وصانع الحريات ) الذي أنشأ أنفسا وبنى عقولا. 5- الاستاذ عبد الله دينق " سياسي جنوبي قومي " إن الذين إتهموا الزبير بهذهرالتهمة كانت لهم أطماع في المنطقة ، ولم يرتاحوا لمسألة الوجود الإسلامي في الجنوب، ولذلك فإن الجرح في دعاويهم يجئ من هذا الباب! 6- الأستاذة عفاف عبد الحفيظ محمد رحمة ( باحثة في التاريخ والفلكلور ) خلص بحثها إلى أن النظرة الشعبية لشخصية الزبير بالنسبة لتهمة تجارة الرقيق كلآتي: أ. صوره الحافظون لتاريخه في الشمال على أنه الرجل الذي حمل أوزار جميع معاصريه ممن تاجروا بالرقيق وهو براء من هذه التهمة، وأعابوا على المؤرخين عدم إنصافهم له ( إنسياقا وراء تضليل الغربيين ومخططهم الإستعماري). ب. أنصفته العديد من النخب الجنوبية المسلمة ، ورأت أنه لم يكن نخاسا بل كان مصلحا إجتماعيا كبيرا. 7- الأستاذ الصحفي محمد طه محمد أحمد رحمة الله عليه أن جهود الزبير ود رحمة الذي نشط في نشر تعاليم الدين الإسلامي في بحر الغزال، ومد حبل المصاهرة بينه وبين سلطان " النيام نيام " وتزوج بنته ، أوقفت وتم حبسه في مصر ، ثم تم نقله إلى المنفى في إسبانيا - جبل طارق، وكل هذا بعد أن تمت تشوهات واسعة ومنظمة، ودمغ بأنه تاجر رقيق، وإذا كان تاجرا للرقيق فلم يكن من المنطقي أن يعيش هانئا ومستقرا وسط أصهاره من أهل الجنوب، وكان من الطبيعي أن يقتلوه بسهم أو برمح يوم زفافه للعروس إبنة السلطان. ولكن إذا كان عشاق التشويه يشوهون الآن سمعة القبائل العربية والإسلامية مثل الرزيقات والمسيرية والكبابيش، ويزعمون أنها متورطة في صيد الجنوبيين وإستعبادهم، إذا كان التشويه يحدث في الحاضر فما أسهل تشويه الماضي، والزبير تحت التراب لا يستطيع الدفاع عن نفسه! إن المطلوب هو التدقيق بدلا من الوقوع ضحية للتشويه البريطاني لتاريخنا، وهذا التشويه يريد تعضيد الكراهية، ونسف أسس التعايش من الماضي إلى الحاضر ، وبالتشويه يتم تحويل المجاهدين والدعاة إلى تجار رقيق وهكذا تم إلحاق الظلم بالزبير. 8- الأستاذ السفير عبد الله عمر محمد حمد إن الذين وقفوا وراء دمغ الزبير بتجارة الرق كانوا هم أعداؤه من التجار الأوربيين ، ومن عناصر الحكومة المركزية في الخرطوم ، الذين كان الكثيرون منهم متورطين في هذه التجارة بصورة مباشرة وغير مباشرة، والذين كانوا يرون فيه عائقا لقدراته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. إن الذين عملوا على تشويه تاريخه لم يرصدوا وقائع محددة ، تقف دليلا على ما زعموا ولقد، كان الزبير نفسه قادرا على الدفاع عن نفسه في وجه تلك المزاعم ، كما فعل حينما سأله الكاتب جاكسون عن دوره في تجارة الرق، فقدم الزبير مرافعة بليغة بوقائعها وحججها، فلم يملك معها هذا الكاتب غير أن يشيد بشخصية الزبير ، التي إختبرها عبر سلسلة من اللقاءات والندوات ذات الطابع العلمي التي كان الزبير طرفا فيها خلال إقامته بالقاهرة. 9- البروفيسور حسن مكي محمد أحمد ( باحث ومفكر إسلامي - مدير جامعة إفريقيا العالمية ) " قد تعرض إسم الزبير لكثير من التشويه مما جعل صورته تهتز في الأذهان، إذ درج بعض الباحثين على إظهاره كتاجر رقيق ليس إلا. متجاهلين الظرف التاريخي وظروف المنطقة وأوضاعها ومتناسين إصلاحات الزبير ودوره الرائد في وضع لبنة هامة في بناء السودان المعاصر.