الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: إن إتهام الزبير بالإتجار في الرقيق لم يتم على معرفة يقينية أو وقائع محددة ، وعليه لم يقدم متهموه الدليل الدامغ والحجة الناصعةالتي تثبته وتدينه والدليل على ذلك أنه لم يقدم لأي محكمة بموحب هذه التهمة " إن أي متهم برئ حتى تثبت إدانته كما تقرر القاعده العدلية في جميع القوانين والدساتير". وظل الأمر مجرد ترديد أصبح جزءا من لعبة السياسة وتسابق الأحزاب وضغوطات جمعية إبطال الرق في إنجلترا. لقد أعمل أساطين الإستعمار الإنجليزي ذكاءهم في إستغلال عفوية الزبير وغفلته عما يحاك ضده وتسقطوا هفواته وأخطاءه ونفخوا فيها لتضخيمها وجعلها تبدو مقنعة، وقد إنتهزوا فرصة ضعف الحكام الأتراك المتمصرين وانتهازيتهم وإنغماسمهم في الفساد وإنشغالهم بنهب ثروات البلاد ونفذوا خلال ذلك إلى إحاكة تدبير محكم أمسك بخناق الزبير ونجح في تحقيق هدفين أساسيين: الأول: تحطيم قوة الزبير المادية والمعنوية بتمزيق أوصال دولته وتفكيك جيشه والتنكيل بأهله وعشيرته وتشويه صورته لضرب سمعته وتقويض نفوذه ومصادرة أمواله التي كان يبذلها في صناعة أمجاده. الثاني: إبعاده عن مسرح الأحداث السياسية في السودان بحبسه ونفيه خارجه ليخلو لهم الجو للإنفراد بحكم السودان بعد إقصاء مصر عنه، لقد توصل البحث الذي أجراه د. جعفر أحمد صديق أبو سوار " رسالته لنيل درجة الدكتوراة من جامعة أم القرى بالسعودية " إلى إضافة تحليلية قيمة عن أسباب ونتائج الصراع بين الزبير والحكام الاوربيين مؤداها: " إن دولة الزبير التي أقامها كانت تحكم بنظم الحكم الإسلامية.. في بقاع زنجية أو مسيحية وإنها ترتبط شرعيا مع الحكومة الخديوية في مصر والتي تمثل دولة الخلافة الإسلامية في تركيا ، وأن هذا الترابط الإسلامي يتعارض والمصالح الأوروبية في القارة الإفريقية لهذا عملوا على الإيقاع بينه والخديوية في مصر تمهيدا للقضاء على سلطنته كما إجتهدوا في الإساءة إليه بتشويه سمعته وتاريخه .. وأن هذا المنهج الأوروبي يعتبر حلقة من حلقات العداء والتآمر الصليبي ضد الإسلام وقد نجحوا في مسعاهم. ولقد سبب الباحث إستهداف الأوربيين للزبير بالذات بالرغم من وجود الكثير من تجار الرقيق من الأوربيين وسلاطين الجنوب وعرب السودان الذين كانوا يجاهرون بهذه التجارة بأن سياستهم وأعمالهم لم تكن تتعارض مع سياسة الإستعمار الأوربي في القارة مثل سياسة الزبير وعليه فلم يعارضوا ممارسة أولئك التجار بل ولم يتهموهم ولا بكلمة واحده. أما الكاتب د. عثمان عوض الكريم محمد فيستنتج: " لو كان الزبير تاجر رقيق إذن لما أبعدوه عن السودان ولأبقوا عليه ليعاونهم في توفير العبيد".