الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: إعادة إقتراح تعيين الزبير بعد أسابيع قليلة من وصول غوردون إلى الخرطوم ، وقعت حوادث سياسية مهمة، وعليه فقد أعاد إقتراحه السابق بتعيين الزبير باشا حاكما على السودان بوصفه نائبا عن الحكومة المصرية. يصف المؤرخ ضرار صالح ضرار دوافع إصرار غوردون قائلا: كان يرمي بذلك لتعويض الزبير عما فقده من ملك في دارفور وبحر الغزال وعن قتل إبنه سليمان ، ومن ناحية أخرى كان يعتقد أن الزبير هو السوداني الوحيد الذي يستطيع أن يحكم البلاد ويقاوم ( المهدي ) ثم أنه يرى أن الزبير مؤمن بالوحدة بين السودان ومصر، وأنه سيظل أمينا على هذه العقيدة، كما كان يراه رجلا كفؤا عسكريا وإداريا ، وأنه سوف ينفذ القرار الخاص بمنع تجارة الرقيق. وكانت الحكومة المصرية في هذا الوقت في أمس الحاجة لتنفيذ قرارها الخاص بإخلاء الحاميات المصرية في السودان، ولذلك فقد أيد مستشار الخديوي والممثلية البريطانية في القاهرة ذلك الإقتراح، لا سيما والزبير شخصية بالغة الأهمية بالنسبة للمصريين، وبرغم من أن السير إيفيلين بارنج والكولونيل ستيوارت كانا في البداية معارضين للإقتراح ، إلا أن الأثنين سرعان ما إنحازا لرأي غوردون، وأصبحا مقتنعين بأن الإخلاء لن يتم دون إقامة حكومة قوية، وأن الرجل الوحيد الذي يستطيع دفتها هو الزبير باشا وحده. وكان عوردون يستميت في محاولاته لإقناع القاهرة ولندن بتعبين الزبير ، فقد أبرق القاهرةىفي 18/فبراير 1884م مرة أخرى، يتحدث عن الفوضى التي ستعم البلاد بعد إتمام عملية الجلاء ومسؤولية الحكومة في إدارة البلاد، وبعد الإقتراح بتعيين الزبير، تجنبا لتلك الفوضى - بعد أن تعينه الحكومة البريطانية تأييدا أدبيا دون منحه مالا أو رجالا ( فهو وحده الذي يستطيع أن يحكم السودان ويرضى عنه الناس )، وإقترح أن يتم تعيينه بالشروط الآتية - ملاحظ أنها تختلف عن الشروط المتفائلة التي إقترحها سابقا):